قضت محكمة جنايات الجيزة بتغريم عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر ومحمد الباز نائب رئيس التحرير 80 ألف جنيه لكل منهما، فى القضية المتهمين فيها بسب وقذف شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، كما قضت المحكمة ببراءتهما من التهمة الثانية الخاصة بإهانة الأزهر الشريف. نظرت المحكمة دعوى السب والقذف المقامة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر ضد عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة (الفجر) ومحمد الباز نائب رئيس تحرير الصحيفة، وسط حراسة أمنية مشددة وحضور إعلامى مكثف من رجال الإعلام والقنوات الفضائية. بدأت الجلسة فى العاشرة والنصف صباحاً، وحضر كل من عادل حمودة والباز وممثلان عن النقابة، وقال دفاع المتهمين إن الأوراق الخاصة بالقضية قد خلت من توجيه تهمة إهانة شيخ الأزهر، واستشهد الدفاع بما أكده شيخ الأزهر بأنه تعرض لإهانة لشخصه وليس لهيئة الأزهر، حيث إن أحكام النقض أكدت أنه إذا وقعت إهانة لأى شخص من أعضاء هيئة أو مؤسسة لا يعنى ذلك إهانة للمؤسسة كلها. ومن جانبه قال عادل حمودة إلى هيئة المحكمة، إن صحيفة الراية القطرية قد نشرت منذ سنوات رسماً كاريكاتيرياً ساخراً لشيخ الأزهر، وكان حمودة نائب رئيس تحرير مجلة روزاليوسف فى ذلك الوقت وكتب سلسلة مقالات يهاجم فيها الصحيفة. وأضاف حمودة، أنه لم يقصد إهانة شيخ الأزهر، ولكنه أراد إيقاف زيارته إلى الفاتيكان، فى الوقت الذى كان يشعر فيه كل المسلمين فى العالم بحالة غضب شديدة من إهانة بابا الفاتيكان للرسول. شهادات الشهود وكانت المحكمة قد استمعت إلى شهادة الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وأحمد الفضالى أمين عام علماء منظمات المسلمين، بناء على طلب الدفاع عن المتهمين، وذلك فى جلسات سابقة للقضية، حيث قال الفقى إن الشعور العام لدى جموع المسلمين ليس فى مصر وحدها وإنما حول العالم كان رافضاً لفكرة زيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى الفاتيكان لمقابلة بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر، على اعتبار أنه يكن عداء وكراهية للإسلام والمسلمين، بل وللمذاهب المسيحية الأخرى والتى تجلت فى خطاب له تناول الإسلام ونبيه بالنقد. وأضاف الفقى، أنه علم شخصياً من الدكتور محمد سيد طنطاوى، أن فضيلته لن يذهب إلى الفاتيكان، وذلك على الرغم من تلقيه دعوات رسمية بالزيارة، وذلك احتجاجاً على تصريحات البابا ضد الإسلام والمسلمين، إلا أن الصحف تحدثت باستفاضة حول تفاصيل الزيارة وتوقيتاتها دون أن ينفى الأزهر بصورة قاطعة قبوله للزيارة، كما أكد الدكتور مصطفى الفقى، أنه حاول من قبل التدخل للتوسط والصلح بين كل من الجريدة وشيخ الأزهر. مشيراً إلى أن كلاً من عادل حمودة ومحمد الباز أعلنا أكثر من مرة، أنهما لم يرغبا فى الإساءة التى وصلت إلى شيخ الأزهر، معلنان استعدادهما لنشر اعتذار بالصفحة الأولى، لكن شيخ الأزهر لم يرد وقتها سواء بالرفض أو القبول. مؤكداً أن المقال الذى نشر لم يقصد به الإساءة بأى حال من الأحوال. واعتبر الفقى، أن الصورة المركبة التى أفردتها جريدة الفجر على صدر صفحتها الأولى والتى أظهرت شيخ الأزهر مرتدياً زى بابا الفاتيكان لم يكن فيها أدنى نوع من الإهانة أو السخرية منه، وذلك لأن الزى هو زى خاص بالديانة المسيحية. مشيراً إلى أن القول بعكس ذلك يعنى نوعاً من الازدراء بديانة أخرى. بداية القضية وكان شيخ الأزهر قد فوجئ بنشر مقال يهاجمه فى جريدة الفجر تحت عنوان "لا تذهب إلى بابا روما يا طنطاوى يا شيخ الفاتيكان"، وهو ما اعتبره إهانة له وللأزهر، خاصة بعد وضع صورته وبجوارها صليب، وأقام دعوى إهانة هيئة نظامية وهى "الأزهر" وسب وقذف، طبقاً للمواد 184 و302 و303 من قانون العقوبات، واتهم شيخ الأزهر كلاً من عادل حمودة ومحمد الباز بالإساءة له وإهانته. مؤكداً أن ما ورد بالمقال يمثل إهانة له وللمؤسسة المنتمى إليها بعد إلباسه زى بابا الفاتيكان وعلى ذراعه اليمنى رمز الصليب.