أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، خلال اجتماع لجنة مصر والعالم، أن هناك ستة تحديات رئيسية تواجه الدبلوماسية المصرية، التحدى الأول هو استقرار السودان بوصفه قضية أمن قومى لمصر، مشيراً إلى أن المسائل السودانية ومشكلة انفصال الجنوب عن الشمال لا تحل بالحرب، لكن بالمفاوضات وأن مصر طرحت منذ فترة طويلة، وأثناء زيارة الرئيس مبارك للجنوب، فكرة الكونفدرالية لمعالجة التناقضات الداخلية وبوادر العنف بين الشمال والجنوب. وأوضح الوزير، أنه لا يرى مشكلة فى استقلال الجنوب، وأنها لن تؤثر على حصة مصر من المياه، لأن اتفاق 1959 ينظم تقاسم المياه بين مصر والسوادن، حيث تحصل مصر على 55.5 مليار متر مكعب من المياه والسودان على 18 مليار متر مكعب والجنوب كدولة مستقلة سوف تأخذ التزاماتها من الدولة الأم، وأكد على أن مصر تساعد الجنوب فى استثمار المياه بإقامة السدود اللازمة للتنمية الزراعية والثروة السمكية والكهرباء، وأنها حريصة على تكثيف وجودها فى السودان التى يوجد بها حالياً من 4 إلى 5 آلاف مصرى، وعدة مستشفيات ميدانية ومدارس فى دارفور. من جهة أخرى، أكد الوزير أبو الغيط على أن التحدى الثانى فى المنطقة هو العراق الشقيق الذى كان ومازال الجناح الشرقى للأمة العربية. أما التحدى الثالث فهو القضية الفلسطينية، وهى تعتبر لمصر أم القضايا، وقد أكد أبو الغيط أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب وأحلك لحظاتها وتحاول مصر معالجة هذه القضية بمنهج موضوعى وعملى فى آن واحد، حيث يتمثل الموقف المصرى فى السعى إلى التوصل من خلال المفاوضات إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية. أما التحدى الرابع، فيتمثل فى المسألة اللبنانية، الذى حدث فيها استقرار منذ عام 1989 حتى 12 يوليو 2006 بمقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى والثوابت المصرية تجاه المسألة اللبنانية تتمثل فى أولاً منع التدخلات الأجنبية من العمل على الأراضى اللبنانية، ثانياً الاستقرار الداخلى ومنع التصادم الداخلى والسماح للبنان بالمضى قدما فى طريقه التنموى وهذان الهدفان يتحققان بدور مصر المعنوى والمادى التى تقوم به وتقوله بكل شجاعة ودون مواربة. بينما اعتبر أبو الغيط الملف النووى الإيرانى بمثابة التحدى الخامس، وهو قضية فى غاية الخطورة وقد أوضحت وثائق ويكيليكس الموقف المصرى منها، حيث تتعامل مصر معه بمنتهى الوضوح والجدية، حيث تطالب بإخلاء المنطقة كلها من الأسلحة النووية وربطت مصر بين السلاح النووى الإيرانى والإسرائيلى، وأكدت مصر مراراً وتكراراً على إخلاء إقليم الشرق الأوسط كله من الأسلحة النووية، وأن العرب لن يقفوا مكتوفى الأيدى إزاء امتلاك إسرائيل وإيران للسلاح النووى، خاصة أن هناك طرحاً يتحدث عن أن امتلاك إيران للأسلحة النووية هو امتلاك للمسلمين جميعاً، لكن أؤكد بأن السلاح النووى هو مسألة وطنية فى المقام الأول ولن يتم استخدامه من قبل أى قوى فى المنطقة، خاصة أن تكلفة امتلاكه تتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون دولار. كما أكد أبو الغيط، أنه يجب على إيران أن تبتعد عن العراق ولبنان وشمال أفريقيا، لأن هذا هو بيت العرب وأنه من الغريب أو المستغرب التواجد على أرض عربية. كما أشار الوزير أبو الغيط إلى التحديات التى تواجه الدبلوماسية المصرية خلال عام 2011 والتى تتمثل فى مياه النيل، وقام باستفاضة بشرح المصادر الأساسية لحصة مصر من مياه النيل والتى تأتى 85% منها من الهضبة الأثيوبية و15% من البحيرات العظمى من جنوب السودان، وأكد على أن الحصة المصرية ستبقى كما هى، وستسعى مصر من خلال المشاورات مع دول حوض النيل على استثمار المياه، خاصة أن هناك 300 مليار متر مكعب يتبخرون، وسوف نعمل على الاستثمار مع كل دول حوض النيل وأن مصر لن تعترف بأى اتفاقيات إطارية لم تشارك فيها إلا عن طريق التفاوض والعمل معاً من أجل الاستثمار فى المياه.
