أبو الغيط ود .محمد عبداللاه فى لجنة مصر والعالم أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية خلال اجتماع لجنة مصر والعالم أن هناك ست تحديات رئيسية تواجه الدبلوماسية المصرية. التحدي الأول هو استقرار السودان بوصفه قضية أمن قومي لمصر مشيراً إلي أن المسائل السودانية ومشكلة انفصال الجنوب عن الشمال لا تحل بالحرب ولكن بالمفاوضات وأن مصر طرحت منذ فترة طويلة، وأثناء زيارة الرئيس مبارك، فكرة الكونفدرالية لمعالجة التناقضات الداخلية وبوادر العنف بين الشمال والجنوب. الهدف من الطرح هو رأب الصراع بين الطرفين خاصة أن الكونفدرالية تحقق طموح الجنوب الذي سوف يتمتع بجيش مستقل وتمثيل خارجي مستقل ونظام ضرائبي موحد للجميع. وأوضح الوزير أنه لايري مشكلة في استقلال الجنوب وأنها لن تؤثر علي حصة مصر من المياه لأن اتفاق 1959 ينظم تقاسم المياه بين مصر والسوادن حيث تحصل مصر علي 55.5 مليار متر مكعب من المياه والسودان علي 18 مليار متر مكعب والجنوب كدولة مستقلة سوف تأخذ التزاماتها من الدولة الأم. واكد علي أن مصر تساعد الجنوب في استثمار المياه بإقامة السدود اللازمة للتنمية الزراعية والثروة السمكية والكهرباء، وأنها حريصة علي تكثيف وجودها في السودان التي يوجد بها حالياً من 4 إلي 5 الاف مصري وعدة مستشفيات ميدانية ومدارس في دارفور. وأكد الوزير أبو الغيط علي أن التحدي الثاني في المنطقة هو العراق الشقيق الذي كان وما زال الجناح الشرقي للأمة العربية. أما التحدي الثالث فهو القضية الفلسطينية وهي تعتبر لمصر أم القضايا، وقد أكد أبو الغيط بأن القضية الفلسطينية تمر بأصعب وأحلك لحظاتها وتحاول مصر معالجة هذه القضية بمنهج موضوعي وعملي في آن واحد حيث يتمثل الموقف المصري في السعي إلي التوصل من خلال المفاوضات إلي اتفاق لاقامة دولة فلسطينية تكون علي نفس حدود 5 يونيو 1967، وأن يكون حجم الأراضي التي احتلت في 67 هو حجم الدولة الفلسطينية كلها . وهذا الطرح الذي تطرحه مصر يعد طرحا مشروعا تفهمه كل القوي الدولية . وأكد أبو الغيط أن القدس هي قضية لا يمكن التنازل عنها من جانب المسلمين والمسيحيين علي مستوي العالم وانه لا بد ان يعود تحت الحكم الفلسطيني . أما التحدي الرابع فيتمثل في المسألة اللبنانية، التي حدث فيها استقرار منذ عام 1989 حتي 12 يوليو 2006 بمقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والثوابت المصرية تجاه المسألة اللبنانية تتمثل في أولا منع التدخلات الأجنبية من العمل علي الأراضي اللبنانية، ثانيا الاستقرار الداخلي ومنع التصادم الداخلي والسماح للبنان بالمضي قدما في طريقه التنموي وهذان الهدفان يتحققان بدور مصر المعنوي والمادي الذي تقوم به وتقوله بكل شجاعة ودون مواربة . أما التحدي الخامس فهو الملف النووي الإيراني، وهو قضية في غاية الخطورة . وأكدت مصر مرارا وتكرارا علي إخلاء إقليم الشرق الأوسط كله من السلاح النووي وأن العرب لن يقفوا مكتوفي الايدي إزاء امتلاك اسرائيل وايران للسلاح النووي خاصة ان هناك طرحا يتحدث عن أن امتلاك ايران للاسلحة النووية هو امتلاك للمسلمين جميعا ولكن أوكد بأن السلاح النووي هو مسألة وطنية في المقام الأول ولن يتم استخدامه من قبل أي قوي في المنطقة خاصة أن تكلفة امتلاكه تتراوح ما بين 15 إلي 20 مليون دولار . كما أشار الوزير أبوالغيط إلي التحديات التي تواجه الدبلوماسية المصرية خلال عام 2011 والتي تتمثل في مياه النيل، وقام باستفاضة بشرح المصادر الاساسية لحصة مصر من مياه النيل والتي تأتي 85٪ منها من الهضبة الأثيوبية و 15٪ من البحيرات العظمي من جنوب السودان، وأكد علي أن الحصة المصرية ستبقي كما هي. وستسعي مصر من خلال المشاورات مع دول حوض النيل علي استثمار المياه خاصة وان هناك 300 مليار متر مكعب يتبخرو، وسوف نعمل علي الاستثمار مع كل دول حوض النيل وان مصر لن تعترف باي اتفاقيات إطارية لم تشارك فيها إلا عن طريق التفاوض والعمل معا من أجل الاستثمار في المياه، وان لمصر أكثر من 280 خبيرا مصريا في دول حوض النيل ننفق ما بين 300 إلي 350 مليون جنيه للتعاون الفني مع دول القارة الافريقية وقد دعا أبو الغيط إلي تنمية الصادرات المصرية إلي أفريقيا التي تصل إلي 3٪ فقط من الصادرات المصرية إلي العالم وأكد علي أننا نستطيع أن ننافس الصين في هذا المجال .ومن جانبه أكد د. محمد عبد اللاه أمين العلاقات الخارجية ورئيس لجنة مصر والعالم بأمانة السياسات أن التنمية هي الهدف الأساسي للدبلوماسية المصرية، وأن وزارة الخارجية وجهات الدولة المختلفة تستثمر علاقاتها الدولية من أجل تحقيق ذلك الغرض. وأوضح أنه لابد من إيلاء المزيد من الاهتمام بالمجموعات الاقتصادية العالمية والقيام بدور إيجابي للتصدي للتحديات الكونية الجديدة مثل تغير المناخ ونزع السلاح .