أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية خلال اجتماع لجنة مصر والعالم في مؤتمر الحزب أمس أن هناك6 تحديات رئيسية تواجه الدبلوماسية المصرية. التحدي الأول هو استقرار السودان بوصفه قضية أمن قومي لمصر, مشيرا إلي أن المسائل السودانية ومشكلة انفصال الجنوب عن الشمال لاتحل بالحرب ولكن المفاوضات وأن مصر طرحت منذ فترة طويلة, وأثناء زيارة الرئيس مبارك فكرة الكونفدرالية لمعالجة التناقضات الداخلية وبوادر العنف بين الشمال والجنوب, الهدف من الطرح هو رأب الصدع بين الطرفين خاصة أن الكونفدرالية تحقق طموح الجنوب الذي سوف يتمتع بجيش مستقل وتمثيل خارجي مستقل ونظام ضرائبي موحد للجميع. وأوضح الوزير أنه لايري مشكلة في استقلال الجنوب وأنه لن يوثر علي حصة مصر من المياه لأن إتفاق1959 ينظم تقاسم المياه بين مصر والسودان حيث تحصل مصر علي55,5 مليار متر مكعب من المياه والسودان علي18 مليار متر مكعب والجنوب كدولة مستقلة سوف تأخذ التزاماتها من الدولة الأم. وأكد أن مصر تساعد الجنوب في استثمار المياه بإقامة السدود اللازمة للتنمية الزراعية والثروة السمكية والكهرباء وأنها حريصة علي تكثيف وجودها في السودان الذي يوجد به حاليا من4 إلي5 آلاف مصري وعدة مستشفيات ميدانية ومدارس في دارفور. ومن جهة أخري أكد الوزير أبو الغيط أن التحدي الثاني في المنطقة هو العراق الشقيق الذي كان ولايزال الجناح الشرقي للأمة العربية, فقد دخل العراق في أزمة كبري منذ20 سبتمبر1980 ولم يحدث في تاريخ العراق أن دخلت قوات أجنبية علي أراضيه والآن علي الأراضي العراقية حوالي50 ألف جندي أمريكي سوف يخرجون في أغسطس2011 أو أواخر عام2011, وقد تحملت مصر مسئوليتها تجاه العراق بفتح سفارة مصرية ثم قتل السفير المصري وإعادة فتحها مرة أخري بعد استقرار الوضع في2008 وقمنا بتشجيع الشركات المصرية للاستثمار في العراق ومازلنا نتابع عن كثب كل الأحداث في العراق علي أعلي مستوي. أما التحدي الثالث فهو القضية الفلسطينية وهي تعتبر لمصر أم القضايا, وقد أكد أبو الغيط أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب وأحلك لحظاتها وتحاول مصر معالجة هذه القضية بمنهج موضوعي وعملي في آن واحد حيث يتمثل الموقف المصري في المسألة في التوصل من خلال المفاوضات إلي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية تكون علي نفس حدود5 يونيو1967, وأن يكون حجم الأراضي التي احتلت في67 هو حجم الدولة الفلسطينية كلها, وهذا الطرح الذي تطرحه مصر يعد طرحا مشروعا تفهمه كل القوي الدولية سواء كان الاتحاد الأوروبي أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد أبو الغيط أن القدس قضية لايمكن التنازل عنها من جانب المسلمين والمسيحيين علي مستوي العالم وأنها لابد أن تعود تحت الحكم الفلسطيني. أما التحدي الرابع فيتمثل في المسألة اللبنانية, التي حدث فيها استقرار منذ عام1989 حتي12 يوليو2006 بمقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والثوابت المصرية تجاه المسألة اللبنانية تتمثل في أولا منع التدخلات الأجنبية من العمل علي الأراضي اللبنانية, ثانيا الاستقرار الداخلي ومنع التصادم الداخلي والسماح للبنان بالمضي قدما في طريقه التنموي وهذان الهدفان يتحققان بدور مصر المعنوي والمادي الذي تقوم به وتقوله لكل شجاعة ودون مواربة. اما التحدي الخامس فهو الملف النووي الإيراني, وهو قضية في غاية الخطورة, وقد أوضحت وثائق ويكليكيس الموقف المصري منها حيث تتعامل مصر معه بمنتهي الوضوح والجدية حيث تطالب بإخلاء المنطقة كلها من الأسلحة النووية وربطت مصر بين التسلح النووي الإيراني والإسرائيلي, وأكدت مصر مرارا وتكرارا إخلاء إقليم الشرق الأوسط كله من السلاح النووي وأن العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء أمتلاك إسرائيل وإيران للسلاح النووي خاصة ان هناك طرحا يتحدث عن أن امتلاك إيران للأسلحة هو امتلاك للمسلمين جميعا ولكن أؤكد أن السلاح النووي هو مسألة وطنية في المقام الأول ولن يتم استخدامه من قبل أي قوي في المنطقة خاصة أن تكلفة أمتلاكه تتراوح مابين15 إلي20 مليون دولار. كما أكد أبوالغيط أنه يجب علي إيران أن تبتعد عن العراق ولبنان وشمال إفريقيا, لأن هذا بيت العرب وأنه من الغريب أو المستغرب الوجود علي أرض عربية. وقد أشار أبوالغيط إلي العلاقات مع القوي الرئيسية والنظرة المصرية إلي التنظيم الدولي وأن مصر موجودة علي المستوي الدولي ويكن لها الجميع كل احترام وتقدير, وهذا يتضح من انتخاب المصريين في كل المحافل الدولية. وعلينا ان نعيد النظر الي القوي الدولية الجديدة مثل الصين التي سوف تقود العالم بعد15 عاما ودولة أخري مثل روسيا التي سوف تستعيد مكانتها قريبا. كما أشار الوزير أبوالغيط الي التحديات التي تواجه الدبلوماسية المصرية خلال عام2011 والتي تتمثل في مياه النيل, وقام باستفاضة بشرح المصادر الاساسية لحصة مصر من مياه النيل والتي تأتي85% منها من الهضبة الاثيوبية و15% من البحيرات العظمي من جنوب السودان, وأكد أن الحصة المصرية ستبقي كما هي. وستسعي مصر من خلال المشاورات مع دول حوض النيل إلي استثمار المياه, خاصة ان هناك300 مليار متر مكعب تتبخر, وسوف نعمل علي الاستثمار مع كل دول حوض النيل وان مصر لن تعترف بأي اتفاقيات إطارية لم تشارك فيها إلا عن طريق التفاوض والعمل معا من أجل الاستثمار في المياه, وأن لمصر أكثر من280 خبيرا مصريا في دول حوض النيل, وننفق ما بين300 و350 مليون جنيه للتعاون الفني مع دول القارة الافريقية, وقد دعا أبوالغيط الي تنمية الصادرات المصرية الي افريقيا التي تصل الي3% فقط من الصادرات المصرية الي العالم وأكد اننا نستطيع ان ننافس الصين في هذا المجال, خاصة ان لدينا قدرة انتاجية هائلة خاصة ان شركات القطاع الخاص تستطيع ان تلعب دورا كبيرا جدا في هذا المجال, وان افريقيا متاحة لنا جميعا للعمل فيها وان هناك حسن نوايا كبيرا من الدول الافريقية تجاه مصر. وأكد وزير الخارجية ان الدولة تولي اهتماما كبيرا لرعاية المصريين بالخارج, وأن الحكومة تنفق1.150 مليار جنيه من اجل ذلك, وتتحمل عجزا قدره600 مليون جنيه من اجل تحقيق ذلك الغرض. وأكد د. محمدعبداللاه أمين العلاقات الخارجية ورئيس لجنة مصر والعالم بأمانة السياسات ان التنمية هي الهدف الأساسي للدبلوماسية المصرية, وأن وزارة الخارجية وجهات الدولة المختلفة تستثمر علاقاتها الدولية من أجل تحقيق ذلك الغرض. وأوضح انه لابد من ايلاء المزيد من الاهتمام بالمجموعات الاقتصادية العالمية والقيام بدور إيجابي للتصدي للتحديات الكونية الجديدة مثل تغير المناخ ونزع السلاح.