التاريخ غنى بالخطب التى لا يمكن نسيانها والتى تتنوع بين الحماسية والاستفزازية وحتى الغريب منها. وفى إطار تصريحات الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعادية للولايات المتحدة التى زعم فيها أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 كانت بتدبير أمريكى، رصدت مجلة فورين بوليسى أكثر 10 تصريحات مثيرة للجدل شهدتها الأممالمتحدة على مدار الستين عاما الماضية. فى عام 2009 قال العميد الليبى معمر القذافى "ينبغى ألا يسمى مجلس الأمن بل مجلس الإرهاب"، وخلال خطبته طوال 100 دقيقة عدد القذافى نصف قرن من المظالم ونظريات المؤامرة إذ اتهم الولاياتالمتحدة بتطوير فيروس أنفلونزا الخنازير والتشكيك فى السجلات الرسمية لاغتيال كيندى. ويبدو أن أحمدى نجاد معتاد على استغلال منصة الأممالمتحدة للهجوم على القوى الغربية وإسرائيل ففى عام 2008 قال: "الكرامة والنزاهة وحقوق الشعب الأمريكى والأوربى تلعب بها أقلية مخادعة تدعى الصهيونية، فرغم أنهم أقلية فإنهم يسيطرون على جزء مهم من المراكز المالية والنقدية، بالإضافة إلى مراكز صنع القرار السياسى لبعض الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة بطريقة ماكرة مخادعة ومعقدة". ومن الواضح أن الخطب المثيرة أصحابها من الحكام المسلمين، فلقد قال الرئيس السودانى عمر البشير عام 2006 منكرا جرائم الإبادة الجماعية فى درافور: "إن الصورة المضللة التى تحاول رسمها المنظمات التطوعية بغية الحصول على مزيد من المساعدات والهبات أدت لنتيجة عكسية". وفى ذات القمة قال هوجو تشافيز، الرئيس الفنزويلى، مشيرا إلى الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش: "لقد جاء الشيطان إلى هنا بالأمس ولا تزال رائحة الكبريت تفوح بالمكان". وفى عام 1987 شن دانيا أورتيجا رئيس نيكاراجو هجومة على السياسات الأمريكية فى أمريكا الوسطى وتمويل المتمردين ودعم ديكتاتورية سوموزا: "قبل التشاور مع المتهورين الذين يقدمون خيارات عسكرية مختلفة مثل الغزو العسكرى: تذكر أن الرئيس ريجان، رامبو، موجود فقط فى الأفلام". الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات قال مبديا استعداده لمعركة عام 1974: "إن النظام العالمى القديم ينهار أمام أعيننا، فالإمبريالية والاستعمار الجديد والعنصرية بقيادة الصهيونية لابد من موتها". وفى عام 1960 هاجم السفير الأمريكى هنرى كابوت لودج قرار سوفيتيا يدين رحلات التجسس الأمريكية: "لقد صادف أننى هنا اليوم لأظهر مثالا ملموسا على التجسس السوفينى إذ يمكن للجميع أن يروا بأنفسهم"، إذ أستخلص ميكروفون صغير من ختم خشبى كان قد تم تقديمه من جمعية الصداقة السوقيتة الأمريكية بموسكو". الزعيم الكوبى فيدل كاسترو عام 1960 مهاجما الإمبريالية الأمريكية أيضا قائلا: "إذا كان كيندى غير مليونير وأمى وجاهل، لكان يمكنه أن يفهم أنه لا يمكن التمرد ضد الفلاحين". وفى أطول كلمة استمرت قرابة 8 ساعات قال المبعوث الهندى للأمم المتحدة عام 1957 فى أطول خطاب فى تاريخ مجلس الأمن مناقشا أزمة إقليم كشمير: "إن مجلس الأمن يعتبر الأمر نزاعا، مع أنه ليس نزاعا على الأرض. هناك مشكلة واحدة فقط تقف أمامنا وهى مشكلة العدوان".