محمد منير اسم لا يخطأه أحد فهو من أبرز أدوات القوة الناعمة المصرية، بصوته استطاع أن يعبر عن هموم ومشاعر المصريين على مدار 70 عاما، ولا نبالغ إذا قلنا أن عيد ميلاد محمد منير الذي يحل ميعاده اليوم هو يوم مهم في تاريخ الفن المصري. وفي عز الجدل الدائر حول من يستحق لقب صوت مصر شيرين أم أنغام؟ لا نغفل أن لقب صوت مصر لسنوات وعقود استحقه الكينج محمد منير، في السطور التالية أبرز مراحل ومحطات الكينج محمد منير. البدايات ولد في قرية منشيه النوبة بأسوان عام 1954. وتلقى منير تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي. مسيرته الاحترافية بدأت حينما تعرف منير على أحمد منيب فأخذ في تدريب منير على أداء ألحانه وألحان غيره النوبية، ثم بدآ في الاستعانة بكلمات معارفهم من الشعراء عبدالرحيم منصور وفؤاد حداد. تعرف منير على هاني شنودة الذي أضاف للمجموعة كثيرا، بألحانه وتوزيعاته غربية الطابع، بل إنه جلب أعضاء فرقته الحديثة وقتها فرقة المصريين ليرددوا ويعزفوا أغاني الألبوم الأول الذي لم يصادفه النجاح. مشروع منير الغنائي على عكس كل مطربي جيله وقتها الذين كانوا يدورون في فلك المطرب الراحل عبدالحليم حافظ، حمل منير مشروعا غنائيا مختلفا فقدم ألبوم أمانة يا بحر عام 1977، حيث أبدع بصوته وغنى فيه من كلمات عبدالرحيم منصور وألحان أحمد منيب وهاني شنودة، ثم قدما ألبوم علموني عنيكي. وكان من الواضح اختلاف محمد منير منذ بداياته عن كل مطربي جيله وقتها حيث نسج في ألبوماته الأولى مع أحمد منيب وهاني شنودة نسيج من الموسيقى النوبية مع الموسيقى الغربية. عام 1981 قدم منير ألبوم شبابيك، الذي حقق مبيعات هائلة وتعاون من خلاله مع الموسيقار يحيي خليل. وقدم بعدها ألبومات مثل: اتكلمي 1983 وبرىء عام 1986، وسط الدايرة عام 1987، شوكلاتة عام 1987وألبومات أخرى كثيرة في عقد التسعينات وخلال العقد الأول من الألفية أشهرها ألبومات مثل: «في عشق البنات وأنا قلبي مساكن شعبية وامبارح كان عمري عشرين وطعم البيوت ويا أهل العرب والطرب». خلال مشواره تعاون منير مع فرقة يحيى خليل وملحنين وشعراء مختلفين، وتنوعت التجارب وأثراها غنائه بلهجات شامية وسودانية وجزائرية في خضم ما عرف بموسيقى الجيل وخلطها بين القوالب. مسيرته الفنية شارك منير في فيلم حدوتة مصرية عام 1982 ثم فيلم اليوم السادس عام 1986 مع الراحل يوسف شاهين ثم شارك في فيلم الطوق والأسورة مع المخرج خيري بشارة. وقدم محمد منير فيلم يوم مر ويوم حلو مع الراحلة فاتن حمامة، وشارك مع الراحل سعيد صالح في مسرحية الشحاتين عام 1988، ثم شارك في فيلمي اشتباه وحكايات الغريب، قبل أن يتجه للدراما التلفزيونية ويقدم مسلسل على عليوة. وقدم محمد منير فيلم ليه يا هرم عام 1993 مع الراحل صلاح السعدني، ثم اشترك في محطة من أهم محطاته السينمائية وهي فيلم المصير عام 1997 الذي قدم فيه أغنيته الشهيرة «على صوتك»، كما قدم مع الراحل صلاح السعدني مسرحية الملك هو الملك. بكار كما لم ينسى كل مواليد التسعينات والثمانينات غنائه لتتر مسلسل بكار، حيث ارتبط التتر بذكريات رائعة مع أبناء التسعينات والثمانينات. مطرب غير تقليدي لم يتقيد منير بالسمات التقليدية لاي مطرب مثل ارتدائه بدلة رسمية في حفلاته أو خلال ظهوره الإعلامي فكما عرف بأغانيه وألبوماته غير التقليدية، عرف كمان بشخصية المتحررة من قيود كثيرة والتي جاءت من نشأته النوبية بالطبع واقترب بسببها منير من الشارع ومن جيل الشباب تحديدا وعرف جماهيريا وإعلاميا باسم الملك. غناءه مع عمرو دياب عمرو دياب ومحمد منير أسماء كبيرة في عالم الغناء على مدار 40 عاما، وكثيرا ما قارن الجمهور بينهما مع اختلاف أسلوب الثنائي، لذلك كان غنائهما سويا في أغنية القاهرة ونيلها مبهجا لقطاع كبير من الجمهور. كذلك غنائهما في حفل ذكريات للموسيقار هاني شنودة في السعودية منذ شهور حيث قام الثنائي بغناء أغنية أمي الحبيبة. تصريحات الكينج محمد منير محمد منير أجرى حوارات كثيرة نذكر منها ما قاله في حواره مع المصري اليوم حيث تحدث عن أحلامه الفنية نصا: «الورق الحلو، وثقتى في المخرج والسيناريو، هو ما يجبرنى على العودة، وبالنسبة للفيلم الاستعراضى سعيد بالتجربة جدا ومتشوق لعمل فيلم استعراضى غنائى في الفترة الجاية ومهيأ نفسى معنويًا ونفسيًا إنى أعمل الفيلم ده». كما كشف عن أكثر الأعمال التي قدمها في السينما ولا زال مرتبطًا بها قائلا: «قدمت أعمال كتيرة منها، «المصير- الطوق والأسورة- يوم مر ويوم حلو- اليوم السادس»، كل عمل قدمته له ذكرى حلوة وطعم مختلف، لكن لن أستطيع نسيان يوسف شاهين، ده الوحيد اللى صورنى بحب، وكذلك خيرى بشارة، دوره معى كبير، وأعتقد دول مخرجين من الصعب والنادر إنى ألاقى بدلاء لهم». صوت مصر الحقيقي وسط الصراع على لقب صوت مصر الحقيقي، لا نغفل أن محمد منير استطاع على مدار عقود أن يقدم تجربة غنائية مختلفة وأغاني حملت هموم وأزمات الوطن والتعبير عن أحلام الشباب ومشاعره فضلا عن تحوله لرمز غنائي مهم لديهم لفترة طويلة، لذلك لا نبالغ أن قلنا -في عيد ميلاده ال 70.- أن محمد منير صوت مصر الحقيقي.