قبل 3 أيام فقط من إضراب 4 مايو الذى دعا له نشطاء على موقع "فيس بوك" وتجاوبت معه قوى وحركات سياسية معارضة أبرزها جماعة الإخوان المسلمين وحركة كفاية، أعلن الرئيس حسنى مبارك فى خطابه الذى ألقاه صباح الأربعاء خلال مشاركته فى الاحتفال بعيد العمال بمركز المؤتمرات بجامعة الأزهر عن زيادة العلاوة الاجتماعية إلى 30%. فى بداية الاحتفالية ألقى رئيس اتحاد عمال مصر حسين مجاور كلمة العمال وتلته وزيرة القوى العاملة عائشة عبد الهادى, و ركز كل منهما على أن "وعى عمال مصر يمنعهم من المشاركة فى الإضرابات". السؤال المطروح هو: هل نجح الرئيس مبارك بإعلانه عن زيادة العلاوة الاجتماعية فى سحب البساط من تحت أقدام الداعين إلى إضراب 4 مايو وإحباط دعوتهم للإضراب؟ العاطلون والطلبة مروان حسين أحد الشباب الأعضاء فى مجموعة إضراب 4 مايو على موقع "فيس بوك" يرى أن الزيادة فى العلاوة التى أعلن عنها الرئيس لن تؤثر على دعوة الإضراب لأنها "موجهة للعمال وهناك فئات أخرى لم يذكرها الرئيس فى خطابه وهى التى شاركت فى إضراب 6 أبريل" مثل الشباب العاطلين وطلاب الجامعات الذين يعانون من زيادة المصروفات الدراسية وغيرهم لم يذكرهم الرئيس فى خاطبه، ولا يستبعد أن تكون علاوة الرئيس دافعاً لهم للمشاركة فى الإضراب للمطالبة بعلاوة أو أى امتيازات أخرى. ويضيف "الهدف من إضرابى أبريل ومايو هو خفض الأسعار والرئيس لم يقدم خلال خطابه أى حل لخفض الأسعار". ويؤكد حسين على أنه سواء نجح إضراب مايو أو لا فما قرره الرئيس اليوم من زيادة للعلاوة هو نتيجة لتأثير إضراب 6 أبريل ودليل على نجاحه لأن الحكومة تخشى من تكراره يوم 4 مايو. صابر أبو الفتوح عضو مجلس الشعب عن جماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت تأييدها لإضراب 4 مايو أمس الثلاثاء ودعت المصريين إلى التزام بيوتهم فى هذا اليوم، يرى أن زيادة الرئيس للعلاوة الاجتماعية خلال عيد العمال اليوم ما هى إلا "رسالة تهدئة" حتى لا تحدث استجابة لإضراب4 مايو وأضاف: "الرئيس كان يعتقد أن العمال سيفرحون بهذه الزيادة لكن هذا لن يحدث"، ويرجع أسباب ذلك إلى أن الزيادة فى العلاوة ضئيلة للغاية، وأضاف أن العدد الأكبر من العمال موجود بالقطاع الخاص ولا يوجد ما يلزم أصحاب الأعمال على صرف العلاوة الاجتماعية للعاملين لديهم، وأكد على أن "العمال يحتاجون لضمانات كثيرة من الدولة تحميهم من ظلم أصحاب الأعمال". وأضاف أن الأسباب التى جعلت المواطنين يستجيبون لدعوة إضراب 6 أبريل والتهديد بآخر فى مايو لم تتدخل الحكومة لحلها 0وهى لا تتعلق بمجرد زيادة طفيفة فى العلاوة وإنما كان يجب وضع حد أدنى للأجور، وهو الشىء الذى قد يبطل الدعوة لإضراب 4 مايو. محاولة إجهاض المهندس أحمد بهاء شعبان القيادى بحركة كفاية أكد على أن إعلان الرئيس عن زيادة العلاوة القصد منه "نزع فتيل توتر الأزمة الاجتماعية وإجهاض إضراب 4 مايو". ويرى شعبان أن هذه الزيادة لن تؤثر على الدعوة للإضراب، كما تتمنى الحكومة وأضاف: العلاوة ستؤدى إلى مزيد من الأزمات والغضب الشعبى فكما تعودنا سيصاحب الزيادة فى العلاوة ارتفاع فى الأسعار. وأضاف "الناس استجابوا مع دعوة 6 أبريل بسبب أزماتهم وليس بسبب الفيس بوك ولا كفاية ولا غيرهما، والعلاوة التى هى عبارة عن بضع عشرات من الجنيهات لن تحل الأزمة، وبالتالى الناس لن تتراجع عن المشاركة فى إضراب 4 مايو مادامت الأزمات التى يعانون منها مستمرة ولم يقدم لها الرئيس ولا حكومة نظيف أى حلول".
