نفى الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن تكون سلسلة اللقاءات التى تقوم بها الجماعة للأحزاب تستهدف انتخابات البرلمان المقبلة، مؤكدا أن الإخوان يدركون عدم إحداث تغيير حقيقى إلا بتكاتف الجهود وتشكيل جبهة ضغط واحدة ضد النظام. أكد حسين أنهم يسيرون مع البرادعى لانفاق كثير مما جاء به ونادى به من إصلاح يتفق مع مبادئ الجماعة، نافيا أن يكون هذا تأييدا له فى الترشيح للانتخابات الرئاسية المقلبة، مبررا ذلك بأن البرادعى شخصيا لم يقدم نفسه أو يعلن على أنه مرشح للرئاسة، مضيفا أنهم لن يشاركوا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشحين. وأكد حسين خلال لقاء مباشر مع قناة الجزيرة مساء أمس، أن الإخوان يبحثون عن تنسيق عام حول الإصلاح أكثر من البحث عن التوحد، موضحا أنهم بدءوا بالأحزاب اليسارية والناصرية، رغم اختلافاتها الأيدلوجية مع فكر الجماعة، لنثبت أن الإخوان يحاولون التنسيق بين كل القوى، لوقف قانون الطوارئ، والمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة، ووقف الاستبداد السياسى والاجتماعى للشعب، والمطالبة بنقلة اجتماعية تنتشل الشعب المصرى من حاله الذى وصل إليه. ونفى حسين أن يكون الهدف من الحوارات الحالية لكسب الشرعية، قائلا "الجميع يعلم وضع الإخوان فى الساحة كأكبر فصيل معارض، كما يعلم أننا نقدر على التحرك بمفردنا، إلا أننا نفضل تكاتف كل القوى لتشكيل جبهة واحدة قوية". وشدد حسين على أن الإخوان جماعة سلمية تنبذ العنف، ولن تلجأ إليه، وحريصون على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويؤمنون بالتغيير وفق تكاتف وتحرك شعبى وعبر صناديق الانتخابات، لكنه أشترط أن يكون وعى الشعب فى الفترة المقبلة بالحضور للتصويت والحرص على الصوت الانتخابى لمنع التزوير أو التلاعب فى أصواتهم وإرادتهم. وحول موقف الجماعة من التوريث، أكد الأمين العام أنهم ضد التوريث تمامًا، مطالبا بوجود ضمانات لانتخابات تكفل حرية الترشح للجميع، وسط انتخابات حرة ونزيهة ودون مجاملة مرشح على حساب آخر، مشيرًا إلى أنهم فى هذه الحالة سيقبلون ما يختاره الشعب بإرادتهم الحرة مهما كان، قائلا "عندما تنفَّذ مطالبنا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لا فرق فيها بين المرشحين، وأن يسمح للجميع بالترشح دون تسخير مؤسسات الدولة لمرشح دون الآخر؛ فسيكون إعلان موقفنا ممن سننتخبه ونرشِّحه". وحول ما انتهت إليه الانتخابات الداخلية فى جماعة الإخوان والانشقاقات، نفى حسين وجود أى انشقاقات داخل الإخوان، مبررا ذلك بأنهم رغم الاختلافات فى الرؤى الكثيرة لكن فى النهاية يرتضون الشورى كالقول الفصل فى أى نقاش، باعتبار أنهم جماعة ربانية، ولديهم سعة صدر ويستمعون لكل وجهات النظر". وحول الفصل بين العمل الحزبى والجانب الدينى، وإمكانية تقدم الإخوان بمشروع برنامج حزب سياسى، نفى حسين أن يتم الفصل، قائلا، إنهم أصحاب مشروع إسلامى متكامل؛ السياسة جزء منه، والحزب السياسى جزء من الجماعة، وليس كلها، وهو ما يعنى أن وجود حزب للإخوان لا يلغى وجود الجماعة. وفيما يتعلق بالانتخابات القادمة وتوقعاته لنزاهتها، قال حسين، إن النظام لن يغيِّر إستراتيجيته وموقفه فى تزوير إرادة الناخبين فى الانتخابات المقبلة، إلا أن الحراك الشعبى الذى تشهده مصر حاليًّا قد يدفع إلى وقف أو تقليل التزوير، مشيرًا إلى أن تمديد حالة الطوارئ من عدمه هو الامتحان الحقيقى الذى سيحدد طبيعة سير العملية الانتخابية المقبلة، ونفى أن تكون الاعتقالات الأخيرة فى صفوف الجماعة مقصودا منها الانتخابات، لكنه أكد أنه بسبب نصرة الأقصى لمنع الإخوان من تنظيم وقفات احتجاجية ضد الممارسات الصهيونية فى مدينة القدس.