سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحيفة عبرية: سياسيون إسرائيليون يحذرون من استراتيجية تعامل السيسى مع تل أبيب.. خبير: رئيس مصر لديه كراهية تجاه تل أبيب ويتعامل معنا بمنطق المصالح.. ومصالحته مع قطر أصابت صناع القرار فى إسرائيل بالذعر
منذ المصالحة المصرية – القطرية وعودة العلاقات لطبيعتها بشكل نسبى مؤخرا بوساطة المملكة العربية السعودية، ووسائل الإعلام الإسرائيلية ومراكز الأبحاث الاستراتيجية بتل أبيب تراقب وتحلل وتحذر صناع القرار بتل أبيب من سياسة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، الخارجية وتحديدا لسياسته تجاه إسرائيل. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن صعود السيسى للحكم أعطى بادرة تفاؤل فى تل أبيب لإعادة بناء العلاقات بين إسرائيل ومصر، وإقامة جسور تعاون مشترك بين البلدين فى مختلف المجالات وعلى رأسها القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، خاصة بعد الحرب المصرية الجارية على الإرهابيين فى شبه جزيرة سيناء وتدمير أنفاق التهريب على طول الحدود مع قطاع غزة، الخطوة التى رحبت بها القيادة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إلا أن كل هذا لا يمحى القلق من سياسة السيسى الاستراتيجية تجاه إسرائيل، لافتة إلى إنه بعد فترة من الجمود والبرود فى العلاقات بين قطر ومصر من ناحية وبينها وبين دول الخليج من ناحية أخرى قررت القاهرة والسعودية إعادة الدوحة للحضن العربى مرة أخرى بعد تعدها بنبذ دعم الإرهاب، الأمر الذى أثار مخاوف الأوساط السياسية بتل أبيب لدعم الدوحة المستمر لحركة "حماس". وأوضحت الصحيفة العبرية أنه منذ وصول السيسى لمقاليد الحكم فى مصر، زادت أعداد القوات المسلحة المصرية فى شبه جزيرة سيناء خلافا لما هو متفق عليه فى الملحق العسكرى المرفق باتفاقية السلام بين البلدين التى وقت فى كامب ديفيد عام 1979، مشيرة إلى أن هذه الأعداد من القوات لم تصل سيناء خلال سنوات حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مشيرة إلى أن سيناء كانت تعتبر ثقبا أسود يرهق المخابرات الإسرائيلية بسبب صعوبة مواجهة الخطر القادم منها. وقالت معاريف إنه برغم من أن صعود المنظمات الإرهابية وعلى رأسها "أنصار بيت المقدس" وإعلان ولائه لتنظيم "داعش"، أدى إلى تعزيز التعاون بين مصر وإسرائيل فى المجال الأمنى، إلا أن إسرائيل لا ترى أنه على المدى البعيد ستتكون علاقة استراتيجية مع السيسى. وقال الخبير الاستراتيجى الإسرائيلى إيلى أفيدار، رئيس منتدى الشرق الأوسط للأبحاث، للصحيفة العبرية: "ينبغى أن نتذكر دائما أن السيسى رجل وطنى مصرى، مثله مثل بقية المصريين الذين يكرهون إسرائيل، ويريد أن يرى بلاده قوية، وأنه بسبب كراهية الشعب المصرى ضد إسرائيل جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدة، فإن مكانة السيسى تتعزز يوما بعد يوم فى العالم العربى". وأضاف أفيدار: "ما يدعو للقلق دائما أن السيسى يقيم علاقات متوازنة مع إسرائيل عندما يكون لديه مصالح مشتركة، ولكن عندما تتعارض هذه المصالح، لا يلتفت إلى تل أبيب كما هو الحال مع تعزيز العلاقات مع قطر"، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت راضية عن العلاقات العدائية التى كانت قائمة بين القاهرةوالدوحة، التى دعمت حكم محمد مرسى وجماعة "الإخوان" وحركة "حماس"، ولكن الآن السيسى يقيم علاقات طبيعية معها رغم خطورة تلك العلاقات على إسرائيل. وأدعى المحلل الإسرائيلى أن رئيس مصر يستطيع اللعب على جميع المؤامرات فى نفس الوقت، ففى الوقت الذى تلقى فيه طائرات "الأباتشى" من الولاياتالمتحدة، يقوى العلاقات مع روسيا ويعقد صفقات ضخمة مع الصين، وأنه يتعامل مع تل أبيب كما يتعامل مع الدوحة على أساس مصلحة بلاده فقط. وأضاف أفيدار أن اجتماع رئيس المخابرات القطرية، وممثل أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثان، مع السيسى مؤخرا، فاجأ الجميع ووضع علامة استفهام حول عودة العلاقات بين قطر ومصر. وقال أفيدار الذى ترأس فى السابق البعثة الإسرائيلية فى قطر عام 1999: "إنه فى اعتقاد أن سبب التقارب بين مصر وقطر يكمن فى الصعوبات التى تواجه الإمارة الخليجية الصغيرة، فالقطريون يمارس عليهم ضغوط هستيرية من جانب السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى، لعدم مهاجمتها مصر وعقد مصالحة معها". وكشفت معاريف أن اجتماع دول مجلس التعاون الخليجى الذى عقد فى الدوحة فى وقت سابق من شهر ديسمبر الماضى من أجل المصالحة بين دول المجلس وقطر، أصاب صناع القرار فى إسرائيل بالذعر، خاصة وأن المؤتمر شدد على ضرورة مصالحة الدوحة للقاهرة وتعزيز علاقتها مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يدير حرب شاملة ضد جماعة "الإخوان" التى تمولها قطر وضد قناة "الجزيرة"، مشيرة إلى تشجيع الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية الذى يمسك بكافة الخيوط دعم المصالحة المصرية – القطرية. وأضافت معاريف، أنه لذلك السبب ستعود قطر لقلب الوطن العربى بتحسين علاقتها مع المملكة العربية السعودية ومصر، وأن الدوحة ستحاول من الآن المشاركة فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. جانب من تقرير الصحيفة العبرية حول سياسة السيسى الخارجية دول مجلس التعاون الخليجى خلال اجتماع المصالحة فى الدوحة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمير قطر تميم بن حمد اجتماع سابق للجامعة العربية بحضور قطر