ما يقوم به الاحتلال من استباحة المقدسات الإسلامية وتدنيسها والنيل منها، إنما يدل على ما وصلت له هذه العصابة الصهيونية من تكبر وتجبر فى الأرض، واستخفاف بكل المؤسسات الدولية التى ما زاد دورها عن "خيال المقاته"، الذى لا يخشاه إلا الضعفاء من أمثالنا، وما يحاسب على مخالفته إلا المهرولون خلف السيد الأمريكى. ولابد أن نعترف جميعا أن الوضع المأساوى بالأراضى المقدسة بفلسطين ما هو إلا نتيجة طبيعية لصمت النظام العالمى، بل وتأييده للأجندة الصهيونية، لكن الأخطر من ذلك هو الصمت الملعون الذى يخيم على الأنظمة العربية والإسلامية، التى اكتفت بالاستنكار دون أى خطوة عملية نحو التصدى للمخططات الصهيونية. ولم يقف خذلان الأنظمة للمقدسات عند الصمت اللعين، بل وجدناها تتصدى بكل قوة للمعبرين عن رفضهم لهذا الإجرام الصهيونى، وذلك من خلال التصدى للمظاهرات التى اندلعت منذ مطلع الأسبوع الحالى، كما حدث فى مصر وبعض الدول العربية والإسلامية. ولا أدرى لمتى ستستمر هذه المهزلة التى مل منها كل معاصريها، وبأى مبرر سيستمر دعاة التطبيع ودعاة الاستسلام، فى طريق وهم السلام الذى أصبح أضحوكة الكبار والصغار. فالكل أصبح لديه يقين أن بنى صهيون ليس لديهم أى نية نحو تسوية القضية بشكل سلمى، ولن يرضوا برد الحقوق لأصحابها، ولذا لابد من أن نتصدى للإجرام الصهيونى، والصمت العربى الملعون الذى سمح للمجرمين بتنفيذ مخططاتهم، كما علينا تحريك المياه الراكدة، من خلال الحركات الاحتجاجية السلمية، التى تشعر أعداءنا أن أمتنا مازالت حية وقادرة على التصدى لمخططات الفاسدين الذين يسعون فى الأرض فسادا ويبغونها عوجا. إنها جريمة العصر التى لم ولن تغفرها لنا الأجيال القادمة، إذا وقفنا موقف الصامتين، كالشيطان الأخرس. وعلينا جميعا أن نتصدى بكل قوة لهذا المخطط الصهيونى، من خلال ممارسة الضغوط على الأنظمة الحاكمة، من أجل أن يتخذوا موقفا جادا تجاه هؤلاء المجرمين، كما علينا أن نفعل المقاطعة الاقتصادية، وتكون جزءا من سلوكياتنا اليومية، حتى نفقد هؤلاء الصهاينة ومن ناصرهم مصدر قوتهم، وهو الاقتصاد الذى يتحكمون من خلاله فى أقواتنا، فلا يجوز أن أمنح عدوى سلاحه الذى يقتلنى به . وكلمة أخيرة أوجهها لحكامنا .. لن يرحمكم التاريخ، فتخاذلكم تجاه مسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والقدس الشريف، وترككم للضعفاء من الفلسطينيين فى مواجهة الصهاينة بمفردهم وعدم مناصرتكم لهم، سيجعلكم فى صفحات الخونة والمرجفين الذين خذلوا أمتهم وأوطانهم.