هى زوجة وأم لثلاثة أبناء وحاصلة على ماجستير، كل هذا يمكن أن نجده فى مصريات كثيرات، لكن ما يميز أمل سليمان عن بقية نساء مصر هى أنها أول امرأة تعمل مأذونة، وذلك بعد أن حصلت على حكم قضائى بتمكينها من ممارسة هذا العمل رسمياً. فى منزلها فى مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، قالت أمل سليمان إنها فخورة بفوزها بالوظيفة، وتعتبر أنها خطوة إيجابية تثبت أن المرأة باتت تعامل "كمواطن وليس كأنثى". وأكدت أمل أنها كانت واثقة من أن المحكمة ستؤيد حقها فى أن تصبح مأذونة لأنها "وظيفة إدارية يمكن للمرأة مزاولتها مثل الرجل", ولأنها تمتلك كل المؤهلات التى تتطلبها، حيث إنها حاصلة على درجة الماجستير فى القانون ودرست الشريعة وأصول الدين. وأضافت أن "القاضى الذى أصدر الحكم كان عادلاً جداً لأنه نظر إلى كمواطن وليس كذكر أو أنثى، وقرر أنه يحق لى الحصول على الوظيفة بسبب كفاءتى بصرف النظر عن أى شىء آخر". وأشارت السيدة الشابة إلى أن الفكرة ولدت لديها عندما توفى عم زوجها، إذ جرت العادة فى مصر على توريث هذه الوظيفة لأحد أفراد الأسرة. وتابعت "زوجى شجعنى وقال لى إنه ليس هناك من أفراد الأسرة الرجال من يملك المؤهلات العلمية لخلافة عمه، وأنت أهل للوظيفة بحكم دراستك للقانون والشريعة". واعتبرت أن هذا التشجيع من جانب زوجها "وهو رجل مسلم وشرقى ومحافظ" يوضح للناس أن الرجولة ليست بأن يغلق الرجل باب البيت على زوجته. وأكدت أن "المأذون يتولى توثيق عقود الزواج وهى وظيفة إدارية مثلها مثل وظائف الموثقين فى الإدارات الحكومية التى تعمل بها العديد من السيدات". وإذا كانت أمل، التى ترتدى الحجاب، تعتقد أن "الإسلام يبيح للمرأة ممارسة كافة الأعمال"، فإنها تستثنى من ذلك رئاسة الدولة. وتقول "الأصل فى الإسلام الإباحة والمرأة المسلمة أباح لها الإسلام جميع الأعمال ما عدا الإمامة العامة". ولكن تعيين أول مأذونة آثار جدلاً واعتراضات فى مصر خصوصاً من قبل بعد شيوخ الأزهر. حيث قال نائب رئيس جامعة الأزهر الشيخ فوزى الزفزاف "ليس هناك فى القرآن أو السنة ما يمنع المرأة من أن تصبح مأذوناً ولكن فى فترة الحيض لا يحق للمرأة دخول المساجد ولا قراءة القرآن". وكان الشيخ الزفزاف يشير بذلك إلى أن العادة جرت فى مصر على أن يتم إبرام عقود الزواج فى المساجد. وقال الأستاذ فى جامعة الأزهر محمد محمود هاشم إن "الإسلام يدعو من دون شك إلى المساواة بين الرجل والمرأة وخصوصاً فيما يتعلق بالعقيدة والسلوك". ولكن أضاف هاشم، "المشكلة اليوم أن النساء باتت لديهن نزعة لتقليد الغرب والتغاضى عن الشريعة الإسلامية". ويقول الكاتب على السمان "إن تعيين امرأة فى وظيفة مأذون لا يصدمنى بالمرة فهذا عمل قانونى بالدرجة الأولى، غير أنه إذا كانت المرأة أصبحت مأذونة فإن الاحتجاجات تظل شديدة على إمامة المرأة للصلاة". وحتى أول مأذونة تعترض على هذه الفكرة وتقول "إن وقوف المرأة لإمامة الصلاة وقيامها بالركوع أمام الرجال يمكن أن يصرف الأذهان إلى أشياء أخرى". وكانت أمينة عبد الودود، وهى سيدة شابة تقيم فى الولاياتالمتحدة، بادرت فى العام 2005 وقررت أن تكون أول امرأة تؤم فى الصلاة. وأثارت هذه المبادرة احتجاجات شتى فى معظم الدول الإسلامية.