خصص الكاتب الأمريكى الشهير، روجر كوهين مقاله للتعليق على آخر تطورات القضية الإيرانية التى باتت تؤرق إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، وقال إن محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى موقف لا يحسد عليه، فهو فى بؤرة سياسات العالم النووية ينقل الرسائل بين الإدارة الأمريكيةوطهران "هم يتحدثون من خلالى"، على حد قول البرادعى فى مقابلة مع الكاتب. ويرى الكاتب أن التفاوض أمر جيد، ولكن الوقت بدأ ينفد أمام الإدارة الأمريكية لفض النزاع القائم بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوطهران، وذلك لأن البرادعى سيغادر منصبه فى 30 نوفمبر الجارى، فإما أن يستغل الطرفان اللذان يثقان بالبرادعى الحائز على جائزة نوبل للسلام، الوضع قبل رحيله فى عضون أسابيع، أو يتكبدان خسارة فرصة لن تتكرر فى وقت قريب. ومن الضرورى جداً أن ينجح الرئيس أوباما فى تحسين العلاقة بين الدولتين قبل ذلك الوقت، لأنه إن لم يفعل سيلوح فى الأفق سيناريو المواجهة والعقوبات، ومن ثم ستنحسر آمال وجود عالم أكثر ينعم بالسلام فى الشرق الأوسط. ويلفت الكاتب إلى أن أوباما فى أمس الحاجة لمحاور جيد، نظراً للفراغ السياسى الموجود فى طهران فى الوقت الراهن. ويقول الكاتب إن أوباما بدأ يفقد فرصة إيضاح أن التواصل مع إيران يمثل أفضل السبل لتطبيع العلاقات الأمريكية-الإيرانية المضطربة. ويرى كوهين أن "التطبيع هو آخر أفضل أمل للإصلاح الإيرانى"، وينصح الرئيس أوباما بالاعتماد على البرادعى لفعل ذلك. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وخمسة قوى دولية أخرى جلست إلى طاولة المفاوضات مع إيران الشهر الماضى للتوصل إلى اتفاق بشأن الطموح النووى الإيرانى بموجبه تصدر إيران معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى خارج البلاد، لتحصل فى النهاية على وقود لمفاعلها الذى ينتج النظائر الطبية، لا يزال هناك "انعدام ثقة كامل من جانب إيران، لذا طالبت بالحصول على ضمانات" على حد قول البرادعى. ويرى البرادعى أن "المسألة لا تنحصر فى عدد شحنات تصدير اليورانيوم وإنما فى الوقت؛ وما إذا كان اليورانيوم سيخرج من البلاد وبعدها ببعض الوقت تحصل إيران على الوقود، أو سيتم إخراج اليورانيوم وقت وصول الوقود". ويضيف "أن هذا لن يحل الأزمة، والفكرة الرئيسية هى حل الأزمة". وينقل كوهين رسالة البرادعى إلى طهران ومفادها "هذه فرصة لن تتكرر ويجب استغلالها"، بينما ينقل رسالته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومفادها "تحلوا بالصبر". ويرى البرادعى أن "فرض العقوبات ما هو إلا تعبير عن الإحباط.. وعلى المدى الطويل لن يحل المسألة"، ويشاركه الكاتب الرأى إذ يقول إن الدبلوماسية هى أفضل الأساليب بين الأعداء، ولا يوجد بديل آخر سواها. ويقول كوهين إن هناك عائقا كبيرا متمثلا فى وضع المجتمع الإيرانى المتدهور سياسياً بعد انتخابات 12 يونيو الماضية، فموجة الاحتجاجات لم تنته وإنما مستمرة وراء الكواليس، وتندلع بين الحين والآخر؛ وهذا لن ينتهى. ويرى الكاتب أن النهج الذى اتبعه أوباما أدى إلى زعزعة الأوضاع فى إيران، وأسفر عن الوضع الحالى. ويؤكد الكاتب من ناحية أخرى، أن التوصل إلى اتفاق سيصب فى مصلحة كل من إيران وأمريكا؛ فالنسبة لإيران، الاتفاق سيكون طريقة للخروج من عزلتها، فى حين سيكون بالنسبة لواشنطن بمثابة الخطوة الأولى فى رحلة أوباما الجريئة لإعادة النظام إلى الشرق الأوسط. وينقل الكاتب عن البرادعى قول "أتمنى ألا تفقد إيران هذه الفرصة وأن تأخذ هذه المخاطرة من أجل إحلال السلام". كما أكد أن المفتشين الدولين لم يجدوا "ما يقلقهم" فى منشأة قوم السرية فى إيران. ويختتم الكاتب الكبير، روجر كوهين مقاله قائلاً إن البرادعى سيرحل عما قريب، لذا يجب على الطرفين طهران وواشنطن استغلال ذلك الوقت للتوصل إلى اتفاق. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.