فى كرة القدم حكم الملعب هو صاحب القرار الأول والأخير ولا راد لقراره أثناء المباريات، وقد يتسبب قرار خاطئ للحكم فى قلب نتيجة مباراة بل بطولة بأكملها رأسا على عقب.. ونذكر هنا مباراة الأرجنتين وإنجلترا فى نهائيات كأس العالم 1986 والهدف الذى أحرزه الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا بيده فى غفلة من الحكم ومساعديه، وكان سبباً فى إقصاء الإنجليز، بل أحرزت الأرجنتين كأس العالم فى هذه البطولة.. وفى الماضى القريب نشير إلى الهدف الثانى الذى أحرزه لاعب النادى الأهلى أحمد عبدالظاهر فى مرمى أورلاندو بايرتس فى مباراة الذهاب بجنوب أفريقيا بنهائى بطولة أبطال أفريقيا، فقد أخذ حكم الملعب بإشارة حامل الراية الخاطئة، وبالتأكيد تقدم الأهلى 2/صفر فى عقر دار الخصوم، كان من الممكن أن تنفتح أمامه أبواب المزيد من الأهداف.. وبعد هذا الخطأ تعادل البايرتس فى الثوانى الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وجاء كرم الله وتوفيقه ليرد الحق لأصحابه بالفوز الغالى فى مباراة الإياب بالجبل الأخضر، والذى جاء بعزيمة وإصرار لاعبى الأهلى المميزين مع دعاء الملايين لتحقيق البطولة السادسة فى الألفية الجديدة. أما فى التنس فحكم الكرسى هو صاحب القرار دائما، لكن يحق للاعب استدعاء الحكم العام لمراجعة حكم الكرسى، وبهذا الصدد وطبقا لكل حالة على حدة هناك نوعان من المسائل، فإما أن تكون مسألة قانونية Question of Law أو تكون مسألة حقيقة وقعت Question of fact، وفى الحالة الأولى المختصة بالقانون على الحكم العام التدخل لتوضيح وتأكيد الموقف القانونى بغض النظر إن كان فى صالح اللاعب طالب تدخله، أو حكم الكرسى الذى اتخذ القرار.. مثال على ذلك: لو رد اللاعب على ضربة وصلته بزاوية حادة من خصمه ومرت كرته من خارج الشبكة وبارتفاع قرب الأرض وسقطت داخل ملعب الخصم، وهذه حالة نادرة الحدوث لكنها سليمة قانونا طالما أن الكرة سقطت فى ملعب الخصم، وبالتالى إن لم يحتسبها حكم الكرسى لصالح ضارب الكرة يحق للحكم العام تصحيح خطئه القانونى.. أما بخصوص إعادة النقطة أم احتسابها للضارب فمرجع ذلك لحكم الكرسى، وعلى حسب تقديره فى إمكانية الخصم لرد الضربة من عدمه. فى بعض بطولات التنس الصغيرة يُترَك للمتنافسين التحكيم لأنفسهم متوسمين الأمانة والنزاهة من كليهما، وفى هذه الحالة لا يوجد حكم كرسى، إنما يتولى التحكيم من يسمى بالحكم المتنقل Roving Umpire وهو الذى يتنقل بين ملاعب البطولة للمتابعة والتدخل فى حالة حضوره لتجاوز من أحد اللاعبين أو فى حالة استدعائه لخلاف وقع فى أحد الملاعب. معلومة على الطاير: لكل رياضة مثلث فى غاية الأهمية يتكون من اللاعب - المدرب - الحكم، ويأتى بعد ذلك الأكثر أهمية والعامل الأساسى للإنجاز والنجاح فى تحقيق الأهداف المنشودة، وهو الإدارة السليمة الواعية التى تقود الركب بالحكمة والحنكة.. وإن تكلمنا عن حكام التنس المصريين الذين شرفونا فى المحافل العالمية نذكر بكل الخير يوسف مقار، حكم الكرسى فى نهائى زوجى ويمبلدون 1978.. ومن الجيل الحالى هناك ثلاثة حكام كرسى مصريين نفتخر بوجودهم فى أعلى المستويات العالمية ببطولات الجراند سلام وطوافة اللاعبين واللاعبات المحترفين هم: أحمد عبدالعظيم - عادل نور - مجدى سماط.
