قال مسئولون أمريكيون إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ستعرض تدمير بعض مخزون الأسلحة الكيماوية السورية فى المياه الدولية على متن سفينة أمريكية. وستشمل الخطة، التى لم تنل الموافقة النهائية بعد، تدمير المخزون الكيماوى السورى على متن سفينة "إم فى كيب راى" الأمريكية فى البحر المتوسط?، حيث تقوم سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية بدوريات هناك. ومن شأن ذلك أن يؤدى إلى تجنب مشكلات دبلوماسية وبيئية وأمنية قد تنجم عن التخلص من هذه الأسلحة تحت أرض أى دولة. واستخدمت إدارة أوباما المياه الدولية فى حل أزمات واجهتها ومنعت أى خيارات برية، ومثالا على ذلك قيام البحرية الأمريكية بدفن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى البحر لتجنب أن يكون قبره عاملا جذب للمتطرفين. ولطالما استجوبت الحكومة الأمريكية مشتبهين بالإرهاب على متن سفن حربية، منذ إغلاق وكالة المخابرات المركزية لسجونها السرية فى الخارج، ورفض الرئيس أوباما إرسال مزيد من السجناء إلى مركز الاعتقال فى القاعدة الأمريكية بخليج جوانتانامو فى كوبا. أما قرار المضى قدما فى خطة التخلص من الأسلحة الكيماوية فسيتخذ من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، وهى منظمة عالمية تضم فى عضويتها 190 دولة. وقالت المنظمة فى بيان يوم الأربعاء إن جهود إرسال الترسانة الكيماوية السورية خارج البلاد "لا تزال تواجه تحديات بسبب الوضع الأمنى على الأرض". ولم تعرض أى دولة التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها، الأمر الذى دفع الولاياتالمتحدة لعرض تدميرها فى البحر كخيار محتمل. وتحدث المسئولون الأمريكيون، الذين كشفوا عن جوانب من الخطة الأمريكية، شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث حول هذا الأمر. من جانبه، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جوناثان لالى أنه لم تتخذ أية قرارات بعد فيما يتعلق بتدمير الأسلحة الكيماوية خارج سوريا. وقال فى بيان "نحن وشركاؤنا الدوليون ندرس وسائل بديلة لتدمير هذه الأسلحة، وسنواصل المباحثات مع دول أخرى حول كيفية مساهمتهم فى هذا الجهد". وأضاف "لا نزال واثقين من إكمال القضاء على المخزون الكيماوى السورى ضمن المعالم المتفق عليها". وستستقبل السفينة "إم فى كيب راى" عملية تدمير بعض أخطر الأسلحة الكيماوية السورية عن طريق عملية طورتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لكنها لم تستخدم فعليا قط. الولاياتالمتحدة سوف تستخدم نظاما متنقلا تسميه "النظام الهيدروليكى الميدانى القابل للانتشار" لتحييد المواد الكيماوية وجعلها غير صالحة للاستعمال كأسلحة، وقد طورت هذا النظام "وكالة تقليص التهديد الدفاعية" التابعة للبنتاجون. ويستخدم مفاعل التيتانيوم مياها مسخنة وعناصر كيميائية أخرى لإبطال مفعول المواد القابلة للاستخدام كأسلحة كيماوية. ووفقا لمسئولين أمريكيين، سيكون هناك اثنان من وحدات "النظام الهيدروليكى" على متن "كيب راى". وسيستغرق تجهيز السفينة وقتا إلى جانب إجراء تدريبات للتأكد من إتمام العملية فى البحر بنجاح، وبمجرد انتهاء مهمة تجهيز "كيب راى"، ستخضع لسيطرة قيادة النقل البحرى العسكرى الأمريكية. وتعود ملكية هذه السفينة للإدارة البحرية بوزارة النقل الأمريكية. وقال مسئولون أمريكيون إنهم يتوقعون إرسال سفن حربية أمريكية لتوفير الحراسة والأمن لهذه العملية، يذكر أن هناك بالفعل عددا من القوات والسفن الحربية الأمريكية فى البحر المتوسط. واعتبارا من يوم الأربعاء، قال مسئولون أمريكيون إنها ما زالوا يحاولون تحديد كيفية نقل المخزون الكيماوى السورى إلى السفينة الأمريكية.