مجددا عادت قضية التطبيع مع إسرائيل إلى الواجهة، بعد سفر وفد من نقابة الصحفيين المصريين إلى الضفة الغربية بدعوة من نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وامتدت زيارة الوفد إلى زيارة القدس الشريف والمسجد الأقصى والخليل وعدد آخر من المدن الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلى، مما دعا البعض فى مصر إلى المطالبة بإحالة الوفد الصحفى للتحقيق لمخالفته قرار الجمعية العمومية للنقابة الصادر فى بداية الثمانينيات برفض التطبيع مع إسرائيل، وبالفعل أصدر نقيب الصحفيين ضياء رشوان بيانا، أكد فيه إحالة الوفد الصحفى للتحقيق. ليس لدى مشكلة فى التحقيق مع الوفد الصحفى، لكن مشكلتى حول مفهوم التطبيع الذى يمكن الاستناد إليه فى التحقيق مع الزملاء، والسؤال هنا: هل زيارة المسجد الأقصى والأراضى الفلسطينية المحتلة نوع من التطبيع مع إسرائيل، أم أنها وسيلة للتواصل مع الأشقاء فى تلك البقعة الشريفة فى معاناتهم اليومية من الاحتلال، وإذا اعتبرنا الزيارة تطبيعا، فعلى أى أساس، هل بسبب الدخول بتأشيرة إسرائيلية أم خوف من التعامل مع القوات الإسرائيلية المنتشرة حول أرجاء الأقصى؟ هذه أسئلة تحتاج لأجوبة، خاصة أن قرار الجمعية العمومية الذى استند إليه النقيب فى قرار إحالة الوفد للتحقيق لم يحدد مفهوم التطبيع، ولعلنا نجد من يقول كيف نعتبر زيارة الأراضى الفلسطينية المحتلة تطبيعا، وهل نعطى بهذا القرار توثيقا للاحتلال الإسرائيلى نستشهد به أمام العالم، بأننا نقول ضمنا: إن هذه أراض إسرائيلية، والأمر الآخر، لماذا نشارك إسرائيل فى جريمتها بفرض العزلة على سكان الأراضى المحتلة بوصف كل من يزور هذه الأراضى بالمطبع، وهى تهمة فى عرفنا الوطنى أقرب للخيانة. يا سادة أنا لست مع التطبيع، لكن فى المقابل أطالب بوضع مفهوم صحيح وواضح له، لأن القدس الشريف وبقية الأراضى الفلسطينية هى أراض محتلة من جانب إسرائيل، ومن وجهة نظرى البسيطة أن زيارتها لا تعد تطبيعا، وإنما مساندة لحقوق إخواننا الذين يتعرضون كل يوم لانتهاكات، ويجب ألا نشارك فى فرض العزلة عليهم، لذلك على النقابة أن تعيد النظر فى هذا القرار بوضع تعريف واضح للتطبيع.
