زمان كان الصحفيون اليساريون هم أكثر المتصدين للتطبيع الصحفى مع إسرائيل والهجوم على أى صحفى يزور القدسالمحتلة (إسرائيل) واتهامه بأنه من (الليبراليين) المؤيدين لأمريكا وإسرائيل.. الآن بعد الانقلاب ومشاركة مجلس نقابة الصحفيين الحالى -وغالبيته من اليساريين- فى دعم الانقلاب بنفس حرارة دعم إسرائيل له، بتنا نرى صحفيين يساريين يطبعون مع إسرائيل ويسافرون إلى رام الله ومنها للقدس المحتلة بدعاوى البطولة والوقوف مع المقاومة.. مع أنهم يعلمون أن رام الله هى وكر التطبيع والتعاون الأمنى مع الصهاينة ضد المقاومين الحقيقيين!. الزميل ضياء رشوان -نقيب الصحفيين- كان أحد هؤلاء الذين رصدوا فى السابق أن غالبية المطبعين هم من الليبراليين، وسبق أن كتب فى فى صحيفة الشروق 7 أكتوبر 2009 تحت عنوان : (تطبيع الليبراليين الجدد بين السياسة والقانون) يقول إن "معظم المطبعين هم من العاملين والمنتمين لمهن الصحافة والكتابة والبحث العلمى السياسى خصوصا"، كما أن "القطاع الأكثر ممارسة للتطبيع السياسى الثقافى من المثقفين المصريين غالبيتهم من الذين يعلنون عن أنفسهم باعتبارهم ليبراليين". اليوم فى ظل مجلس نقابة غالبيته من اليساريين فوجئنا بكارثة سفر وفد من مجلس النقابة يضم هشام يونس وحنان فكرى وأسامة داود، وثلاثتهم ينتمون لليسارى والتيار الناصرى، وفوجئت بصحف رام الله وإسرائيل تنقل عن الثلاثة دفاعا مستميتا عن الزيارة بدل الاعتذار عن هذه الجريمة التى تخالف قرارات عديدة للجمعية العمومية للصحفيين بعدم التطبيع مع "الكيان الصهيونى"، بدأت فى مارس عام 1980 بقرار: "مقاطعة كافة أشكال التطبيع النقابى مع الكيان الصهيونى حتى استرجاع جميع الأراضى العربية المحتلة، ثم فى مارس عام 1985 ب"منع إقامة أية علاقات مهنية وشخصية مع المؤسسات الإعلامية والجهات والأشخاص الإسرائيليين"، وفى مارس 1987 نص على "أسس المحاسبة والتأديب لمن يخالف القرار"!. فالمطبعة مع إسرائيل (حنان فكرى) عضو مجلس النقابة انتقدت "عدم وجود تعريف محدد للتطبيع"، وزعمت أن الوفد لم يأت إلى "فلسطين" إلا حينما تأكد أنه لن تسجل فى جوازاته أية أختام إسرائيلية، وهو ما يعنى أنه لن يتعامل مع أى سلطة احتلال فى فلسطين، كما أن ما ينطبق على رام الله ينطبق على القدس، وبررت السفر للقدس بقولها إن "نقابة الصحفيين الفلسطينيين هى التى يسّرت لنا الذهاب بسيارة تابعة لهم.. وكان عليهم أن يفخروا بنا بدلا من أن يتصيدوا لنا ما يعتبرونه من وجهة نظرهم خطأ"!!. والمطبع الثانى (هشام يونس) عضو مجلس النقابة ادعى وقوفه مع المقاومة الفلسطينية وأصابته بقنابل غاز الاحتلال وهو فى مدينة "بلعين" بالقرب من الجدار العازل ليبرر التطبيع، واعتبر "بروتوكول التعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينية أهم اتفاقية نقابة الصحفيين المصريين التى وقفت ضد التطبيع وشاركت دون وعى شاركت فى حصار الفلسطينيين"!!. أما المطبع الثالث عضو مجلس النقابة (أسامة داوود) فزعم أن ما يرعب الاحتلال هو وجود عرب، وكلما رأوا عربا يبتعدون.. وقال: هل نترك اليوم المسجد الأقصى؟ العرب يجرمون فى حق الأقصى "كأن الصلاة فى الأقصى تبرر التطبيع!. حسنا فعل نقيب الصحفيين عندما قرر –فى بيان نشرته على موقعها– "التحقيق مع جميع أعضاء الوفد المصرى الموجود حاليًا فى "رام الله" لحضور الاحتفال بعيد "الاستقلال الفلسطينى"، وفى مقدمتهم أعضاء مجلس النقابة الثلاثة المشاركين ضمن الوفد، وذلك للوقوف على حقيقة وملابسات دخول عدد من أعضاء الوفد إلى مدينة "القدسالمحتلة"، ولكنى أخشى أن يكون هذا التحقيق صوريا كما حدث مع الكثير ممن زاروا إسرائيل أو القدس تحت الاحتلال أو استقبلوا السفير الإسرائيلى فى مكاتبهم بالأهرام!!. وإلا فما معنى نفى عضو مجلس النقابة –اليسارى أيضا- (خالد البلشى) لقناة ساويرس التحقيق مع هؤلاء المطبعين؟ وقوله: "إنه لا توجد مشكلة فى وجودهم هناك بل هو جزء من كسر الحصار على الفلسطينيين، وهو جانب من اتفاق عام بين النقابات العربية مثلما يحدث مع غزة لأنهم تحت الإدارة الفلسطينية"؟. وزعمه وتبريره –مثل كل من تطبعوا من قبل- أن هناك قرارا بعدم التعامل مع الإسرائيليين، وأن الوفد دخل رام الله عبر نهر الأردن وتعامل مع السلطة الفلسطينية، وأن "ما يتم حاليا هو التحقيق فى الواقعة للتأكد من دخول الوفد عبر نهر الأردن أم لا، وليس التحقيق مع أعضاء الوفد، ومن يثبت أنه ذهب إلى القدس فإن ذلك يخالف قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بعدم التطبيع لأن القدس واقعة تحت الاحتلال"!؟. السؤال الأخير هو: لماذا كل من أيدوا الانقلاب –يساريين أو ليبراليين– يبررون زيارة إسرائيل؟! ولماذا الآن؟!