كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، فى تقرير أعده روبرت فيسك من لبنان، عن أن واحداً من أكبر المحتالين فى البلاد على صلة قوية بمسئولين فى حزب الله. وأنه قام بالنصب على المودعين بعد أن وعدهم بفائدة تقدر ب 40%. ويقول فيسك: كان الجميع يثقون فى صلاح عز الدين، باعتباره رجل أعمال من المسلمين الشيعة ومليارديرا وممولا من جنوب لبنان، كان ينظم رحلات عمرة وحج إلى مكة، وأدار دار نشر كبرى فى بيروت ومحطة تلفزيونية للأطفال ولديه استثمارات كبيرة فى النفط والحديد بشرق أوروبا، والأكثر من ذلك أنه كان صديقاً مقرباً لكبار القادة فى حزب الله. وأضاف فيسك أن كثيرا من أعضاء أقوى وأنجح الحركات العصابية فى العالم، على حد تعبيره، إلى جانب عائلات شهدائهم فى الحرب ضد إسرائيل وضعوا إيمانهم وأموالهم فى يد عز الدين. وشعر حزب الله الذى تقدم له إيران المال والسلاح بإحراج بالغ جعله يلتزم الصمت خلال الأسبوع الماضى، وذلك لأن عز الدين أصبح " أبو مادوف"، نسبة إلى رجل الأعمال الأمريكى برنارد مادوف الذى قام بأكبر عملية احتيال فى التاريخ أدت إلى صدور حكم بسجنه 150 عاما؛ فقد استولى عز الدين على 1.195 مليون دولار بعد أن وعد بالمستثمرين الذين يثقون به بفائدة تقدر ب40%، والتى لم يكن بإمكانه أن يدفعها أبداً كما قال المسئولون فى لبنان. وتتكشف قوة العلاقة التى تربط عز الدين بحزب الله فى أن محطته التلفزيونية ودار النشر التى يمتلكها تحمل اسم هادى نصر الله، ابن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والذى استشهد على يد الإسرائيليين فى جنوب لبنان. ويبدو أن الانهيار المالى لعز الدين حدث بعد أن كتب شيكًا يقدر بمائتى ألف دولار إلى حسين حاج حسن، أحد أقرب المستشارين السياسيين لحزب الله وعضو فى البرلمان، ولا يمكن تصور الرد على مسألة الشيكات المرتجعة داخل أروقة الحزب. وكان صلاح عز الدين، وهو فى الخمسينيات من العمر، والملقب بمادوف لبنان قد أشهر إفلاسه، فقامت الحكومة اللبنانية باعتقاله والتحفظ على أمواله.