أكد رئيس الوزراء الأردنى، الدكتور عبد الله النسور، أن الأردن سيبقى على الدوام مضيافا لمن يلجأ إليه، ولكن محدودية الموارد والضغوطات الاقتصادية التى يواجهها تحتم على المجتمع الدولى مساعدة الأردن بشكل حقيقى لتحمل أعباء هذه الاستضافة. جاء ذلك خلال استقبال النسور، نيابة عن عاهل الأردن الملك عبد الله الثانى اليوم الثلاثاء، المشاركين فى ندوة مركز (كارينجى) للشرق الأوسط التى بدأت أعمالها فى عمان برئاسة نائب الرئيس للدراسات فى مؤسسة (كارينجى) للسلام الدولى الدكتور مروان المعشر. واستعرض رئيس الوزراء خلال اللقاء - الذى حضره وزيرا التخطيط والتعاون الدولى الأردنى الدكتور إبراهيم سيف والدولة لشئون الإعلام الدكتور محمد المومنى - أبرز القضايا على الساحة المحلية خاصة ما يتعلق بعملية الإصلاح والوضع الاقتصادى إضافة لتطورات الأوضاع فى المنطقة لا سيما الأزمة السورية . وقال إن الملك عبد الله الثانى كان سباقا فى الدعوة لإجراء إصلاحات سياسية حقيقية وعميقة جعلت الأردن يتجه بتصميم وشجاعة نحو تعزيز الديمقراطية.. منوها بأن التعديلات الدستورية التى طالب عاهل الأردن بإجرائها والتى شملت نحو ثلث الدستور منحت مزيدًا من الاستقلالية والقوة للسلطتين التشريعية والقضائية لافتا فى الوقت ذاته إلى أن الحياة السياسية لا تنضج فى ظل عدم وجود أحزاب قوية . وحول الأزمة السورية وتداعياتها على الأردن، أفاد النسور بأن الأردن تأثر دومًا بالحروب والاضطرابات التى شهدتها المنطقة منذ عدة عقود، حيث استقبل خلالها عدة موجات من اللجوء الإنسانى والقسرى. ومن جهته، عرض وزير التخطيط الأردنى الأوضاع الاقتصادية فى المملكة، مؤكدًا أنه وبالرغم من الظروف الإقليمية إلا أن الاقتصاد الأردنى سجل معدل نمو خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالى بلغ 3 %. ونبه إلى الضغوط الاقتصادية التى فرضها استقبال أكثر من نصف مليون لأجيء سورى على الأردن، وأكثر من هذا العدد يتواجدون فى المملكة قبل الأحداث فى سوريا وأثر ذلك على قطاعات الصحة والتعليم والمياه وفرص العمل. وبدوره، أكد وزير الدولة لشئون الإعلام أن الأردن ركز منذ بدايات الأزمة السورية على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة، لافتا إلى أن مصلحة الأردن تكمن فى سوريا آمنة ومستقرة. وأشار إلى أن إجراء الأردن لانتخابات نيابية وبلدية والتوجه لإجراء انتخابات غرف التجارة والصناعة قبل نهاية العام الحالى يدل على ثقة الأردن بقيادته وشعبه ومؤسساته. ويستضيف الأردن على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية فى منتصف مارس 2011 ما يزيد على 550 ألف لاجئ سوري، فضلا عن وجود ما يزيد على 600 ألف سورى قبل الأحداث وذلك بحكم علاقات نسب ومصاهرة وتجارة ولم يتمكن غالبيتهم من العودة.