رأت مجلة (إيكونوميست) البريطانية، أن إيران تبدى نية جادة فى التوصل إلى اتفاق نووى مع المجتمع الدولى ينهى الجدل الدائر حول برنامجها النووى، ولكن مع ذلك تبقى مسألة التوصل لهذا الاتفاق صعبة المنال. ورغم ذلك، استهلت المجلة تقريرها فى هذا الشأن، والذى بثته على موقعها الإلكترونى، بذكر أن الأوان قد اقترب لإجراء حديث حول انفراجة وشيكة فى أزمة البرنامج النووى الإيرانى، وذلك عقب أعوام من الإحباط والتوقف عن عقد مفاوضات بين إيران ومجموعة دول 5+1- التى تضم الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولى وألمانيا. وقالت المجلة فى أحدث أعدادها، "إن تفاصيل الكلمة التى أدلى بها وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف، والتى جاءت تحت عنوان (إنهاء أزمة غير ضرورية، وفتح آفاق جديدة) بجانب الجدية التى بدا عليها الإيرانيون وهم يسعون لمخاطبة مخاوف الغرب من الأبعاد العسكرية المحتملة كانت أشياء غير متوقعة". لذلك، اعتبرت المجلة أن الآمال التى صاحبت انتخاب الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى والخاصة بإمكانية إحداث تغيير فى نهج إيران حيال الغرب قد أثبتت صحتها. وأفادت أن المفاوضات بين إيران والغرب سوف تستأنف فى غضون ثلاثة أسابيع بهدف إحراز تقدم بشأن ما يراه الوفد الإيرانى، على أنها المرحلة الأولى من عملية ربما تختتم فى خلال فترة تتراوح من 6 إلى 12 شهرا. وأوضحت أن المرحلة الأولية ترمى إلى رسم إطار متفق عليه بين إيران ومجموعة دول 5+1 من أجل "إنهاء الحالة" التى يبقى عليها البرنامج النووى الإيرانى وتحديد "الأهداف المشتركة" للجانبين، وربما تعقبها مرحلة ثانية تبدى فيها طهران الموافقة على تحجيم أنشطتها النووية ومن ثم تخفيف العقوبات الغربية المفروضة عليها، لا سيما تلك التى تستهدف قطاع النفط الإيرانى وصادرات الغاز بجانب القطاع المالى. وذكرت المجلة، رغم ذلك، أنه بينما تتجه إيران لمخاطبة بعض مخاوف الغرب بشأن طموحاتها النووية، تبقى جهودها فى هذا الشأن غير كافية، لذا أدرك المفاوضون الأمريكيون ضرورة عدم الإفراط فى الحماس. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سوف يضطر لبذل الجهود من أجل إقناع الكونجرس بتخفيف العقوبات، الأمر الذى قد يعرض واشنطن لانتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو واتهام أوباما بأنه يرغب فى إبرام اتفاق حتى ولو كان سيئا من أجل تجنب اللجوء إلى الخيار العسكرى. وأردفت المجلة تقول إن "أى اتفاق مع إيران يجب أن يضمن قبولها بالبروتوكول المضاف لمعاهدة حظر الانتشار النووى، والذى يمنح الحق لمفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول أى مواقع غير معلن عنها للتأكد من عدم استخدامها لأغراض سرية، ومع ذلك جاء بعض النقاد مثل ديفيد أولبرايت- مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد الأمن الدولى والعلوم فى واشنطن- ليؤكدوا ضرورة تعهد إيران بوقف جهودها القديمة لإنتاج أسلحة نووية، وأنه إلى أن يتم ذلك فإن مصداقية ما تعلنه عن نواياها الحالية ستكون محل شك".