ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسعى جاهدة، بعد أكثر من أربعة أعوام انتهجت فيها السبل الدبلوماسية، إلى احتواء التهديدات النووية التي تشكلها كوريا الشمالية وإيران على أمن الولاياتالمتحدة. ورأت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري بثته على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الطموحات النووية لكل الدولتين سبقت وتجاوزت خطوات إدارة أوباما، التي صبت جهودها على اتباع سبل الدبلوماسية الدولية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي ووقف كوريا الشمالية من استئناف برنامجها النووي بعد أن ظل عالقا طيلة أعوام. وأضافت:"وسط تصاعد حدة التهديدات العدائية من جانب كوريا الشمالية بجانب اقتراب موعد إجراء جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية الكبرى ، تبدو الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين والأسيويين بعيدين من حل أي من القضيتين". وأشارت إلى أن كوريا الشمالية زادت من مخاوف الإدارة الأمريكية بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة، عندما أعلنت يوم الخميس الماضي أنها ستستأنف إعادة تشغيل مفاعل نووي مغلق يقع في منشأة "يونجبيون" وزيادة إنتاج مواد الأسلحة النووية. وأوضحت "واشنطن بوست" أن واشنطن عملت على التقليل من أهمية تحذيرات بيونج يانج الأخيرة ، واعتبرت أن التهديد بإعادة تشغيل المفاعل النووي لا يعدو سوى خداعا مزيفا، غير أنها أكدت انزعاجها من التصريحات الأخيرة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بشأن اندلاع حرب جديدة بشبه الجزيرة الكورية. ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن عزمه زيارة كوريا الجنوبية الأسبوع القادم وأن الرئيسة الكورية المنتخبه حديثا سوف تجتمع مع الرئيس أوباما بواشنطن خلال شهر مايو المقبل، وأعلن كيري عقب اجتماعه مع نظيره الكوري الجنوبي أن واشنطن وسول مازالتا تريان أن السبيل الدبلوماسي لا يزال قائما غير أن مسئولية استمراره تقع على عاتق كوريا الشمالية. وبالنسبة للملف الإيراني، أردفت الصحيفة الأمريكية تقول إن الإدارة الأمريكية تسعى للتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء الطموحات النووية الإيرانية ، مشيرة إلى قرب البدء في الجولة الجديدة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1) التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بجانب ألمانيا - في العاصمة الكازاخية ألماتي - بعد انتهاء الجولة الأولى منها في شهر فبراير الماضي دون الحصول على أي تنازلات من جانب إيران. وأفادت تصريحات عدد من الدبلوماسيين الغربيين، المنوطين بالتحضير لإجراء مفاوضات ألماتي، بأنه من المرجح أن تعرض إيران مقترحا جديدا يقضي بتعهدها بوقف أو تعليق إنتاج وتخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف حدة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وهو المقترح الذي ربما لن يجد استحسانا من جانب الغرب. واستطردت "واشنطن بوست" تقول "بينما تدعي إيران بأن برنامجها النووي خصص من أجل توليد الكهرباء، أجرت كوريا الشمالية ثلاثة اختبارات نووية منذ عام 2006، حيث استخدمت في أول اختبارين المواد الانشطارية التي ينتجها المفاعل النووي بمنشأة "يونجبيون".