احتل الشأن المصرى العناوين الرئيسية فى الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء، حيث اعتبر بعضها أن الجيش المصرى وجه إنذارا للسلطة للاستجابة لمطالب الشعب، فى حين فسرته صحف أخرى بأنه إنذار لكل القوى السياسية. وتحت "عنوان مصر تكتب التاريخ مجددا" قالت صحيفة السفير، إن القوات المسلحة منحت الفرصة الأخيرة للرئيس محمد مرسى حتى يستجيب إلى مطالب الشعب، أى "الرحيل" (وفقا لتفسير الصحيفة)، لافتة إلى أن البيان صدر عن المؤسسة العسكرية لا عن مجلسها الأعلى (حتى لا ترجع الذاكرة الى المرحلة الانتقالية الأولى الفاشلة) على حد تعبير الصحيفة. من جانبها، رأت النهار أن الجيش المصرى حسم أمره أمس، معلنا بصراحة وقوفه فى صف الشعب الذى خرج الأحد بالملايين إلى ميادين المدن المصرية وساحاتها، للمطالبة بتنحى الرئيس محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ولفتت النهار إلى أنه بعد ساعات من بيانه الأول، أصدر الجيش بيانا ثانيا نفى فيه اتهام بعض القوى السياسية له بالقيام بانقلاب عسكرى بتحديده مهلة 48 ساعة للسياسيين لحل أزمة تعصف بالبلاد، موضحا أن بيانه الأول هدف الى دفع السياسيين الى إيجاد حلول للأزمة السياسية. وقالت إنه مع اكتساب رياح التغيير زخما جديدا فى مصر، بدت آفاق المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمالات عدة، وخصوصا مع تهديد الجيش بالتدخل فى الحياة السياسية إذا أخفق الرئيس ومعارضوه فى التوصل إلى اتفاق، الأمر الذى رأى فيه البعض صدى لانقلاب محتمل، على حد قولها. أما صحيفة المستقبل، فقد اعتبرت أن القوات المسلحة المصرية وجهت أمس إنذارا مباشرا لتقاسم السلطة مع المعارضة، وأمهلت القوى السياسية 48 ساعة "أخيرة" للاتفاق، وإلا تقدّمت هى بخارطتها لمستقبل البلاد. بدورها، قالت صحيفة "اللواء" إن الجيش المصرى أمهل القوى السياسية 48 ساعة للاتفاق على مخرج من الأزمة التى تعصف بمصر حاليا، وسط ترحيب من معارضى الرئيس الإسلامى، وإن كان هذا الخيار يفتح الباب للعديد من الاحتمالات والصعوبات، فيما بات المجهول هو سيد الموقف لما ستؤول إليه الأوضاع فى البلاد خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد أن أمهلت حركة تمرد مرسى حتى مساء اليوم للتنحى محذرة من العصيان المدنى.
