نشرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية مقالا لكاتبها البارز مارك لينش، تحدث فيه عن "كيف أفسدت سوريا الربيع العربى" وكيف أن الصراع الطائفى وإراقة الدماء المستمرة حلت محل آمال التغيير السلمى. يقول "لينش" إن بشار الأسد عندما أدلى بأول خطاب هام له ردا على اندلاع الاحتجاجات، كان رد الفعل على توتير يشير إلى أنه يسير على نفس خطا زين العابدين فى تونس وحسنى مبارك فى مصر، فى إلقاء خطابين، قبل أن يرحل.. لكن مضى وقت طويل للغاية فى انتظار الخطاب الثالث.. عامان وأكثر من 70 ألف قتيل وملايين من اللاجئين، تجعل من المؤلم تذكر السخرية السهلة من حتمية التغيير. وتقول "فورين بوليسى" إن أكثر طريقة أفسدت بها سوريا وأحدثها الربيع العربى هو استمرار العنف، وربما لا تكون مصر وتونس سلمية تماما مثلما يميل الكثيرون للاعتقاد، فالكثير من المحتجين قتلوا فى اشتباكات مع الشرطة، لكن ما يهم أن الجيش اختار ألا يفتح نيرانه على الشعب.. وتدخل الناتو فى ليبيا بدأ بعد شهر تقريبا من الأيام الأولى للثورة قبل أن يكتسب رد فعل معمر القذافى العنيف قوة كاملة. إلا أن نطاق القتل غير المفهوم فى سوريا والدمار استمر منذ عامين مع فظائع أسوأ تلوح فى الأفق. وتمضى المجلة قائلة إن قرار الأسد فى استخدام كل الوسائل المتاحة من أجل التمسك بالسلطة أدى إلى ما بدأ كانتفاضة سلمية تحولت إلى حرب عسكرية لا يمكن وقفها، وتلك الفظائع كانت مرئية بشكل واضح وتم توثيقها بعدد لا ينتهى من الفيديوهات على موقع يوتيوب. وقد أدى التدخل فى ليبيا والحشد الدبلوماسى العربى حول سوريا فى وقت مبكر إلى إمكانية تشكيل قاعدة إقليمية جديدة ضد القادة الذين يقتلون شعوبهم، لكن تلك الآمال تلاشت الآن.