علمت اليوم السابع أن هناك اختلافات جذرية بين صيغة المشروع الذى عرضه الدكتور فاروق الباز الشهير بممر التنمية، وبين النتائج التى توصلت إليها الحكومة فى دراستها التى تشرف عليها لجنة وزارية برئاسة الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية حول تنفيذ المشروع، إلا أن هناك تخوفا كبيرا من أن تفسد الرؤية الحكومية مشروع الباز. الدكتور نادر نور الدين الأستاذ بكلية الزراعة وأحد المشاركين فى إعداد الدراسة الفنية للمشروع أكد أن الباحثين أشاروا فى الدراسة إلى أن هناك من 1.5 إلى 1.7 مليون فدان صالحة للاستصلاح الزراعى حول الممر تحتاج 10 مليارات متر مكعب من المياه، ولكن هناك مشكلة فى توفير هذه المياه. كما أوصت الدراسة بإنشاء 5 محطات لرفع المياه على طول المحور، وهى مكلفة للغاية وتصل هذه التكلفة إلى 4 مليارات لكل محطة رفع، مما يجعل التنفيذ عسيرا، وهو من الانتقادات الموجهة للمشروع على حد قوله، وأضاف نور الدين أن تكلفة المشروع عند عرضه فى البداية كانت 4 مليارات جنيه، أما الآن فالتكلفة تقدر ب 40 مليار جنيه، مما سيزيد الأمر صعوبة، وكلما انتظرنا كلما زادت التكلفة. الباز أكد لليوم السابع أن لديه من المرونة ما يكفى لتفهم النتائج التى ستعلنها الحكومة، حتى إذا اختلفت مع مشروعه الأساسى، إلا انه قال: "إذا اكتفت الحكومة بأن تنفذ الطريق الأسفلتى فقط، تبقى كارثة". خاصة وأن هناك العديد من الخبراء المشاركين بالدراسة شككوا فى إمكانية تنفيذ أى مشروعات زراعية على جانبى المحور الموازى لوادى النيل بسبب نقص المياه، فى حين أكد الباز أنه لم يتحدث عن أية تنمية زراعية بسبب النقص فى الموارد المالية، وقال:"أنبوب المياه الذى تحدثت عنه كان بعد التشاور مع وزارة الرى وقطره 160 سم، لتوصيل مياه الشرب فقط، ليس لأى أغراض أخرى". وعن التكلفة المالية للمشروع رفض الباز التكهن بها، مشيرا إلى أنه باحث جيولوجى فقط ولا يمكنه تقدير التكلفة، وفى النهاية الممر، إذا أقرت الحكومة عدم قدرتها على تنفيذ المشروع بسبب الظروف المادية، لن يمكنه عمل أى شىء على حد قوله، كما أن القطاع الخاص سيكون له الدور الأكبر فى تنفيذ المشروع، ولكن هل هناك استعداد لدى القطاع الخاص للتنفيذ أم لا؟ المهندس حسين صبور المستثمر العقارى ورئيس جمعية رجال الأعمال قال لليوم السابع إن المشروع إذا تم تنفيذه طبقا للرؤية التى عرضها الدكتور فاروق الباز ستمثل فرصة استثمارية للعديد من رجال الأعمال، وأكد أنه على استعداد كبير للاستثمار فى محور التنمية الموازى لمدينة الأقصر، والذى اقترح الباز أن يخصص للاستثمار السياحى، لما يمثله من جاذبية حيث إنه مصمم ليكون على ربوة عالية يمكن لأى شخص فيها رؤية جميع آثار الأقصر من الأعلى، بما يراه مغريا جدا لاستثمار السياحة، بعد إعداد دراسات الجدوى المالية. هذا أيضا ما اتفق معه رجل الأعمال على القريعى عضو مجلس إدارة شركة فارم، مشيرا إلى أن رجال الأعمال على استعداد للاستثمار فى المشروع فى حالة تعامل الحكومة معه بالجدية المطلوبة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة للبدء فى عملية التنمية.
