السيسي وبن زايد يشهدان حفل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية..    أكتوبر 73    اللواء المنصوري: كنت أول من أسقط طائرة قائد سرب العدو في حرب أكتوبر    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الأحد بالأسواق (موقع رسمي)    تنفيذ 4944 وحدة جديدة بمبادرة «سكن لكل المصريين» بأكتوبر الجديدة    د. شريف فاروق: دعم المواطن مهمة أساسية لوزارة التموين والتجارة الداخلية    وزير الإسكان: تنفيذ حملات على وصلات المياه الخلسة وتحصيل المتأخرات بعدة مدن    البوصلة    أعرف فروع البنك الأهلي المصري التي تعمل خلال إجازة 6 أكتوبر    الفهامة.. مصر القوية    اشتعال الحرب.. إسرائيل وإيران تدخلان المنطقة إلى «صراع شامل»    الأزهر: الأسلحة الدقيقة مصطلح صهيونى يستخدم فى تبرير جرائم القتل الجماعى .. من غزة إلى لبنان.. جرائم الكيان الصهيونى مستمرة    تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    اشتباكات ضارية بين القوات الاسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في المناطق الشرقية من جباليا شمالي قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم حي رأس العامود في سلوان وأغلقت مدخل عابود برام الله    الأهلي يواصل تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة سيراميكا في السوبر المصري    «ترانسفير ماركت» يكشف عن صفقة جديدة تقترب من صفوف الأهلي.. وقرار مفاجئ من سيراميكا بعد أزمة أحمد قندوسي| عاجل    محمد عادل: نتمنى تحقيق نتيجة إيجابية أمام الأهلي بكأس السوبر    اليوم انطلاق معسكر منتخب مصر استعدادا لمواجهة موريتانيا.. تفاصيل برنامج الفراعنة.. موعد انضمام محمد صلاح.. و"بركة يا جامع" سبب أزمة بين أكرم توفيق وحسام حسن    الرياضة هى السلاح الناعم فى الحروب السياسية.. حين توقفت الرياضة عن حل خوارزميات السياسة    موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد أستون فيلا في البريميرليج والقنوات الناقلة    «كتل هوائية» تسبب ارتفاع درجات الحرارة على 11 محافظة.. هل القاهرة منها؟    الشوارع "فاضية".. انتظام حركة السيارات بشوارع وميادين القاهرة الكبرى    الأقصر تحتفل بذكرى نصر أكتوبر في مطار البالون الطائر (فيديو وصور)    مصر أولا.. موت الإنسانية.. عام من الآلام وتوقف الحياة.. غزة.. فى مرمى تصويب الآلة العسكرية الإسرائيلية!    لقطات من عيد ميلاد هلا رشدي واحتفالها بأغنية زنجباري (صور)    مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري    الكاريكاتير فى قلب الحدث!    الدكتور    «الإفتاء» توضح.. هل يجوز الأكل على ورق جرائد به آيات من القرآن؟    طريقة عمل البيتزا في البيت زي المحلات، وبأقل التكاليف    المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: لقاح جدري القرود آمن تماما ولم يتسبب في حالات وفاة    أسعار الدولار اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    مدحت شلبي يكشف مصير " زيزو" في نادي الزمالك    بعد شائعات وفاته.. جورج قرداحي يوجه رساله شديدة اللهجة    الكويت.. سحب جنسية 63 شخصا بينهم مزدوجان متهمان في قضية سرقة القرن العراقية    عاجل.. إسرائيل تعلن الاستعداد لضرب إيران.. و«الخارجية الأمريكية»: لا ضمانات لاستثناء المنشآت النووية.. وقائد عسكري أمريكي يزور المنطقة    برج الميزان.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: جدد أفكارك    أحمد السقا يمازح علاء مرسي ويبعده عن ابنته ليرقص معها (فيديو)    رسميًا.. رابط منهج العلوم رابعة ابتدائي pdf والخريطة الزمنية للشرح    من دعاء النبي | اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    جيسوس: الهلال السعودي قوي بدون نيمار    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المساكن بمنطقة حدائق القبة    الأمن العام يداهم بؤرة إجرامية.. ومصرع 3 عناصر شديدة الخطورة بقنا    يقي من الخرف والألزهايمر.. 5 فوائد صحية لتناول البيض    من أسرة واحدة.. إصابة 6 أشخاص في حادث سيارة ببني سويف    البيع تم قبل شهور.. مصدر مقرب يكشف مصير مطعم صبحي كابر    استئصال ورم كبير من قلب مريضة بمستشفى جامعة أسيوط    رابع مُنتج للمشروبات في العالم يبحث التوسع في السوق المصرية    كنيسة الروم بلبنان لأهل الجنوب: نحن بحاجة للتمسك بأرض أجدادنا لا تتركوا أرضكم ودياركم    تعيينات وتنقلات جديدة للكهنة في مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس    نائبا رئيس الوزراء أمام «النواب» غدًا    مصرع طفلة وشقيقها سقطا من الطابق السادس أثناء اللهو ب15 مايو    نقيب الأطباء: الطبيب في مصر متهم حتى تثبت براءته عكس كل المهن    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.." كايرو دار": المدارس الأثرية تحولت لأوكار للبلطجة والمخدرات

مدرسة قصر الدوبارة وكر للبلطجية والمخدرات.. وتُكلف الوزارة 3500 جنيه شهريا.
مدرسة سليمان باشا مخزن للحديد والصلب.
المبنى الأثرى بمدرسة الجزيرة مُهدد بالانهيار... وهيئة الأبنية والمجلس الأعلى للآثار " لا حياة لمن ينادى.
فى محاولة للبحث عن بعض المبانى التعليمية صاحبة التاريخ العريق، وجدناها فى حالة يرثى لها، وجدناها فى طى النسيان منذ سنوات، وأصبحت مثلها مثل مبنى قديم متهالك لا يسكنه البشر، وإنما تسكنه الأشباح التى بدورها تطرد كل من يحاول الاهتمام بهذه المبانى.
يروى لكم موقع " كايرو دار"رحلتنا بالصور داخل بعض القصور القديمة والتى أصبحت مبانى تعليمية مع إيقاف التنفيذ .
بدأت الرحلة من داخل مدرسة على عبد اللطيف الإعدادية بنات " قصر الدوبارة سابقا " الواقعة بميدان " سيمون بوليفار"، وهو من أشهر الميادين التى ذاع صيتها بعد ميدان التحرير فى الفترة الأخيرة، نظرا لوقوع بعض الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بشكل متكرر به، وتعود نشأة المدرسة إلى إن هذا القصر ينسب لتاجر يونانى يدعى "إيمانويل كازليدوجى"، وهو من الجاليات التى جاءت فى عهد الخديوى إسماعيل للإقامة فى مصر، بينما وضع التصميم المعمارى لهذا القصر المهندس النمساوى "إدوار مادسك" الذى كان أحد أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية، والطراز المعمارى للقصر يشير إلى أنه شُيّد فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث يتكون القصر من طابقين، بالإضافة إلى البدروم، وتزين واجهاته مجموعة من العقود نصف المستديرة وأفاريز ذات زخارف نباتية، كما تزين الواجهات تماثيل نصفية صممت ونفذت على الطراز الأوروبى.
تحول القصر إلى مدرسة قصر الدوبارة نسبة إلى كنيسة قصر الدوبارة المجاورة للقصر، ثم تحول اسمها إلى مدرسة على عبد اللطيف بعد شراء على عبد اللطيف باشا للقصر فى فترة الأربعينات، ومرت سنوات عديدة حتى أصبح القصر مبنى أثرى، وأصبح تابع للمجلس الأعلى للآثار فى عام 2008، وكانت نتيجة طبيعية أن تتوقف العملية التعليمية بالمدرسة بمجرد تبعيتها للمجلس الأعلى للآثار .
وأكدت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم أنه على الرغم من تبعية المدرسة للمجلس الأعلى للآثار، إلا أن وزارة التربية والتعليم تلتزم بدفع 3500 جنيه مصرى شهريا منذ توقفها عن العملية التعليمية عام 2008، وأضافت أن المجلس الأعلى للآثار لم يجرِ محاولة لترميم هذا القصر رغم تبعيتها له بحجة عدم وجود حكم قضائى صادر بشأن تحويل ملكية المدرسة إلى الدولة، وأنه على الرغم من إرسال العديد من المراسلات لهيئة الأبنية التعليمية، إلا أنها لم ترد ولو برسالة واحدة، ولم تتخذ إجراء حتى الآن بشأن ترميمها، وتساءلت المصادر أنه على الرغم من تبعية المدرسة للمجلس الأعلى للآثار فلماذا تلتزم وزارة التربية والتعليم بدفع المقابل المادى الشهرى ؟
من جانها أكدت شاهيناز الدسوقى، مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة ووكيل أول وزارة التربية والتعليم، أن وزارة التربية والتعليم فى حالة نزاع دائم مع ملاك هذه النوعية من المدارس الأثرية لتحويل ملكيتها للدولة، وتم إرسال خطاب للمجلس الأعلى للآثار وتم إدراج المدرسة العام القادم لترميمها، ولكن المشكلة الكبرى أنه بعد إرسال الخطاب للهيئة شكت من عدم وجود الموارد المادية لتغطية تكاليف ترميم هذه المدرسة، ونفس الوضع مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية.
وأضافت شاهيناز أن الأمر لم يتوقف على مدرسة على عبد اللطيف فقط وإنما امتد إلى مدارس أخرى كانت قصور أثرية، وتحولت إلى مدراس مثل مدرسة طوسون والحلمية الجديدة والقربية والفلكى والحوياتى وغيرهم، وتقريبا كل إدارة تعليمية فى القاهرة تتبعها مجموعة من المدارس الأثرية، مشيرة إلى أن هذه القصور تحتاج إلى إعادة الروح لتنمية الذوق العام للطالب المصرى وتعريفه بأشكال المعمار فى العصور الماضية .
وتتوقع شاهيناز أن تعود المدرسة مرة أخرى تابعة لوزارة التربية والتعليم فى الفترة المُقبلة نظرا لحدوث الكثير من الحرائق بالمدرسة؛ بسبب الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، مما يجعلها تفقد بريقها كأثر، مما يسهل مهمة وزارة التربية والتعليم من الاستفادة منها عن طريق ترميمها وإعادتها مرة أخرى للعملية التعليمية.
وبشأن ترك هذه المدارس لملاكها، قالت الدسوقى إن السب الحقيقى فى نقل طلبة وطالبات المدارس الأثرية منها إلى مدارس أخرى لحين ترميمها هو عدم جاهزيتها وفى انتظار دور هيئة الأبنية فى ترميمها، ولا يمكن بأى شكل من الأشكال التفريط فيها حتى لا يتهمنا أحد بالتواطؤ مع الملاك الأصليين لهذه القصور، ولابد من تسلمها من خلال الطرق الشرعية بحكم قضائى.
واقترحت الدسوقى أن تخصص وزارة التربية والتعليم منصبا رسميا يتم تخصيصه للأبنية التعليمية فى وزارة التربية والتعليم، علما بأن الهيئة العامة للأبنية التعليمية هيئة مستقلة لا تتبع وزارة التربية والتعليم، وأضافت أن الوزارة تنشغل بسير العملية التعليمية وتوكل أمر أبنية التعليم لهيئة الأبنية التعليمية، لذلك فلابد أن يبدأ التغيير من أبناء الوزارة وأن يكون للوزارة اليد العليا فى معرفة الوضع الطبيعى لكل مبنى أثرى خاص بالتعليم.
وفى نفس السياق أشارت الدسوقى إلى أن هناك الكثير من المساحات الكبيرة فى المدارس لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب كمدرسة جلال فهمى الصناعية، ومسارح مُهملة مثل مسرح مدرسة غمرة والذى أصبح مخزنا للمقاعد المتهالكة .
وتأتى الجولة الثانية فى مدرسة سليمان باشا الابتدائية، التابعة لإدارة غرب القاهرة، والواقعة بمنطقة بولاق أبو العلا بوكالة البلح، وهى مدرسة ابتدائى تقع بين ورش الحديد، حيث توصلنا إلى المدرسة بصعوبة كبيرة وأخفينا هويتنا الصحفية حتى نستطيع التحدث مع أهالى المنطقة، توجهنا إلى أحد الأشخاص الذى يعمل بورشة مجاورة للمدرسة، وقال إن المدرسة ترجع ملكيتها إلى شخص يدعى الحاج عبده الفيومى، والذى استخدمها كمخزن لورشته، وأن المدرسة تم إخلائها من التلاميذ منذ سنتين ونقلهم إلى مدرسة النصر الابتدائية بسوق العصر .
وتحدثنا إلى أحد أصحاب الورش الموجودة فى تلك المنطقة، وأكد أن المدرسة كانت ملكا لشخص يدعى إمام عثمان، وكان هناك شراكة بينه وبين الحاج عبده الفيومى، وتصرف إمام فى كل أملاكه إلى شريكه الحاج عبده بما فيها مدرسة سليمان باشا الابتدائية، وتابع قائلا أن الحاج عبده أجّر المدرسة لوزارة التربية والتعليم بعقد إيجار قديم لمدة 80 عاما، وبعد انتهاء العقد رفض تجديده.
ومن جانبه قال أحمد عبده نجل مالك المدرسة، أن المدرسة ملكا لوالده بعقد رسمى مسجل بالشهر العقارى، وأن والده سمح لوزارة التربية والتعليم بوضع المقاعد المتهالكة بفناء المدرسة ووجود حارس على المدرسة معين من الوزارة.
وتؤكد مصادر مطلعة بإدارة غرب القاهرة التعليمية، أن الوزارة استأجرت المدرسة من مالكها ويتم دفع إيجار شهرى بقيمة 147 جنيه لمالك المدرسة، وأن الإدارة أخلت المدرسة منذ سنتين بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال الطلاب ولقلة كثافتها، ونقلهم لمدرسة النصر الابتدائية المشتركة.
وتأتى منطقة الزمالك، من أكثر المناطق التى تحتوى على قصور أثرية والتى تحولت إلى مدارس وعلى رأسها مدارس الجزيرة، وهى عبارة عن قصر مكون من طابقين تكسوها من فوق أشجار اللبلاب، بالإضافة إلى بعض النقوش الأثرية التى تمنحها منظرا بديعا، وخاصة الجزيرة للتعليم الثانوى، فهذه المدرسة تحتوى على مبانى أثرية تخلو من العملية التعليمية، وعلى الرغم من ذلك تلتزم الإدارة التعليمية " غرب" بدفع الإيجار الشهرى حسب المُتفق عليه فى عقد الإيجار.
حيث قال ياسر عبد العزيز، المدير العام لمدارس الجزيرة ل "كايرو دار"، إن المبنى كان تابعا للمدرسة وتم نقل الطلاب للفرع الآخر لمدارس الجزيرة بشارع26 يوليو بالزمالك نتيجة تعرض المبنى للانهيار، وتولى هيئة الأبنية التعليمية مهام ترميمه، مشيرا إلى أن الوزارة ملتزمة بدفع إيجار شهرى إلى ملاك القصر لوجود عقد إيجار طبقا للنظام القديم .
وفى الختام، وبعد عرض القضية، فقد رصد كايرو دار قضية أصبحت فى النسيان ولم يلتفت إليها الكثيرون، وربما يوجد مثل تلك الأبنية الكثيرة على مستوى المحافظات، وهذا ناقوس خطر لثروة مصر التى يجب أن نخافظ عليها ونحميها من الاستغلال والضياع، فحقوق الأجيال القادمة تلقى على عاتقنا بمسئولية الحفاظ على تراث مصر فى شتى المجالات، فعلى مسئولى الأبنية التعليمية أن يفتحوا هذا الملف الذى بدأ كايرو دار الخطوة الأولى منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.