كان الأهلي متميزاً في مشاركته الآسيوية لهذا الموسم إذ جمع نقاطه كاملة دون نقص الأمر الذي منحه صدارة مجموعته بكل جدارة، واستحقاق معلناً تأهله المبكر، وصدارته الثابتة رغم تبقي جولتين على انقضاء التصفيات الأولية. وهو الأمر الذي يؤكد قوة الأهلي من جميع النواحي سواءً كان على الصعيد العناصري المحلي أو الأجنبي وهي العناصر البارزة في أدائها الفني، والتي أسهمت في خدمة الفريق في عديد من المباريات بل في حسم النتائج غير مرة، وهو أمر ظاهر لكل المتابعين الرياضيين على مستوى القارة والذين أجمعوا على قوة الأهلي عناصرياً، ومقدرته الفنية الرفيعة للتقدم خطوات واسعة نحو المنافسة على اللقب الآسيوي مجدداً كما فعل الموسم الفارط والذي جاء فيه وصيفاً لأولسان الكوري البطل المتوج. التميز الأهلاوي في بطولة الأندية الآسيوية لم يصاحبه التوهج محلياً فقد كان الأهلي خلال بطولة الدوري لهذا العام متفاوتاً في مستواه متذبذباً في عطاء لاعبيه فتارة تجده يضرب بقوة، ويسجل انتصارات قوية كما فعل أمام الاتفاق، ونجران، وما يلبث إلا أن يعود لحالة التراخي، والتكاسل كما كان حاله في لقاء الرائد بمكة، والفتح في الأحساء وهو ما جعل الفريق يفقد الكثير من النقاط الهامة ويتراجع خامساً في قائمة الترتيب بل وربما يخرج من المربع المؤهل للمقاعد الآسيوية التي انتزعها الفتح والهلال، والشباب تباعاً وتبقى المقعد الرابع والذي ما زال منحصراً بين النصر الرابع، والأهلي الخامس واللذين تنتظرهما مواجهتين صعبتين الأسبوع المقبل ومن المؤكد أن نتيجتيهما ستحددان الكثير من المعالم الغامضة، وتكشف بدرجة كبيرة عن صاحب المقعد الرابع المترشح للمشاركة في البطولة الآسيوية الموسم المقبل. التراجع الأهلاوي محلياً وضع أكثر من علامة استفهام حيال ما يحدث وهل كانت المشكلة في الجهاز الفني السابق ياروليم وإصراره على بعض القناعات التي اختلف معها صناع القرار داخل البيت الأهلاوي أم من تراجع مستويات بعض اللاعبين المهمين أم لأسباب أخرى لم تتضح بعد. ولم يكن هذا التراجع المحلي مقنعاً لعشاق "الراقي" خصوصاً بعد فترة التسجيل الثانية، والتي شهدت مشاركة عدد من الأسماء الهامة، والمؤثرة محلياً مثل أسامة هوساوي، وأجنبياً كبرونو سيزار وهما من الأسماء التي أعطت دعامة فنية للفريق، وضاعفت من قوته في خطي الظهر، والمنتصف وفي جانب صناعة اللعب، والمقدرة على التسديد المتقن، والتهديف وهي الصفات التي يمتاز بها برونو بشكل لافت، إذ أظهر قدراته فيها خلال العديد من المباريات التي حفلت بأهدافاً جميلة من هذا النوع. مباراة الفريق المقبلة أمام الهلال وتحقيقه لنتيجة إيجابية فيها ربما تساهم في تأهل الفريق ونسيان التراجع المحلي الذي حدث خلال الفترة الماضية وهو أمر متاح وإن كان صعباً باعتبار قوة الفريق المنافس في الجولة الأخيرة.
