"البدوي" يطرح اسم جنرال المخابرات ردًا على اتصالات "صباحي" بالإخوان "سعيد" يقنع زعيم التيار الشعبي بعدم الانسحاب من الجبهة.. وحفل عشاء لدعم رجل المخابرات جاء نجاح الأجهزة الأمنية في مصر، بالتعاون مع المؤسسة العسكرية، في القضاء على الإرهاب بمختلف أنحاء البلاد، والمتمثل في جماعة الإخوان المسلمين، وقطع الطريق أمام فكرة عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، لمنصبه مرة أخرى، ليعيد التساؤل بشأن اسم المرشح الرئاسي المحتمل لقيادة الدولة، في الفترة المقبلة. وتعد جبهة الإنقاذ الوطني، التي تقود المعارضة منذ وصول الإخوان إلى سدة الحكم، هي الأبرز لتقديم مرشح رئاسي، يخوض سباق المنافسة، خاصة بعد تنامي الحديث في الفترة الحالية، عن ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تنهي حالة الاحتقان، وتقلص الفترة الانتقالية بالبلاد. وكشفت مصادر ل"فيتو"، أنه بعد عزل "مرسي" كانت هناك ثمة تخوفات من إمكانية عودته، نتيجة الضغوط الخارجية، وبقاء أنصاره في الشارع، لذا لم يكن يتحدث أحد عن الانتخابات الرئاسية مطلقًا سوى حمدين صباحى، زعيم التيار الشعبى، ولم يستمع له أحد حينها، لكن بعد نجاح المؤسسات الأمنية في القضاء على الإرهاب، وفض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، بدأت جميع قيادات جبهة الإنقاذ في الحديث عن ضرورة تجهيز مرشح من داخل الجبهة، أو اختيار شخصية توافقية من خارجها، ليتم تقديمه للرأى العام، ووضع برنامج يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة. وأكد المصدر أن فكرة مرشح الرئاسة، أشعلت جبهة الإنقاذ من الداخل، خاصة بين حمدين صباحى، والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، والذي يعد الرجل الأقوى داخل الجبهة، وأحد أبرز معارضي فكرة ترشح "صباحى" للرئاسة، ويؤيده في ذلك الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطى الاجتماعي، وأسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، وبعض القيادات الأخرى. ونظرًا لاشتعال الموقف بين "صباحى" و"البدوى"، شعرت قيادات "الإنقاذ" بالخطر على مستقبل الجبهة، خاصة أن البدوى هدد من قبل بالانسحاب منها، وبالتالي ضعف قوتها في الشارع، وتحديدًا بعد عزل مرسي. وأمام هذه التوترات، طرح أعضاء الجبهة، وأغلبيتهم من الموالين ل"البدوى"، فكرة اختيار مرشح من خارج تكتلهم، يكون توافقيًا ويرضى عنه الجميع (الشعب والأحزاب والمؤسسة العسكرية ومؤسسة القضاء ووزارة الداخلية)، لكى يستطيع العمل في هدوء، ولايصطدم بأي من مؤسسات الدولة، مثلما حدث مع "مرسي". وقالت مصادر: إن هذا الطرح أغضب حمدين صباحى، وهدد فعليًا بالانسحاب من الجبهة، لولا تدخل العقلاء مثل الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، والذي أكد له أن الأمر مجرد اقتراح، لم يصل لمرتبة قرار يتم تنفيذه، وأن القضايا داخل الجبهة تتم بالتصويت والتشاور. وعلى الجانب الآخر يسير "البدوي" في طريقه، مُصرا على رغبته في عدم تمكين صباحى من الترشح لرئاسة الجمهورية، بعدما نما إلى علمه، عقد زعيم التيار الشعبي، لقاء مع قيادات الإخوان المتواجدين في الخارج، والمسيطرين على قرارات التنظيم الدولى للجماعة، لترتيب خروج آمن لقيادات الإخوان بمصر، مقابل دعمه في الانتخابات الرئاسية. وطرح "البدوى" في أحد الاجتماعات التي اعتذر عنها "صباحى"، اسم اللواء مراد موافى، رئيس المخابرات العامة الأسبق، كمرشح للرئاسة، تدعمه الجبهة، مؤكدًا أنه سيكون مرشحًا توافقيًا للجميع، كونه أحد أبناء المؤسسة العسكرية، وله خبرة كبيرة في العمل السياسي والتنفيذى، بعد أن عمل لعدة سنوات في منصب المحافظ، وآخرها بشمال سيناء، قبل اختياره لرئاسة المخابرات العامة، بعد تعيين اللواء عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية الأسبق، حسني مبارك، وقبل الإطاحة به في عهد "مرسي"، عقب مجزرة رفح التي راح ضحيتها 16 شهيدا من أبناء القوات المسلحة. المفاجأة، أن اسم "موافى" لاقى ترحيبا من عدد كبير من أعضاء الجبهة، ما عدا سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، وعزازى على عزازى، القيادى بالجبهة، بجانب بعض الشخصيات الأخرى التي تجمعها علاقات صداقة ب"صباحى". وعندما شعر "البدوي" بترحيب أغلبية الأعضاء داخل جبهة الإنقاذ، اتصل على الفور باللواء مراد موافى، الذي رحب بتحمل المسئولية، وعقب ذلك، دعا "البدوى" عددا من كبار رجال الأعمال، لحفل عشاء على شرف "موافى" في القصر الخاص بأحدهم، وحضر الاجتماع حسن راتب، مالك قناة المحور، وأحمد بهجت مالك مجموعة دريم، بالإضافة إلى السيد البدوى، وخرج اللقاء بالتأكيد على مساندة رئيس المخابرات الأسبق، ودعم ترشحه للرئاسة، والترتيب لحملة إعلامية ضخمة، للتعريف به في الفترة المقبلة.