[email protected] مصر تستعد الآن لبدء عصر جديد.. رغم ما يحدث فى الشارع المصرى الآن من مظاهر الفوضى والانفلات والاعتداء على المؤسسات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.. إلا أن مصر الحديثة بدأت تخطو خطوات ثابتة نحو إعادة بناء الدولة المصرية والعبور بشعبها إلى مرحلة الأمن والاستقرار وإعادة البناء. - صحيح أننا نشهد كل يوم قيام المئات من أعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم بالمظاهرات بميادين القاهرة وشوارعها لتعطيل المصالح العامة وإلهاء الحكومة المؤقتة عن واجباتها وتحريض الشارع عليها. صحيح أن ما يفعله أردوغان وغيره تجاه مصر ما بعد ثورة 30 يونيو والدفاع عن الرئيس المعزول وانتقاد الجيش المصرى ووصف وقوفه وانحيازه للشعب المصرى بالانقلاب العسكرى ليس له إلا تفسير واحد، وهو أن إخوان تركيا وتنظيم الإخوان العالمى قد استشعروا خطورة سقوط نظام الإخوان المسلمين بمصر.. وتأثير ذلك على نفوذ تركيا بالمنطقة والغرب وبالذات أمريكا.. وهو النفوذ الذى سعى إليه أردوغان فى مدة سنوات حكمه إلا أنه باء بالفشل. الآن أردوغان يترك مشاكل بلده ويتفرغ للهجوم على مصر وجيشها وقد نتفهم ضيقه وتشنجه بعد سقوط المشروع الإخوانى بالمنطقة، ولكن ما لا نتفهمه لماذا هدد المتظاهرون فى ميدان تقسيم بتركيا وغيرها من الميادين باستخدام الجيش ضدهم، وهل تناسى أنه طالب برحيل مبارك فى ثورة 25 يناير عندما ثار عليه الشعب وانضم إليه الجيش، والآن يرفض رحيل مرسى رغم الثورة الشعبية العارمة التى قامت ضده وضد الإخوان. لماذا هذا التناقض يا سيد أردوغان وأين ذهب عقلك وماذا سيقول عنك التاريخ؟ أنت تعلم يا أردوغان قبل غيرك أن «سيناريو سوريا» لن يحدث فى مصر.. لقد سَخَّر الله لمصر جيشًا وطنيًا مخلصًا لشعبه فقد وقف معه فى ثورة 25 يناير ضد مبارك وفى 30 يونيو ليجنب مصر من حرب أهلية وينقذها من الغرق فى دولة إخوانية. لا تصدقوهم فسيناريو سوريا الذى يتحدثون عنه الآن لن يحدث لأن الإخوان قلة وجبناء.. وهم يحيكون المؤامرات ولكن يهربون من المواجهات فلم نرَ قياديا إخوانيا واحد فى أى مظاهرة. لقد أنذر أهالى رابعة العدوية ومدينة نصر الإخوان المعتصمين لإخلاء المكان من الاعتصام الهمجى، أؤكد أن الشعب نفسه هو من سيفض اعتصام الإخوان الانتهازيين من شوارع مصر، فالغضب منهم قد وصل إلى مداه وعلى وشك الانفجار وهم مغيبون يتاجرون بالدين. سوف يحمى الشعب المصرى جيشه ووطنه وأقول لشباب الإخوان المغرر بهم عودوا إلى صوابكم وعودوا إلى وطنكم فالوطن ملك للجميع. الأمل باق ما بقى الشعب فى حيوية، فهذا الشعب الذى اتحد وانتصر على العدوان الثلاثى الظالم وقهر الإسرائيليين فى معركة 6 أكتوبر المجيدة 10 رمضان عام 1973، وأزاح نظامًا مستبدًا استمر ثلاثة عقود فى 25 يناير 2011 وأسقط نظامًا إخوانيًا فاشيًا فى 30 يونيو قادر على اجتياز المرحلة الحالية بما فيها من صعوبات لِنَتَّجِه بعد الانتهاء من التعديلات الدستورية إلى صناديق الاقتراع لاختيار البرلمان والرئيس الجديد والانتقال إلى نظام ديمقراطى بحق سيعترف به العالم بما فى ذلك الذين يناصرون الإخوان.. الأمل موجود إذا عملنا وأنتجنا وغيرنا من سلوكياتنا واستعدنا قيمنا ومثلنا العليا. الأمل موجود إذا ما تم تطبيق القانون على الجميع وبدون أى استثناءت.. مصر بإذن الله منتصرة.