[email protected] يبدو أن الشعب المصرى تعود على الصدمات وسماع الأخبار السيئة المؤلمة يومياً وأصبح يكلم نفسه ويتساءل كيف نواجه كل هذه الأحمال والإحباطات التى تهدد حاضرنا ومستقبلنا.. قال لى سائق تاكسى نفسى أسمع خبر حلو .. ماذا حدث لمصر وبمصر بعد الثورة!!؟ إيه حكاية المياه وسد النهضة الذى يتحدثون عنه هذه الأيام .. هل مصر ناقصة مشاكل .. فإذا فقدنا المياه .. فقدنا الحياة .. ولا يجب أن تفرط مصر في نقطة مياه من حصتها وهذا اختبار للنظام الحالى .. ماذا سيفعل؟ هكذا أكد لى السائق قبل أن أتركه. إذا عدنا إلى أزمة المياه وبصرف النظر عما جاء فى تقرير اللجنة الثلاثية المعنية بملف «سد النهضة» وردود الأفعال المتباينة بهذا الشأن فإنه يجب الاعتراف بأننا تعاملنا خطأ مع هذا الملف منذ سنوات بعيدة, بل أهملنا إفريقياً وأسقطناها من حساباتنا.. وكان من نتيجة هذا التجاهل أن تجاهلتنا دول المنبع وأقدمت إثيوبيا دون تشاور مسبق على تحويل مجرى النيل الأزرق إيذانا ببدء تنفيذ سد النهضة وهى نتيجة مؤسفة بكل المقاييس نظراً لما سيؤثر - السد - سلباً علينا. طبعاً هذا الفراغ أعطى لإسرائيل الفرصة أن تتواجد فى إفريقيا وبالأخص إثيوبيا لتلعب كما تريد وكما تشاء!! إثيوبيا ستستمر فى إقامة السد بمشاركة أمريكا والصين وإسرائيل وبعض الدول العربية وربما يتم إقامة سدود أخرى مخطط لها.. الموضوع برمته له أبعاد سياسية أكثر منها اقتصادية أو مائية وفتش عن إسرائيل وراء كل مصيبة أو أزمة من شأنها أن تضعف قوة مصر!! لا نطالب حكومتنا الرشيدة بشن حرب مع إثيوبيا فهذا ليس وقته ولسنا مستعدين لذلك ولكن باتباع سياسة قوية مبنية على المصالح المشتركة فيما يتعلق بأمننا المائى ويجب أن يكون لدينا موقف واضح مبنى على الصراحة والشفافية وليس على التهوين أو التهويل .. أو الاستناد إلى حقوقنا التاريخية ولابد أن يكون لدينا بدائل جاهزة لمواجهة أزمة المياه إذا ما لزم الأمر. إذا كان السودان قد غير موقفه واعتبر سد النهضة لن يؤثر عليه، فالأمر يختلف بالنسبة لمصر - كما أكد كل الخبراء - فهو سيؤثر سلباً على المياه والكهرباء والزراعة بوجه عام. ومع إقدام إثيوبيا على بناء السد يتوقع أن تتراجع حصة مصر الحالية بين 10 و 20 مليار متر مكعب سنويا من المياه وهذا سيؤدى معه إلى تصحر نحو 2 مليون فدان فى مصر تمثل خمس المساحة المزروعة وحدوث ذلك يعنى حدوث كارثة غذائية!! نعم الخطر قادم قادم.. فماذا سنفعل إنه اختبار لقوة مصر ونظامها. أخيراً فتش عن إسرائيل فهى وراء كل مصائبنا!! فمن يتحكم فى المياه سيتحكم فى أمور أخرى كثيرة يعلم الله وحده نتائجها. ويبقى السؤال الأهم : نلوم من؟ غيرنا أم أنفسنا؟