قد تكون الرجولة عند البعض هي العضلات المفتولة، الجسم الضخم والوسامة، لكنها في الحقيقة سلوكيات وأخلاقيات تفرض على الجميع احترام الرجل، وتقديره، وكل هذه الصفات تغرس في الطفل منذ نعومة أظافره، ولابد أن تحرص كل أم على غرسها في طفلها. وتؤكد دكتورة "كريستين نيكلسون"، استشاري الطب النفسي للمراهقين، أن أولى خطوات تربية الصبي هي كسب ثقته، وجعله يتكلم ويشكو ما بداخله، فإذا أتى يوما غاضبا من المدرسة، فعليك عدم إرغامه على الكلام، لكن بهدوء حاولي فتح باب الحوار بشكل غير مباشر، كقولك أنه أحيانا تكون المدرسة مملة، أو المدرسين يثقلون علينا بالأوامر، وغيرها من مفاتيح الكلام التي تجعله يتحدث، وأن تخبريه أنك تحبينه، وتتمني أن تساعديه، فكل هذه الجمل تجعله يتحدث دون خوف. من أكثر الصفات التي تميز الرجال وتجعلهم نعم العون هي التعاطف والإحساس بالآخرين، فهذه الصفة تجعل منه أبا صديقا وزوجا وأبا جيدا، ويمكنك ذلك من خلال لعبة التخيل، فلتجعليه يتخيل أنه مكان الآخرين في مواقف معينة، وليقل لك بماذا سيشعر، وكيف يتصرف، فمع الوقت سيتعاطف مع الآخرين، وسيشاركهم مشاعرهم، كذلك القراءة تنمي عنده هذه الملكة. تضيف دكتورة "كريستين" أنه من الضروري أن تعززي إحساسه بذاته، من خلال الافتخار بإنجازاته، ومدحه عندما يتفوق، ولكن دون مبالغة، كذلك احذري أن تلوميه كلما أخطأ، ولكن لتفهميه ما الخطأ الذي وقع فيه، وكيف يمكنه تجنبه وعدم الوقوع فيه ثانية، كذلك يحتاج الطفل أن يشعر بحنانك من خلال القبل والأحضان، فلتفعلي ذلك، لكن ليس أمام أصدقائه فهذا يشعره بالحرج، ولكن في البيت، وعند النوم فهو يستمتع بذلك. كذلك اغرسي فيه احترام الآخرين، من خلال وضع قواعد يلتزم بها في تعامله مع الآخرين. وتؤكد دكتورة "كريستين" أن وجود الأب في حياة الطفل من أهم الأمور لأنه يستمد منه رجولته، ويكون هو دائما مثله الأعلى، فلابد أن يشاركه لعبه، وإنجازاته، ويتحدث معه كثيرا، وكذلك أن يحنو عليه، فكل هذه الأمور تترك معنى أعمق لدى الولد.
