الكوليسترول..هذه الكلمة تزعج الكثيرين وبالأخص كبار السن ومرضى القلب والمدخنين، وكذلك الذين يعانون من السمنة المفرطة ..لأنهم أكثر الفئات المعرضة لارتفاع الكوليسترول في الدم. ويشير دكتور محمد قاسم أستاذ علم تركيب الدواء أن الكوليسترول مادة شمعية تشبه الدهون موجودة طبيعيا في كل أجزاء الجسم ولا يستطيع الإنسان العيش بدونها فهي مهمة لجدار الخلايا، ولعزل الأعصاب وتكوين بعض الفيتامينات مثل فيتامين "د" ، وكذلك تصنيع بعض الهرمونات، ويستخدمها الجسم في تصنيع أملاح المرارة لهضم الدهون، ويصنع الكبد 80 % من الكوليسترول لتغطية احتياجاته، بينما يحصل الجسم على باقي الكمية من الطعام..وتتحكم كمية الدهون التي يتناولها الإنسان في طعامه في مستوى دهون وكوليسترول الدم . ويضيف الدكتور محمد، أنه إذا زادت نسبة الكوليسترول عن الحد الطبيعي وتشبع الدم بها تبدأ الزيادة منه في الترسيب على الجدران الداخلية للشرايين مما يتسبب في ضيق الشرايين وتصلبها ويصاب الإنسان بمرض تصلب الشرايين، وهو مرض صامت غير مؤلم ويتسبب في بعض أمراض القلب وبمرور الوقت تضيق الشرايين التاجية المغذية للقلب، وبالتالي لا يحصل القلب على الغذاء والأكسجين والكافيين مما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب وإصابة الإنسان بالذبحة الصدرية. ويكمل قاسم قائلا..بزيادة تلك الرواسب تصبح الجدران الداخلية للشرايين خشنة ويؤدي ذلك إلى تجلط الدم بها وانسداداها ويتوقف الدم تماما الى مناطق معينة من القلب، ما يؤدي إلى نوبات قلبية، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة، أما إذا حدث ذلك في شرايين المخ فيؤدي إلى السكتة الدماغية. وعن عوامل زيادة الكوليسترول في الدم قال قاسم، إن بعضها لا تكون تحت سيطرة الإنسان مثل العوامل الوراثية حيث تلعب الجينات دورا مهما في كمية الكوليسترول التي يخلقها الجسم، وكلما زاد عمر الإنسان زادت نسبة إنتاج الجسم للكوليسترول في الدم، أيضا جنس المريض، حيث تزيد نسبة الكوليسترول في الدم عند الرجال عنها في النساء، وذلك لأن هرمون البروجيسترون يلعب دوراً هاماً في خفض النسبة،، ولذلك ترتفع نسبة الكوليسترول في الدم عند النساء بعد سن اليأس لنقص هذا الهرمون، كما أن التدخين يؤثر على جدران الشرايين ويجعلها أكثر قابلية لترسيب الكوليسترول. وعن كيفية خفض معدلات الكوليسترول في الدم قال الطبيب إنه يمكن ذلك من خلال الغذاء وممارسة الرياضة، وكذلك الحفاظ على غذاء منخفض الدهون خاصة المشبعة منها.
