المرشح الرئاسى الفريق أحمد شفيق صديق قديم منذ كان وزيراً للطيران فى عصر الرئيس المخلوع مبارك، ولأننى كنت دائم السفر فقد كان يعاملنى معاملة كبار الزوار وفى كل مرة يسألنى عن أحوال الفشارين فى مصر والعالم فأخبره أن نظام مبارك يمنعنا من ممارسة نشاطنا وكان يرد عليّ غاضباً: مبارك رجل طيب وحّبوب لكننا دائما ما نظلمه ونوجه له الاتهامات. لم أر صديقى الفريق منذ اندلاع الثورة سوى عبر شاشات التليفزيون إلا أننى فوجئت به أمس الأول يدعونى لتناول فنجان قهوة داخل مقر حملته الانتخابية.. فى البداية حاولت الهروب من تلبية الدعوة حتى لا يلومنى أصدقائى الثوار الذين يرون فيه مرشح «فلول».. لكن الرجل بدأ يذكرنى بالأيام الخوالى وبما كان يقدمه لى من خدمات فى مطار القاهرة فوافقت منكسراً وذهبت إليه ليستقبلنى قائلاً: «إيه» ياعم سحلول مش عايز تزورنا ولا إيه؟!! قلت: أبدا ياسيادة الفريق دا أنت خيرك علينا!.. قال: أرأيت ما يفعله الإخوان والسلفيون «والعيال بتوع الثورة»؟!.. قلت: ماذا يفعلون؟!.. قال: كل يوم يشغلوننى بقضية وبقانون جديد يريدون إلهائى عن حملتى الدعائية لكن «دا بعدهم»!!.. قلت: إنت لها ياسيادة الفريق «القومي» فأنا أراك بسبعة أرواح مثل القطط تماماً كلما أرادوا قتلك ظهرت لهم من جديد حتى قانون العزل السياسى لم يؤثر بك فأنت فى النهاية محسوب على النظام السابق!.. قال: كل المصريين محسوبون على النظام السابق ياعم سحلول لكن ليس كل المصريين أحمد شفيق فأنا المصرى الوحيد الذى يجيد الإدارة على أتم وجه!!.. قلت: وما هى أول خطوة فى برنامجك الانتخابى إن شاء الله؟!.. قال: إعادة الأمن للشارع.. قلت: وكيف ستعيد الأمن يافندم؟!.. قال: هكلم الشرطة «وأقولهم» رجعوا الأمن!!.. قلت: «ياخراشي» منك.. إيه الحلاوة دي؟!!.. قال: وسأغلق مصانع تحت بير السلم!!.. قلت: مصانع إيه دى «اللي» بير السلم ياريسنا؟!!.. قال: مصانع الاسمنت والحديد ياعم سحلول!!.. قلت: وهل يوجد مصانع للاسمنت والحديد تحت بير السلم «ياجدع أنت» هتجنني؟؟!!.. قال: المهم أننى سوف أفعل «حاجات» كتير فأنا «أدرجي» «ماليش» مثيل!!.. قلت: ما رأيك فى المرشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح؟!!.. قال: أبوالفتوح كان «بيشيل» بطاطين ويوزعها وهذا هو تاريخه النضالى الذى يحكى عنه!!.. قلت: وما هو دورك أنت ياعم المناضل؟!.. قال: أنا كنت سواق التوك توك «بتاع» مبارك ياعم سحلول.. يعنى أنت «مش» عارف تاريخى الوطنى يابنى آدم.. ألم تطلع على خلفيتي؟!!.. قلت: اطلعتعلى خلفيتك وأعجبت بها «يارياسة»!!.. قال: هل هناك مرشحة له مثل هذه الخلفية؟!!.. قلت: بالطبع لا.. فجميعها خلفيات «أى كلام» وخاصة خلفية المرشح الاستبن!.. قال: أراك تسخر منى ياسحلول!.. قلت: كيف أسخر منك وأنت تتخذ من مبارك مثلاً أعلي؟!.. أأسخر منك وأنت ترى أن إدارة دولة مثل مصر بمثابة إدارة مطار القاهرة؟!!.. هل أسخر منك وأنت تتعامل مع الشعب على أنه شعب «نساي» لن يتذكر موقعة الجمل ياعمنا؟!.. أنا لن أسخر منك إلا فى حالة واحدة وهى أنك تعتقد أننى سأدعم حملتك الانتخابية ياسيادة الفريق!!.. وهنا وجدت نفسى «مزقوقاً» خارج المقر ولسان حال شفيق يقول لأعضاء حملته: لقد أبلغتكم أن الفشارين لا يصلحون لدعم العظماء.. اسمعوا كلامى واتبعوا أسلوب إدارتى يابنى آدمين!!.