كثرة تصريحاته، وإصراره على أنه الأصلح لقيادة مصر، دفعنى لإجراء هذا الحوار مع الفريق أحمد شفيق، الذى بدأ بسحب البساط من تحت قدمي «درب الفشارين» فكلام سيادته يفوق مغامرات الأب الروحي لنا جميعا سيدي وتاج راسي أبو لمعة الأصلي! داخل مقر حملته الانتخابية احتفىبي شفيق، وأثناء العناق همست له فى أذنه : يا شفيق باشا ألم تنو تغيير هذا البلوفر الذي تهالك على جسدك؟! .. ضاحكا قال: أنا عندي أكثر من عشرين «بلوفر» من هذا النوع يا عم سحلول، وليس واحدا كما تظن، فهو «ستايل» خاص يميزني بين مرشحى الرئاسة!.. قلت له: وماذا فعل لنا هذا البلوفر، عندما كنت رئيسا للوزراء، فقد تم على يديك تهريب الأموال للخارج، وفرم أوراق أمن الدولة، بالإضافة لموقعة الجمل الشهيرة!.. قال: لا تتطاول أيها السحلول، وأعلم أنك تحاور التاريخ.. فأنا شاركت فى حروب الاستنزاف، وخضت حرب أكتوبر ،مساهما فى الضربة الجوية، التى أطاحت بمواقع إسرائيل العسكرية! قلت: طبعاً وعندما تصبح رئيسا تريدنا أن نغني لك «اخترناك.. اخترناك.. يا صاحب الضربة الجوية الأولى»! .. قال: أراك تسخر من كلامي.. قلت: حاشا لله يا باشا، لكني فقط لم اضبطك يوما مناديا بالإصلاح، طيلة فترة حكم مبارك، ولم أشاهدك معترضا على سياساته. قال: أنا أحكي لك عن فترة، وأنت تتكلم عن فترة أخرى، يا سحلول! قلت: المناضل يظل مناضلا فى جميع الأحوال يا شفيق باشا فأين كنت أنت أيام كان الناس يطالبون بالتغيير.. هل كنت عضوا في حركة كفاية مثلا؟!.. قال: كنت أنوى الوصول بمصر لمرحلة الاستقرار والأمان، عندما جئت رئيسا للوزراء، لكنكم لم تصبروا على!.. قلت: كنت تدافع عن مبارك حتى آخر لحظة.. فقال: عفا الله عما سلف يا عم سحلول، فأنا أريدكم أن تدعموا حملتي الانتخابية أنت ومجموعةالفشارين قلت وما هو برنامجك الانتخابي؟! قال: برنامجي موجه للأسرة المصرية فأنا مرشح الاسرة المصرية!.. قلت: إذن تقصد أن برنامجك موجه «لربات البيوت» يا ريسنا! .. قال: أنا أقصد إعادة الأمن للأسرة المصرية، والشارع المصري وتشغيل الشباب العاطل فى البيوت يا سحلول! .. قلت: وما الجديد فى ذلك فكل مرشحى الرئاسة يقولون نفس الكلام.. قال: لكنني أنا الأقدر على تطبيق برنامجي الانتخابي، لأنني رجل إدارة!.. قلت: لكن «الإخوان» ليسوا هم الشعب، فعددهم لا يتجاوز 01 ملايين في حين أن الشعب المصري 09 مليوناً يا سحلول!.. قلت: أراك تستميل الصوفيين هذه الأيام، والدليل زيارتك للساحة الرضوانية بالأقصر.. قال: لقد كان والدي أحد أعمدة الصوفية وأنا لا أستميل أحدا. قلت: ومن أين ستأتى بالملايين التي ستنفقها على حملتك الانتخابية؟!.. قال: لا تنس يا سحلول أنني أحمد شفيق، وهذه الملايين لا تمثل بالنسبة لى مشكلة!.. قلت: «آسفين» يا ريس .. «أنا نسيت» أنك كنت وزيرا في نظام مبارك! قال: ماذا تقصد؟ - قلت: لا شىء «عديها يا باشا» لكن قل لى ماذا ستقدم لنا بمجرد نجاحك؟! .. قال: «أوعدك» لو نجحت «هحلى» بق «الشعب كله» قلت: طبعاً بالبنبون يا ريس! .. قال: هو كده بالضبط! .. قلت له: لماذا يعتبرك أهالى الشرقية نذير شؤم عليهم؟! .. قال: هذه أكذوبة يا عم الفشار .. كل الحكاية أن نائبهم السابق محمد أبو المجد نصار توفاه الله بمجرد أن زرت الشرقية فاعتبروا هذا فألاً سيئا لكنه سرعان ما تغير الوضع عندما حضرت احتفال زفاف أحد الشباب هناك!.. قلت: لكنك كنت شؤما على مبارك الذى تم خلعه بمجرد أنك أصبحت رئيسا لوزرائه، أيضا أنت أول رئيس وزراء يطيح به روائي يا شفيق باشا فى برنامج تليفزيوني! .. وهنا أخذنى من يدى وأوصلنى بنفسه حتى خارج مكتبه فرحلت!