فجأة، وجدت كفه الرقيق يهوى على كتفي، قاطعا تركيزى وأنا أتابع الدكتور ممدوح حمزة فى مؤتمره الأخير بقاعة الفندق الفخمة ذى النجمات التسع، وطلب منى أن أرافقه لإجراء حوار معه، بعيدا عن الرجل الذى يراه أحد القافزين على الثورة - أى حمزة - مؤكدا لى أنه سيهدينى ولاعة صينى أغلى من شنطة حمزة التى توزع فى المؤتمرات.. هو جورج إسحاق .. المناضل الشهير.. وهذا نص مادار معه من حوار: قلت له : أراك تستهلك وقتك فى مراقبة الآخرين، والتعليق على تصرفاتهم، فهل يضمن لك هذا الشو الإعلامى؟!!.. قال: هذه الفئة من راكبى الموجة دائما ما يحرقون دمى يا عم سحلول!! قلت: لماذا قلت «الله يحرق البرادعى»؟!! قال: لأن البرادعى أيضا يركب الموجة، وفى وقت الشدائد لا تجده.. يأتى ليثير مجموعة الشباب التى تلتف حوله ثم يدوب كما الزئبق... قلت : كنت دائما تؤيد حق الإخوان المسلمين فى ممارسة دورهم السياسى، فلما فازوا فى البرلمان لم يعجبك الأمر!! .. قال: كلام فى سرك ياعم سحلول أنا «مفروس» من الإخوان لأنهم سبب فشلى فى الانتخابات وكمان إحنا ناضلنا وهما ركبوا الثورة !!.. قلت له : لكن الدكتور البرادعى هنأك رغم عدم نجاحك فى الانتخابات، وقال عنك إنك ستبقى رمزا للشجاعة والوطنية ،وإنكار الذات ، والثورة مدينة لك بالكثير!! قال: وهل يستطيع أن يقول غير ذلك؟! لكننى أعلم أنه شمتان فى العبد لله!!.. قلت : لكنك حصلت على 22 ألف صوت فقط أمام منافسك الإخوانى أكرم الشاعر الذى حصل على 641 ألف صوت بحالهم! قال: «حار .. ونار فى جتة الإخوان!! .. قلت: ولماذا تهاجم السلفيين؟!! قال: أريد أن أعرف الجهة التى تمولهم!!.. قلت : وهل سألوك هم عن جهة تمويلك؟!!.. قال : أنا لا يسألنى أحد عن هذا!!.. قلت له: وهل على رأس سيادتك ريشة؟!.. قال : أنا مناضل منذ نعومة أظافرى أيها السحلول!! قلت: لكنك من مؤسسي حركة كفاية التى كانت تتلقى تمويلات أجنبية!!.. قال: البينة على من يدعى .. قلت: أنا نسيت أنك بلديات «أبوالعربى»!!..قال: أفتخر بأنني بورسعيدى أما أبو العربى هذا فهو عمك وعم الفشارين الذين تنتمى إليهم!!.. قلت: لماذا رفض المجلس العسكرى تعيينك فى البرلمان؟!! قال: إنها «زنبة» وأنا أعرف مصدرها .. لكن بما أنك صاحب علاقات ممتدة ياعم سحلول حاول تقريبى من المجلس العسكرى كى يتم تعيينى فى مجلس الشورى أو حتى اختيارى ضمن اللجنة التأسيسية التى ستضع الدستور فلا يرضيك ياعمنا أن أنهى حياتى السياسية بعيدا عن كل هذا الزخم الإعلامى فقد تجاوز عمرى السبعين عاما!! قلت : المعتصمون بميدان روكسى يطالبون بمحاكمتك لأنك تسبهم وتهينهم باستمرار!! .. قال: هؤلاء «شوية عيال سيس» ياعم سحلول.. اتركهم يصيحون كما يشاءون .. وانتهى اللقاء دون أن احصل على الولاعة الصينى التى وعدنى إسحاق بها فقررت أن أنشر هذا الحوار.