تلجأ بعض السيدات في قرى ومراكز محافظة قنا، إلى بعض العادات السيئة من أجل حل مشكلات عدم الإنجاب والتي يوجد عليها خلاف وجدل ديني كبير، ومنها عادات شق السوق وشق المشرحة وزيارة المعابد وهناك البعض الذي يلجأ إلى زيارات الأماكن المهجورة من أجل الإنجاب. شق السوق في البداية قالت "ن.م.ع" ربة منزل، إنها لجأت إلى تلك العادة عندما أنجبت ابنها الأول وتوقفت عن الإنجاب، فاقترح عليها بعض الجيران أن تلجأ إلى تلك العادة وهي تذهب إلى السوق وترى اللحوم المذبوحة وتمر في السوق حتى تطرد ما بداخلها من أرواح شريرة وتتمكن من الإنجاب مرة أخرى. وأضافت، أنها قامت بهذا الفعل وندمت عليه، عندما علمت من أحد الأئمة أن هذا الأمر غير جائز شرعًا، ويجب عليه ألا تقوم بهذا العمل مرة أخرى وأن تصلي وتقرأ القرآن وتتوجه إلى الله وتطلب العفو منه. وقالت دعاء محمود "مدرسة": سمعنا عن تلك العادات منذ سنوات وتلجأ لها الكثير من السيدات، ولكن كل هذه الأشياء خرافة لا أساس لها من الصحة، ولم ألتق مع سيدة قامت بهذا العمل ونجحت في حياتها. وأكدت "ن.م.ا" ربة منزل، أنها قامت بهذه العادات عقب زواجها الذي استمر لعدة سنوات دون إنجاب، ولم تكن تعلم حقيقة هذا الأمر، ووالدة زوجها طلبت منها الذهاب معها وبالفعل وقالت: "وقتها كنت أتناول بعض العقاقير للعلاج من مرض معين وحدث الحمل، بعد 10 سنوات من التوقف عن الإنجاب". زيارة المعابد والمناطق المهجورة كما تلجأ بعض السيدات في قرى المحافظة إلى عادة زيارة المعابد والمناطق المهجورة للإنجاب، حيث يقوم أهل السيدة التي لم تنجب باصطحابها إلى المعبد أو المكان المهجور وتنزل السيدة إلى مكان أسفل الأرض من أجل طرد الأرواح الشريرة حسب اعتقادهم. وقالت "م.ع.د"، إن هذه العادة مجربة منذ سنوات، وقالت: "أحيانا تكون الزوجة حدث لها شيء معين في ليلة الزفاف أصابها بالخوف وهو الأمر الذي يجعل الإنجاب يتأخر وهو ما يدفعنا إلى اصطحابها لمكان مهجور أو بالمعبد لإحداث خوف آخر يخرج ما بداخلها من أرواح شريرة وتنجب". شق المشرحة والمقبرة وهناك البعض الذي يلجأ إلى عادة شق المشرحة من أجل نفس السبب، وهو ما يتسبب في حدوث خوف للسيدة ويحدث معها الإنجاب وتكون بصحبة أحد أفراد أسرتها تحسبًا لحدوث أي مكروه لها. وأشارت سناء محمد "موظفة"، إلى أن مثل هذه الأشياء جربت قبل ذلك وكانت تحدث من قديم الأزل وهذه ثقافة تراثية يصعب على أي شخص تغييرها، وقالت: "فنجد بعض المتعلمات تلجأ إلى هذا الأمر من أجل الإنجاب بسبب الضغوط التي تتعرض لها من قبل أسرة زوجها". وقالت: "أنا تعرضت لمثل هذا الضغط ولكن رفضت عمل هذا الأمر فما كان من زوجي إلا أنه طلقني، ولم أندم على هذا الأمر لأني فعلت ما أعتقده وأن هذا العمل يتنافى مع شريعة الإسلام، فكيف لي أن أدخل مكان به أموات أو مقبرة من أجل رؤية ميت للإنجاب".
