يقيم محاكم تفتيش عند الأضرحة التاريخية لتفريق المسلم عن الشيعي.. وينشر بيانات خاصة عن مواطنين دون إجراءات قضائية اعترف ب"فبركة مكالمة النفيس" ولم يحاسبه أحد.. فتوعد الشيعة بمزيد من الملاحقة.. وأطلق «هاشتاجات إلكترونية» لفضح من يراهم السلفيون يروجون للتشيع بكلمات نارية ومنشورات لا تهدأ وتسجيلات يعترف أنها مفبركة.. يُعد الدكتور وليد إسماعيل المتحدث الرسمى «لائتلاف الصحب وآل البيت» العدة لمواجهة الشيعة.. وكأنها حرب كونية بين «أتباع معاوية ورجال الحسين» في غياب مريب للدولة التي يبدو أنها لم تستفق بعد من فضيحة سحل القيادى الشيعى المصرى حسن شحاتة. كافة الشواهد المتاحة حاليا تؤكد أنه لن توقف محاولات «إسماعيل وأتباعه» عن التحريض والاستقواء على القانون إلا إذا حدثت مجزرة بطلها الكرة والمذهبية وعدم احترام القانون. "إسماعيل" يدق علانية طبول الحرب على أتباع المذهب الشيعي، يزرع أسافين ويخلط بينهم وبين الاتجاه الصوفي.. في الحرب كل الأدوات مباحة بما في ذلك سفك الدماء والضرب تحت الحزام، ينشر صورا له وهو مقيم بجوار الحسين لمنع أي «شيعى صوفي» من الاقتراب من المسجد في ذكرى عاشوراء، وكأنه يترأس محاكم تفتيش من السلفيين للتفرقة بين الشيعة والمتعاطفين معهم وغيرهم من المسلمين. وربما فهم الرجل الخلطة السحرية، للنجاة من الملاحقة القانونية، فلعب على أوتار التوتر السياسي القائم، وبالطبع أدخل كافة الأطراف معه على الخط، وجعل من الاحتقان (المصرى السعودى) ظهيرا له، وروج هو ورجاله، أنه يتصدى لمخطط تقوده إيران لنشر التشيع في مصر، والتي تريد -حسب قوله- استعمار عقول المسلمين لتشق صفهم، مستندا إلى ما حدث في البحرين والعراق وسوريا بعد انتشار التشيع، مؤكدا أنه سيقاتل أمام أي محاولات لنشر هذا المذهب. "الحرب الدينية" مصطلح لا يفارق لسان المتحدث الرسمى لائتلاف الصحب وآل البيت، وفى سبيل ذلك، يستخدم أساليب مجرمة قانونا لحرق خصومه، بما فيها فبركة التسجيلات لفضح قيادات الشيعة والتعريض بسمعتهم الدينية، سواء بتلقيهم تمويلات لنشر التشيع في مصر، أو رميهم بفضائح جنسية مثلما نشر خلال الأسابيع الماضية اعترافات صوتية غامضة، لفتيات حول تعرضهن للابتزاز والإغراء المادى من قادة الشيعة في مصر. وربما لا يدرك «إسماعيل» أنه يعرض الأمن والسلم العام في المجتمع للخطر، خاصة وأنه نشر على صفحته توعد العديد من الشيعة له، وتحريضهم على قتله، ما يجعلنا أمام انتظار كابوس جديد يذهب بنا لخندق الاقتتال الطائفى بسبب حالة من الهوس الديني، فضلا عن تلويث سمعة مصر الحقوقية والدينية. وبحسب مصادر، فإن الخطورة في خطط وليد إسماعيل لمواجهة الشيعة في مصر، ومن خلفهم مريدى الحركات الصوفية، أنها تخلق مناخا عدائيا، وتشرعن لقانون الغاب في غياب الدولة، لاسيما وأن الرجل دائم التحريض لإيجاد وثائق دامغة تثبت خلل العقيدة الشيعية، وانحراف المدافعين عنها، وخاصة القيادات، ومضى في مخططه وأطلق «هاشتاجات إلكترونية» لفضح من يراهم السلفيون يروجون للتشيع في تصعيد خطير يهدد أمن وسلامة مواطنين مصريين، دون سند قانوني، والتعريض بحقهم الطبيعى في الدفاع عن أنفسهم، وتفنيد اتهامات إسماعيل وزمرته ضدهم أمام قاضيهم الطبيعي، بل ومقاضاته إذا ما ثبت عدم صحة ما يقوله بشأنهم. وتلقى فيديوهات «إسماعيل» صخبا شديدا بين صفوف السلفيين الذين تفوح من تعليقاتهم رائحة الكراهية المقيتة، وتتضمن دعوات لوأد الفكرة في مهدها، سواء كان ذلك عبر التصدى الشخصى بالقوة بكافة أشكالها، أو بتحريك دعوات لمحاكمة الشيعة، والتنكيل بهم وبتر مذهبهم من جذوره في مصر. المثير هنا أن اعتراف "إسماعيل" بفبركة الفيديوهات التي انتشرت كالنار في الهشيم، لم يجعل أحدا من أتباعه يسأل عن حرمة التعريض بالأشخاص، والكذب وصناعة الفتن، حتى لو كان الغرض حماية المذهب السنى في البلاد. وفى المقابل لم تلتفت الدولة نفسها لاعتراف المتحدث الرسمى لائتلاف الصحب وآل البيت، الذي لا يعرف بالمناسبة من هم أفراده غير «إسماعيل» ولا الجهة التي تموله وتقف وراءه بفبركة الفيديوهات التي نسبت لأحمد راسم النفيس والطاهر الهاشمي، وهم من أبرز قيادات الشيعة في مصر. وبحسب مصادر اضطر«إسماعيل» لتبرئة ساحة الأمن من الحرب المذهبية الدائرة بإعلان فبركته للفيديوهات، خاصة بعد حالة السخط الشديد التي واكبت نشرها من حقوقيين وسياسيين، لاسيما وأنها تعطى انطباعا سلبيا، بتواطؤ الأمن مع السلفيين ضد الشيعة، ما يجعله ينتظر عقابا قاسيا على إقحامه للأمن في صراعات دينية طاحنة لا علاقة للمؤسسة الأمنية بها. وفى نفس الوقت الذي اعترف فيه بفبركة مكالمة النفيس، حاول إنقاذ ماء وجهه، وأكد في تصريحات صحفية، أن التسجيل الآخر، الذي بثه ويفضح فيه الطاهر الهاشمى، عبر نشر تسجيل مكالمة لفتاة مصرية، مع رجل مجهول الهوية تقول أن "الهاشمي" عرض عليها «زواج المتعة»، صحيح وحصل عليه من الفتاة نفسها، وشدد على أنه يمتلك تسجيلات أخرى تفضح «الهاشمي» وسيعلنها في حينها. وعبر دمج مجموعة من القصص لإبعاد القضية الرئيسية عن التناول، أكد في تصريحات متتالية، أنه في الوقت الذي تسعى فيه الأمة الإسلامية لنشر الإسلام، يستغل الشيعة الأحداث التاريخية وسيرة الأموات من أجل إفساد حياة الأحياء وإحداث الفرقة بين المسلمين. وعلى نفس طريقة المكالمات، نشر قصاصات ورق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) منسوبة للشيعة، قال إنها تحض على الكراهية، وتتهم السنة أنهم قتلة الحسين رضى الله عنه، بل وفرحوا بقتله، وأعاد قانونه الخاص على الأسماع مرة أخرى، مؤكدا أنه سيستهدف هذه الحملة في منطقة الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة. وفى خضم إعلان القوة، ومحاولة إظهار إسماعيل نفسه لأتباعه على أنه «مهدى السنة» المنتظر، الذي يدافع عنهم ضد الشيعة، لم ينس الأزهر، حتى يكتمل «الثالوث» المقدس، فأكد أنه يعمل بوصيته التي حذر منها الإمام الأكبر أحمد الطيب، والذي سبق وأطلق تحذيرات من تلقى الشيعة أموالا من الخارج لنشر الفكر الشيعى بين صفوف أهل السنة وخاصة المصريين، لينهى المسرحية العبثية واقفا على قدميه، متوعدا بالمزيد من المواجهة التي لن يدفع ثمنها إلا المصريون بكافة طوائفهم.