روابط الألتراس «كلام فارغ» .. وأحداث بورسعيد مؤامرة عاصر جيل الكبار من لاعبي كرة القدم صالح سليم، والفناجيلى، ومكاوى , يعتبره اهل السويس رمزا للمدينة، وعلامة مضيئة فى تاريخها العريق.. إنه الكابتن أحمد أبو الخير الشهير ب «كالا» والذى التقته «فيتو» فى حوار عن ذكرياته مع الكرة منذ عهد الملك فاروق مرورا بعبد الناصر وحتى زمن الإخوان, فإلى الحوار. أين بدا الكابتن كالا ممارسة الكرة كلاعب ؟ - اتذكر ان الكرة فى السويس بدأت بناديي الطلبة والنهضة قبل ان يندمجا فى فريق واحد باسم نادى الاتحاد، ثم انفصلا الى نادييى الاتحاد، وكان مقره حى الأربعين، والسويس وكان مقره بجوار البنك الأهلى ، وبدأت الكرة في نادى السويس عام 1945، وكان سنى 16 عاما, وتدربت على ايدى مدربين من انجلترا، ومن دول اجنبية عديدة يونانيين وفرنسيين، وكانت فرقة السويس تلاعب دائما فرق الواندرز الانجليزى وفرق الالمان . هل تتذكر أحد المدربين الذين كان لهم تأثير على الكرة فى السويس؟ -كنا محظوظين وتدربنا على يد الكابتن عبدالرحمن فوزى كابتن نادى الزمالك، بالإضافة الى مدربين انجليز من قوات الجيش الانجليزى ولعبنا معهم دورى عام من سنة 45 وحتى 48، ولعبت ايضا فى منتخب القنال, وفى عام 49 لعبت مع منتخب مصر فى لبنان, وكان معنا عبدالوهاب سليم، وصالح سليم، وكنت كابتن المنتخب . وماذا عن علاقتك بالكابتن صالح سليم؟ - كنت صديقا شخصيا للكابتن صالح سليم، أحد الرموز المهمة فى تاريخ الكرة المصرية, ولا أنسى عندما كنت مديرا للكرة لنادى منتخب السويس، وطلبت ضم بعض اللاعبين من النادى الاهلى، وسمح الكابتن صالح سليم لنا بأن نحصل على توقيع عادل عبدالمنعم والد احمد عادل عبدالمنعم حارس الاهلى، ولاعب آخر كان يدعى سمكة، وطالب حسن حمدى، وكان مدير الكرة وقتها، أن يعطينا اللاعبين «ببلاش»، ولكنه اشترط علينا أن نعوض اللاعبين ماديا، وهو ما حدث بالفعل. حدثنا عن زيارة المنتخب الإنجليزى للسويس فى فترة الاحتلال ؟ - فى فترة الحرب العالمية الثانية كانت إنجلترا تحارب ضد ألمانيا، وكانت إيطاليا حليفة لألمانيا، وعندما بدأ هتلر الهجوم على دول «الحلفاء» خاف الإنجليز على لاعبى المنتخب البريطانى، فنقلوهم إلى السويس فى مصر، وجزء آخر من اللاعبين الإنجليز المحترفين إلى العراق ، طوال تلك الفترة كانت الفرق الانجليزية تستعين بفرقة السويس للعب مع الفرق الإنجليزية, واتذكر ان إقامة الفريق الإنجليزى، كانت فى مقر قيادة المعسكر الإنجليزى، فى فايد، وكانت قوات الجيش الإنجليزى، تصحبنا، لنلعب امام المنتخب الإنجليزى، كتسلية للجنود من ناحية، وكتدريب للمنتخب الإنجليزى من ناحية أخرى، وكنت ضمن اللاعبين الذين التقوا بالمنتخب الإنجليزى أكثر من مرة فى تلك الفترة، وكان منتخب إنجلترا وقتها يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين العمالقة، وكنا نطلق عليه منتخب « الواندرز». وماذا حدث بعد أن انتصرت أنجلترا فى الحرب؟ - بعد انتصار الحلفاء على المحور أسر الإنجليز المنتخب الألمانى، وفريق ميلانو الإيطالى، وظل لاعبو الفريقين، أسرى داخل المعسكر الإنجليزى مدة طويلة، وكانت قيادة الجيش الإنجليزى تصحبنا إلى مقر المعسكر لملاقاة اللاعبين الألمان والإيطاليين، وكانوا يأتون بالمنتخب المصرى لملاقاة تلك الفرق داخل المعسكر فى السويس، وأتذكر أن الفريق الإيطالى كان مرعبا، وكان دائما ما يهزمنا بنتيجة ثقيلة. هل كانت هناك علاقات بينكم وبين لاعبى الأهلى والزمالك؟ - بالتأكيد، فلاعبو الاهلى والزمالك كانوا دائمى التردد علينا كأصدقاء، واذكر منهم عبدالكريم صقر، وصالح سليم، والجندى، وحافظ عبد المولى، والفناجيلى، وغيرهم ممن كانوا يأتون للعب هنا مع فرق السويس الشعبية. أين ذهب فريق السويس عندما وقعت نكسة 67 ؟ - هاجرنا إلى القاهرة وكنت وقتها مديرا للكرة بنادى منتخب السويس، وكان رئيس النادى الراحل عبد الله فرغلى، وكان معنا فريق قوى يضم كل من «حميد وحمدالله وأوكا، ومحمود عبده، وحسين محمد، وامين الإسناوى، والسيد مسعود، ومصطفى جلاب والذى لعب فيما بعد للمنتخب المصرى، وعندما وصلنا القاهرة استقبلنا «سمير فهمى» والد سامح فهمى وزير البترول الأسبق، وكان وقتها مديرا لشركة مصر للبترول وسكرتير نادى مدينة النصر وفتح لنا نادى مدينة النصر، وكذلك نادى مصر للبترول بكوبرى القبة لنتدرب فيه، لأننا كنا مهاجرين ومكثنا فى القاهرة مدة 9سنوات من عام 1967 إلى عام, 1976 والتقينا فى تلك الفترة فرق الاهلى والزمالك وهزمنا الاثنين أكثر من مرة، وعرض كل من الأهلى والزمالك ضم لاعبى الفريق «حميد وحمد الله», إلا انهما رفضا ترك نادى «منتخب السويس» وهزمنا الأهلى والزمالك فى الكأس، وحصلنا على المركز الثانى فى الدورى المحلى الذى كانت تنظمه مجموعة من الفرق فيما بينها بسبب توقف الدورى العام نظرا لظروف الحرب. هل تتذكر سفرك الى بريطانيا ؟ - نعم سافرت لتعلم التدريب والدراسة بانجلترا , أول مرة, وكانت عام 1961 ودرست وقتها مدة 20 يوما فى جامعة لافبرا, ثم مكثت مدة 40 يوما أحضر التدريبات فى أندية الارسنال، وتوتنهام، ووستهام، وتشيلسى الانجليزى» , وقضيت فى كل ناد 10 أيام، وكان معى تلك الدورة التدريبية الكابتن الراحل حلمى حسين، وكان مدربا لنادى الزمالك، وبعد عودتى لمصر قمت بتدريب منتخب السويس حتى اعتزل أمين الإسناوى اللعب عام 1973، وساعدنى فى تدريب الفريق، وفى عام 1962 سافرت فى دورة تدريبية ثانية إلى إنجلترا أيضا، وكان معى فى تلك الرحلة اللواء عبدالمنعم الحاج مدير نادى الترسانة وقتها وعدت ودربت فريق منتخب السويس مرة اخرى واخذت رابع دورى ولعبت نهائى كأس مصر مرتين خلال تلك الفترة، منها مرة حصل منتخب السويس وصيف كأس مصر امام المقاولون العرب، وكان مدرب الفريق وقتها الكابتن « أمين الإسناوى» وكانت له طريقة دفاعية حيرت كل الفرق الرياضية وقتها، لأنه لم يستطع أحد هزيمة « منتخب السويس» وحققنا 11 تعادلا، وبسبب أمين الإسناوى قرر اتحاد الكرة تغيير نقاط الفوز من نقطتين إلى ثلاث نقاط تحتسب للفريق الفائز. وما أشهر مباريات الكابتن كالا؟ - مباراة الاهلى فى عام 1954 وكان الاهلى يضم افضل اللاعبين فى مصر فى هذه الفترة مثل «مكاوى وعبدالجليل وفؤاد صدقى، والجندى» وفزنا على الاهلى 4 صفر, و احرزت هدفين وأضعت خلال تلك المباراة اهداف كثيرة وكتب المستكاوى يومها سامحه الله كالا . لماذا اختفى نادى السويس من الساحة الرياضية ؟ - اختفاء الأندية الصغيرة كان سببه الاحتراف الذى دمر الكرة المصرية فقد كنت مديرا للكرة وفى اول اعوام الاحتراف شعرت انه سيدمر الكرة لأن الاندية المصرية لن تقدر على الاحتراف, والسويس مثلا كان يحصل على دعم من المحافظ وفى فترة التسعينيات كل لاعب كان يريد 200 الف جنيه, اى أن الفريق يحتاج إلى ما يزيد على 8 ملايين جنيه كرواتب للاعبين فى العام، وهذه المبالغ لا تستطيع الفرق التى بحجم السويس تحملها. كيف شاهدت ماحدث فى بورسعيد ورأيك فى الحكم باعدام 21 شخصا فى تلك الأحداث ؟ - ماحدث جريمة منظمة وبلطجة ومؤامرة لم تحدث فى تاريخ الكرة كلها، وبكل تأكيد هى حادثة مدبرة وليست كرة قدم ومن نفذها هم البلطجية وليس اهل بورسعيد. وما رأيك فى روابط الالتراس وكيف كان التشجيع سابقا ؟ - الالتراس كلام فارغ وشباب مهووس تسبب فى ضياع ملامح التشجيع, زمان كان فيه روابط للاندية متطوعة وكانت تخصص لرابطة مشجعى النادى حجرة داخل النادى، وكانوا مسئولين عن أمن ونظافة النادى «مش زى اليومين دول الالتراس جايب لبس وشماريخ وبيعمل شغب دول شباب حد بيصرف عليهم أكيد» . هل تعتقد أن الدورى سيستمر ؟ - لا اعتقد والناس مش مهتمة بالدورى او غيره وغياب الأمن سيقضى على الدورى مبكرا . ما هو مستقبل الرياضة فى زمن الإخوان ؟ - «الرياضة مش على بال الاخوان هما بيلخموا الناس ان الدورى يرجع ويعنى ايه دورى كرة من دون جمهور، ده حتى يبقى فاشل ومش هيكمل لان الناس مش مهتمة بالدورى اصلا».