أمير سعودى وضع خطة المواجهة.. والرياض تطالب شيوخ السلفيين بتدشين حملة مكبرة في كل محافظات الجمهورية للتعريف بأهل السنة والجماعة تكليف محمد حسان بإدارة سيناريو "التنديد بمؤتمر الشيشان"... تدشين قناة على اليوتيوب لمواجهة قيادات الأزهر الشريف تاريخ العلاقة التي تربط بين مؤسسة الأزهر الشريف– رأس الهرم السنى في العالم-، والدعوة السلفية، لا يحمل إلا الأزمات، وقليل من التفاهمات، أزمات عدة واجهت الطرفين، ولم تنته إلى حل واضح، كانت جميعها تئول إلى "التأجيل"، والتأجيل فقط. مؤتمر "جروزنى"، الذي أقيم مؤخرا على الأراضى الشيشانية، يمكن القول إنه واحدة من الأزمات الكبرى التي تواجه الأزهر والدعوة السلفية في الوقت ذاته، فالأزهر خرجت قياداته بعد خروج البيان الختامى من المؤتمر للتحدث عن "سوء الفهم" الذي انتشر – بسرعة غير متوقعة- بين أوساط العلماء السعوديين، الذين كالوا الاتهامات لكافة المشاركين في المؤتمر، بمن فيهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وفى المقابل لم تترك قيادات الدعوة السلفية الأمور تمر بسلاسة، وتتغاضى عن التصادم مع المؤسسة الدينية في مصر، حيث ألقت اتهامات عدة على المؤتمر الشيشانى، والأطراف التي شاركت فيه، لا لشيء إلا لفهمهم أن البيان الختامى للمؤتمر أقصى الدعوة السلفية من المشهد تماما. التحركات السلفية للرد على "بيان جروزنى" لم تتوقف عند حد التراشق الإعلامي، والاتهامات التي جاءت على لسان شيوخ الدعوة لكل من شارك بالمؤتمر، وهو ما أكدته تصريحات مصدر تحفظ على ذكر اسمه والذي قال: "موسم الحج مثل تأشيرة شرعية لخروج قيادات التيار السلفى في مجموعات متفرقة إلى المملكة العربية السعودية دون إثارة الشكوك من حولهم"، حيث توجه محمد إسماعيل المقدم، أحد كبار مؤسسى الدعوة، محمد عبد الفتاح أبو إدريس، رئيس الدعوة السلفية، وشريف الهواري، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، ونائبا حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية في مجلس النواب، أحمد الشريف وأحمد خليل"، وبصحبتهم الشيخ محمد حسان، والشيخ أبو إسحاق الحوينى إلى السعودية لأداء مناسك الحج. المصدر ذاته تابع قائلا: رفض اجتماع جروزنى لم يكن مصريا خالصا حيث كان شيوخ المملكة السعودية داعمين وواقفين بقوة ومتصدرين للمشهد، وهناك اجتماع عقد في ضيافة أحد الأمراء عقب انتهاء موسم الحج، جمع لفيفًا من كبار شيوخ السلفيين، كان قريب الشبه لمجلس الحرب، لوضع إستراتيجية جديدة لمواجهة ما يتعرض له السلفيون في القطر العربى برعاية أجنبية، واتفقت الأطراف المجتمعة على أن تكون الإستراتيجية الجديدة ذات أبعاد مختلفة، فهناك جزء محلى وأخر على صعيد دولي. وأوضح أيضا أن ضيافة الأمير السعودى ل"مشايخ الدعوة" استمرت يومين تم خلالهما عقد أكثر من جلسة لصياغة بنود الإستراتيجية الجديدة، والتي تتمثل في أن تعمل الدعوة السلفية خلال الأيام القليلة المقبلة على تدشين حملة مكبرة في كافة محافظات الجمهورية للتعريف بأهل السنة والجماعة وكون السلفيين جزءا لا ينفصل عنهم، فضلا عن قيام كبار الشيوخ على رأسهم الشيخ محمد حسان، بعمل رحلات مكوكية بالمحافظات للتنديد بالمؤتمر المذكور أعلاه، فضلا عن التعريف بالسلفيين ومنهجهم الذي لا ينفصل عن منهج السنة والجماعة، كما يعهد الشيوخ على تكثيف دروسهم وخطبهم عن المنهج السلفى خلال الفترة المقبلة، على أن يكون تمويل تلك التحركات من أحد الأمراء السعوديين، فضلا عن تنشيط الدعوة السلفية عبر تدشين قناة على اليوتيوب لمواجهة الحملة التي يرون أن الأزهر يشنها على السلفيين، وهو المشروع الذي كان سبق وأن توقف لقلة الدعم المادي. كما شدد الاجتماع على ضرورة أن يتم العمل من كافة الاتجاهات وأن التوعية الدينية باتت في ظل التضييق الذي تشهده تحتاج إلى غطاء سياسي شرعي، وهنا كان دور نواب حزب النور "الشريف وخير الله" حيث يتركز دورهما على أن يعكف خلال الفترة المقبلة على سن التشريعات التي تحفظ وجود السلفيين ضمن مكونات أهل السنة والجماعة وأن تخضع المؤسسات الدينية في الدولة إلى رقابة برلمانية ملموسة، فضلا عن سرعة العمل على وقف التمدد الشيعى والصوفى من خلال قوانين تجرم تجمعاتهم ولو بأعداد قليلة وكذا استغلال التسريبات التي بدأت في الخروج إلى النور مؤخرا بدعم سلفى لزيادة وتيرة الهجوم عليهم ولتكون غطاء لسن القوانين التي تعطل مسيرتهم. وأشار المصدر ذاته إلى أن الأطراف المجتمعة رأت ضرورة أن تستخدم السعودية ثقلها الدولى لتوجيه رسائل واضحة ومباشرة على محاولات التغريب التي تعمل أطراف مختلفة على اقحام أهل السنة والجماعة بداخلها، وكذا العمل على التفاهم مع النظام المصرى لفتح المجال بشيء من المرونة على السلفيين لانطلاقهم مرة ثانية وعودتهم إلى الدعوة دون تضييق أمني أو ملاحقات، كما أنه من المقرر أن تعاد تلك الزيارة مرة أخرى خلال شهرين من الآن للوقوف على الخطوات الجادة التي تم اتخاذها وتحقيقها ومدى نجاحها.