بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة أصدر السيد أبو الفتوح بيانا قال فيه: «أتوجه ببالغ الشكر والتقدير لمن اختار مشروع مصر القوية في شخص مواطن بسيط مثلي وكذا مَن اختار المرشحين الأفاضل المعبرّين عن روح الثورة». ومضى قائلا: «أُدرك جيداً أن الأمانة تقتضي أن تُواصل الملايين الأربعة عشر التي اختارتنا السير في طريق استكمال مطالب وأهداف الثورة). أما الملايين التي يعنيها السيد أبو الفتوح فهي التي اختارت كلا من مرسي، وأبو الفتوح وصباحي. إنها أغرب عملية جمع في التاريخ جمعت بين المَغِربي الصباحي والشامي الإخواني السلفي الجهادي والسعودي والقطري والتركي وأخيرا مؤسسة (عمو سوروس) التي مولت مناظرة أبو الفتوح ,موسى حيث كل شيء من أجل السلطة والمال يهون. بحسابات المنطق الرومانطيقي أمكن للأخ أبو الفتوح أن يجمع بين هؤلاء ولكننا لا نفهم كيف أمكنه الجمع بين (مصر قوية) كما يقول و(مصر تابعة لجورج سوروس) الذي دمر النمور الآسيوية وأوطأ الصهاينة جورجيا وحولها لقاعدة إسرائيلية، ناهيك عن تحويلها إلى شعب من المتسولين؟!. يذكرنا الأخ أبو الفتوح بالشاعر القديم (أبو الفتوح كشاجم) الذي لقب بكشاجم إشارة بكل حرف إلى علمٍ، فالكاف كاتب، والشين شاعر الخ. السيد أبو الفتوح إسلامي سلفي جهادي أفغاني وهو لفرط إيمانه بحرية الاعتقاد يستثني منه الشيعة وهو أيضا وطني لذا يتلقى الدعم من دون حرج من سوروس لكنه ليس منطقيا ولا كاتبا ولا شاعرا ولا نابغا في الجدل بل هو إخواني عادي صدق نفسه وصدقه البسطاء من أتباعه. نعود إذا لروح الثورة التي يدعي أبو الفتوح أنه يسعى لإعادتها ويبدو أن هذه الروح الهائمة هي نفسها روح أكتوبر التي أزهقها السادات الراحل وربما كان يقصد روح داوود أوغلوا (مبشر الإحياء الإخواني) التي حلت فيه وفي أخيه مرسي حيث كان يعتقد (طيب الله روحه الزاهقة) أن على العرب، التعايش مع التيار الإخواني الذي يقود حركة التاريخ الآن في العالم العربي. ويدعو الآخرين، لعقد صفقة مع هذا التيار يقدم فيها ضمانات تتيح للآخرين البقاء والعيش استنادا لمبدأ المواطنة والذي يسمح بتعددية مقبولة، وحريّات سياسية وفكرية. طبعا لم يسمح أي من أتباع أوغلوا وأولهم أبو الفتوح كشاجم لأحد بمجرد الحديث عن مواطنة أو حرية اعتقاد أو تعايش بل انهالت شماريخهم الحارقة على الجميع فانهالت عليهم الهزائم ولا زال جراب الزمان يدخر لهم مزيدا من المفاجآت.