الغريب والمثير والمدهش، هو قيام أحزاب المعارضة بعقد هدنة مؤقتة مع الحكومة، وتشكيل ميليشيات محمولة جواً لمهاجمة البرادعي، وكأنه الشيطان الذي تلبس جتة البلد، وخلاها ماشية تطوح في الشارع، وهي تغني.. وسقاني بيرة، لكن المتأمل للوضع، سوف يدرك أن البرادعي يمثل خطراً حقيقياً علي هذه الأحزاب. الهجوم المنظم الذي تشنه الميليشيات الحكومية، والمماليك الجراكسة المدعمة بقوات المارينز، والخفراء الذين يطخون أي حد يربط حمارته جنب حمار حضرة العمدة، ضد البرادعي الذي نط في كرش الحكومة فجأة، وجالها الدور اللي ماشي.. والدور مانيمهاش علي رأي الفيلسوف أحمد عدوية، يبدو منطقياً وعادياً ومتوقعاً، لأن هذا الظهور الفجائي لرجل بحجم وقيمة البرادعي، قد دفع بميكروباص التوريث الطائش إلي الترعة، أو علي الأقل، أوقفه عند أول اشارة حتي يتم تصليح العفشة، وعمل عمرة كاملة للموتور، كما أسقط الشعار الذي كانت ترفعه الدوائر الحكومية، وتغنيه علي الربابة، وأعلنه السيد عادل إمام في التليفزيون، وهو أنه لا يوجد أصلح من السيد جمال مبارك لتولي السلطة، علي اعتبار أنه من ريحة السيد الرئيس، واللي ملوش خير في ابن السيد الرئيس، ملوش خير في حد، ويستاهل الحرق بجاز. لكن الغريب والمثير والمدهش، هو قيام أحزاب المعارضة بعقد هدنة مؤقتة مع الحكومة، وتشكيل ميليشيات محمولة جواً لمهاجمة البرادعي، وكأنه الشيطان الذي تلبس جتة البلد، وخلاها ماشية تطوح في الشارع، وهي تغني.. وسقاني بيرة، لكن المتأمل للوضع، سوف يدرك أن البرادعي يمثل خطراً حقيقياً علي هذه الأحزاب، وأن ظهوره قد خلع عمامة الامامة من فوق رءوسها، وجعلها عارية أمام الناس، التي كانت تظن وبعد الظن مش إثم أن تحت القبة شيخ، ثم اتضح أنه موظف حكومي متنكر، وماسك في ايده يافطة مكتوب عليها.. أنا أدعي علي الحكومة.. واكره اللي يقول آمين. فكل الأحزاب الموجودة، تكتفي بدور العسكري بتاع زمان، الذي كان يكتفي بالصراخ: مين هناك، ولم تستطع منذ بدايتها وحتي الآن أن تلعب دوراً مؤثراً في الشارع المصري، وأن تكون قاعدة جماهيرية، تستند عليها في مواجهة الحزب الوطني، أو الجماعات المحظورة، بل إن هذه الأحزاب تستفيد من وجود هذا النظام، وتلعب معه عسكر وحرامية حسب الأزمة المطروحة، ولذلك فالبرادعي هو الشيطان الذي يجب أن تقيم له الأحزاب حفلة زار ضخمة فخمة، لطرده من جتة الوطن، حتي تستطيع أن تكبس عمة الإمامة علي نافوخها. محمد الرفاعي