الآن أستطيع القول بالفم المليان، إن المؤامرة اكتملت والمصيبة وقعت والفضيحة على عينك يا تاجر، فالكابتن سمير زاهر وقرينه أبو ريدة، عضوا الحزب الوطنى «المنحل»، والعضوان المؤسسان لقطاع الرياضة وكرة القدم فى لجنة السياسات، والصديقان المقربان لنجلى الرئيس المخلوع، قد نفذا خطتهما للانتقام من الثورة والثوار، وقرروا أن يعاقبوا الشعب المصرى على شجاعته وقدرته على الإطاحة بالنظام الفاسد، الذى كان يحميهم ويرعى مصالحهم ويتستر على جرائمهم فى حق المال العام، فدمرا الكرة لعشر سنوات قادمة بقرارهما الفاجر بإلغاء الهبوط، وادعيا أن «الثورة عايزه كده» وأن ظروف البلد لا تحتمل تطبيق اللوائح والقوانين، وأن ضغوط القيادة العليا هى التى دفعتهما لاتخاذ هذا القرار. ولا يستحيى زاهر فى مجالسه من التلميح إلى أن المجلس العسكرى طلب منه أن يحل أزمة المتذمرين من الهبوط، ويعلم زاهر وهو يمارس هذا الكذب أن أحدا لن يراجعه ويذهب إلى المجلس العسكرى ويسأله عن حقيقة هذا الادعاء الكاذب، متجاهلا أن المجلس رفض أن يقحم نفسه فى هذا التخريب الفاضح، وأعلن أن المسابقة ستنتهى بنفس القواعد التى بدأت بها. وهنا أريد أن أحدد بعض النقاط المهمة لكشف أبعاد هذه الكارثة: 1- إذا كنا نبحث عن فلول الحزب الوطنى الفاسد وأذناب النظام البائد، فإن سمير زاهر وهانى أبو ريدة هما المثالان الواضحان والصارخان لتلك الفلول، فقرارهما الأخير بإلغاء الهبوط ليس له هدف سوى تدمير اللعبة ودفع الناس إلى أن تتحسر على زمن البطولات والكؤوس التى فزنا بها فى عهد الرئيس المخلوع، راعى الرياضة والفاسدين، ونكره الثورة التى لن نحصد بعدها إلا الخيبة والندامة الكروية، وربما لن نستطيع أن نستكمل الموسم القادم بعد زيادة عدد الأندية إلى 19 ناديا، وندرة الملاعب وقلة اللاعبين والحكام، ناهيك عن الأزمة التى ستقع مع الأندية المشاركة فى البطولات الإفريقية والتصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا وكأس العالم، فإذا كنا لا نجد الآن وقتا رغم أن عدد الأندية 16 والجميع يشكو من عدم انتظام المسابقة، فما بالك بما سيحدث بعد زيادة عدد أسابيع الدورى؟ 2- ما أفهمه وأؤمن به وغيرى كثيرون أن الثورة قامت من أجل إعلاء سيادة القانون وتطبيقه على الكبير قبل الصغير، ولكن أن يتم اغتصاب اللوائح ونسف النظام باسم الثورة والظروف والضغوط والمظاهرات الفئوية لجماهير الاتحاد السكندرى، فهذا كلام باطل وادعاء فاسد، الهدف منه ترسيخ مفهوم غوغائية الثورة لدى الرأى العام وخلق مناخ لكراهية التغيير الذى وقع فى البلاد، فبدلا من أن يأتى الأفضل فقد جاء الأسوأ والأسود.. هذا هو الدور القذر الذى يقوم به اتحاد الكرة، إحدى بؤر الثورة المضادة التى ما زالت تعمل لخدمة المخلوع فى شرم الشيخ وأبنائه وصحبتهم فى بورتو طرة. 3-كان الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» واضحا وحاسما وقاطعا فى خطابه، أول أمس، لاتحاد الكرة بالقول إنه سيوقف الاتحاد المصرى إذا ثبت أنه يتعرض لضغوط حكومية لتغيير اللوائح وإلغاء الهبوط، فإذا كان الاتحاد الدولى معنا والمجلس العسكرى ليس طرفا كما هو معلن رسميا، والمجلس الأعلى للرياضة لم يتدخل، والنقاد والخبراء يرفضون، والمحترم حرب الدهشورى صرخ فى كل الفضائيات مطالبا بإنقاذ الكرة المصرية من هذه الكارثة، فلماذا يصر اتحاد زاهر على عناده؟ الإجابة: لإنه من فلول النظام البائد، وأننا أمام كارثة تتطلب من الشرفاء فى الرياضة والكرة والأندية والخبراء والنقاد أن يتكاتفوا ويوحدوا جهودهم وآراءهم وأقلامهم لإيقاف هذه المهزلة .