في منتصف التسعينيات بدأت زيارات الأقباط الأرثوذكس للقدس والبابا شنودة لم يحرم أحدا.. والأقباط الكاثوليك يذهبون كل عام.. ورحيل مطران القدس وأزمة دير السلطان غيَّرا الوضع في كل عام مع اقتراب حلول أسبوع الآلام وعيد القيامة، يكون منتظرا نفسُ الجدل سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر وسائل الإعلام والصحافة التقليدية، حول سفر المواطنين المصريين المسيحيين (الحج) لحضور هذه الفترة في مدينة القدس وزيارة الأماكن المقدسة التي عاش وتألم بها السيد المسيح، ومشاهدة النور المقدس في يوم سبت النور بكنيسة القيامة، حيث يتم مناقشة القرار السابق للبابا شنودة الثالث بعدم الذهاب إلى القدس إلا مع شيخ الأزهر وكذلك المواطنون المسيحيون والمسلمون معًا في أعقاب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في نهاية السبعينيات، لكن حاليا الوضع تغير. يعتقد كثيرون أن قرار المنع من زيارة القدس هو قرار للبابا شنودة الثالث، لكن الحقيقي أن زيارة القدس توقفت تماما في أعقاب حرب 5 يونيو 1967، بقرار من البابا كيرلس السادس، وكان السبب في اتخاذ هذا القرار هو ظروف الحرب، وهذا العام بدأت شركات السياحة التي تنظم رحلات الحج المسيحي للقدس في الإعلان عن رحلاتها يعتقد كثيرون أن قرار المنع من زيارة القدس هو قرار للبابا شنودة الثالث، لكن الحقيقي أن زيارة القدس توقفت تماما في أعقاب حرب 5 يونيو 1967، بقرار من البابا كيرلس السادس، وكان السبب في اتخاذ هذا القرار هو ظروف الحرب، وهذا العام بدأت شركات السياحة التي تنظم رحلات الحج المسيحي للقدس في الإعلان عن رحلاتها بشكل أكثر جرأة لدرجة أنهم أعلنوا أن أحد الأساقفة سيذهب مع المواطنين المسيحيين الأرثوذكس هذا العام وتبدأ أولى الرحلات يوم 18 أبريل الجاري. حيثيات قرار البابا شنودة لكن في أعقاب حرب أكتوبر 1973، ثم مفاوضات السلام في الفترة بين 1977 و1979، وفي ظل إجراءات السلام بين مصر وإسرائيل، طلب الرئيس الراحل أنور السادات من البابا شنودة أن تعود رحلات «حج» المواطنين المسيحيين إلى القدس، إلا أن البابا شنودة رفض اتخاذ مثل هذه الخطوة وأطلق عبارته الشهيرة «لن أدخل القدس إلا مع شيخ الأزهر، والمسيحيون مع إخوانهم المسلمين». تصريح البابا شنودة في ذلك الوقت، كان محاولة منهم لعدم وضع المواطنين المسيحيين تحت الميكروسكوب، وألا تنالهم اتهامات «الخيانة» و«بيع القضية» التي طالت الرئيس السادات نفسه بسبب توقيع المعاهدة، من معارضيه داخل وخارج مصر. في تلك السنوات ارتفع صوت الجماعات الإسلامية المتطرفة التي أخرج الرئيس السادات قادتها من السجون وسمح لهم بالعمل السياسي والمجتمعي، وبدأت تظهر في الأفق أحداث العنف الطائفي منذ حادثة الخانكة عام 1972م. حاول البابا تجنيب رعيته من فاتورة تنفيذ هذا القرار، فأشادت القوى السياسية المعارضة للمعاهدة بهذ القرار، وأصبح البابا شنودة في عداد رافضي معاهدة السلام، وربما كان هذا سببا رئيسيا في الصدام مع الرئيس السادات ونهايته بقرارات التحفظ في 5 سبتمبر 1981. هل ذهب المسيحيون للقدس في عهد البابا شنودة؟ في السنوات الأولى لمعاهدة السلام والأجواء السياسية المضطربة في مصر عقب اغتيال الرئيس السادات، كان من الصعب ذهاب المواطنين للقدس، لكن في منتصف التسعينيات كان قد جرى في النهر مياه كثيرة، وبدأ المواطنون المسيحيون في الذهاب للقدس، ولم يقم البابا شنودة بحرمان من يذهبون وكانوا يعتذرون عبر صفحات الجرائد وكان يتم الصفح عنهم. القرار يخص القبطية الأرثوذكسية فقط في كل عام يسافر بعض المواطنين المسيحيين للقدس، فيتساءل البعض عمن ذهبوا، فيكون نسبة كبيرة منهم من المنتمين للكنيسة الكاثوليكية، التي لم تصدر مثل هذا الحذر من قبل، خاصة أن الكنيسة الكاثوليكية في مصر لها بطريرك قبطي مصري، إلا أنها تخضع إداريا لرئاستها العليا، بابا الفاتيكان، وليس لديهم مانع من زيارة القدس. وبسبب عدم تنظيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لرحلات بشكل رسمي، كان كثير من الأقباط الأرثوذكس يذهبون للقدس عبر الرحلات التي تنظمها الكنيسة الكاثوليكية. شروط وضعتها الدولة لا يستطيع أي شخص الذهاب للقدس، بل هناك شروط وضعتها الدولة، حيث يجب أن يتخطى سن الأربعين، وهناك تصاريح أمنية لا بد من استخراجها قبل السفر. تغير الموقف الرسمي للكنيسة منذ منتصف التسعينيات بدأ تساهل الكنيسة مع زائري القدس، في عهد البابا شنودة، وعقب رحيله في 17 مارس 2012، وتولي الأنبا باخوميوس مطران البحيرة قائمقام البابا، أكد، ومن بعده البابا تواضروس، استمرارَ قرار البابا شنودة، إلا أن نبرة التعقيب على الموضوع بدأت تتغير، فبدأت الإشارة إلى أنها زيارة دينية، وليست لإعلان موقف سياسي، وأن من يذهب يفكر في الأمور الدينية لا السياسية. وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن من البابا تواضروس في أكثر من لقاء جمعهما بأن يزور المصريون المسيحيون القدس لأن هذا يخرج الفلسطينيين من العزلة، وأشار البابا إلى هذا المطلب في أكثر من مرة، ولم تعد الكنيسة تسأل من ذهب أو من لم يذهب، إلى أن ذهب البابا تواضروس بنفسه للقدس عقب رحيل مطران القدس والكرسي الأورشليمي والرجل الثاني في الكنيسة القبطية بعد البابا وفق نظامها، الأنبا إبراهام، في 25 نوفمبر، وقرر البابا أن يذهب بنفسه للصلاة عليه. أزمة دير السلطان خلال العام الماضي ذهب أكثر من أسقف بالكنيسة القبطية للقدس بسبب أزمة دير السلطان مع رهبان الكنيسة الإثيوبية، ودير السلطان واحد من ممتلكات الكنيسة القبطية، وعليه خلاف مع رهبان الكنيسة الإثيوبية التي تساندها إسرائيل في موقفها، وبالتالي بدأت الأمور تتغير بسبب الأمر الواقع ومرور السنين وحدوث متغيرات كثيرة.