تغيب يسرا عن دراما رمضان هذا العام دون سبب واضح، وبعد انتشار اخبار عن بدء تصوير مسلسلها، عادت الشركة المنتجة العدل جروب تعلن توقف المسلسل وخروج يسرا من سباق رمضان. ورغم الأمجاد التي حققتها يسرا في عالم الدراما الرمضانية فإنها تغيب هذا العام، دون أن يكون هناك سبب واضح، فهل يكون السر في أن المسيطر على الساحة حاليًا، في الإنتاج وشاشات العرض، أراد أن يُقصي شركة أخرى منافسة، بكل نجومها، دون النظر إلى تاريخهم وتاريخها؟ وهل بذلك كتب نهاية ماركة رمضانية مسجلة، تُدعى يسرا، طالما انتظر الجمهور جديدها لسنوات؟ نجاحات كبيرة حققتها الفنانة يسرا، منذ أن اتجهت للدراما، واستطاعت لسنوات كثيرة أن تكون أهم وجه نسائي يطل على الجمهور كل موسم رمضاني، فكانت النجمة الأبرز التي تواجه سطوة النجوم الرجال. يسرا قدمت خلال العشرين عامًا 16 عملًا دراميا، وفي كثير من الأحيان كان مسلسلها الأكثر نجاحًا خلال الموسم، وظلت محافظة على استمراريتها، بدءًا من تعاونها مع التليفزيون المصري، ثم شركة "العدل جروب"، حتى فوجئت وفوجئ جمهورها العام الماضي، بخروج مسلسلها "لدينا أقوال أخرى" عن المنافسة في الموسم الرمضاني يسرا قدمت خلال العشرين عامًا 16 عملًا دراميا، وفي كثير من الأحيان كان مسلسلها الأكثر نجاحًا خلال الموسم، وظلت محافظة على استمراريتها، بدءًا من تعاونها مع التليفزيون المصري، ثم شركة "العدل جروب"، حتى فوجئت وفوجئ جمهورها العام الماضي، بخروج مسلسلها "لدينا أقوال أخرى" عن المنافسة في الموسم الرمضاني بقرار من إدارة قناة ON E المالكة لحقوق عرض العمل، وآثرت القناة أن تنافس بأعمال نجوم آخرين وتُطيح بيسرا خارج موسمها المفضل، بدون سبب واضح، وان اشار البعض ان السبب الحقيقي مشاكل مع الشركة المنتجة "العدل جروب" وتتوالى الصدمات، بعدما أعلن عن غياب يسرا عن رمضان 2019، وتغيب معها "العدل جروب" التي تنتج أعمالها، وهو حدث جلل لم يحدث منذ أن اتجهت الشركة للإنتاج الدرامي عام 2003، ما اعتبره كثيرون حربًا مستترة من البعض ضد الشركة، خاصة مع تمسك يسرا بالعمل مع العدل جروب. وبالحديث عن النقلات الكبيرة التي أحدثتها يسرا في عالم الدراما النسائية الرمضانية، سنعود للخلف كثيرًا، وبالتحديد لعام 1997، حيث أولى بطولاتها الرمضانية من خلال مسلسلها الشهير "حياة الجوهري"، والذي حقق نجاحًا لافتًا على المستويين الجماهيري والنقدي، وأخرجه وائل عبد الله في أول تجربة له. ونظرًا لنجاحه الكبير، ظلت يسرا ترفض الكثير من العروض الدرامية بعده، لأنها كانت ترغب في عمل لا يقل عن مستواه، حتى عثرت على نص "أوان الورد" للمؤلف وحيد حامد، الذي قدّمته عام 2000، وانطلقت بعده بخطوات ثابتة نحو النجومية التليفزيونية. رفض يسرا للأعمال من بعد "أوان الورد" توقف حين اطلعت على سيناريو مسلسلها الشهير "أين قلبي"، الذي قدمته عام 2002، وهو من إنتاج مصري إماراتي، وقد عرض في البلدين، ثم تم تسويقه في الوقت نفسه لأكثر من دولة عربية أخرى نظرًا لكونه عملا دراميا متميزا، تم توفير كل الإمكانات الفنية له ليخرج في إطار جذاب يجمع بين المتعة والفن والفكر، حاملًا بصمة المخرج الكبير مجدي أبو عميرة، لتصير يسرا نجمة التليفزيون المصري التي ينتظرها الجماهير في رمضان، لهذا تهافت عليها المنتجين وصارت من أقوى نجوم رمضان. وفي العام التالي، قدمت مسلسل "ملك روحي"، وهو أول عمل درامي تُنتجه "العدل جروب" بالتعاون مع التليفزيون المصري، وواصلت يسرا من خلاله توهجها اللافت، ليس في مصر فحسب، بل وفي شتى البلدان العربية. أصبحت يسرا آنذاك نجمة درامية رمضانية كبيرة ينتظرها الملايين كل عام، لتُقدّم في عام 2004 مسلسل "لقاء على الهوا"، وهو من إنتاج "العدل جروب" بالكامل، وتقمصت خلاله شخصية صديقتها الإعلامية هالة سرحان، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، ثم قدّمت مسلسل "أحلام عادية" (2005)، ومن خلاله، لعبت أدوار 18 شخصية مختلفة لغايات النصب والاحتيال والتخفي، وعادت فيه لمخرجها الأفضل ورفيق نجاحاتها مجدي أبو عميرة، ليُفصل العمل على مقاسها، مبرزًا طاقاتها المتنوعة في أدوار شديدة التباين وخفيفة الظل أيضًا، ابتعدت فيها عن الشخصية المثالية التي قدّمتها في مسلسلاتها السابقة. ورغم إجادتها في "أحلام عادية"، فإنه لم يحقق نجاحًا يقارن بأعمالها السابقة، فغابت عامًا عن الدراما لمشاركتها في عدة أفلام (دم الغزال، كلام في الحب، عمارة يعقوبيان، وماتيجي نرقص)، ثم عادت عام 2007 بمسلسل "قضية رأي عام"، الذي كان بالفعل قضية رأي عام؛ نظرًا لملامسته الواقع بتنوع شخصياته ونجاحه الكبير، وقد أخرجه السوري محمد عزيزية، وواصلت نجاحاتها في العام التالي مع "العدل جروب" والمخرج السوري أيضًا، من خلال مسلسل "في أيد أمينة" لتثبت لجميع المراهنين عليها أنهم بالفعل في أيد أمينة، وتصبح هي من معالم الدراما الرمضانية العربية. وفي عام 2009، قدّمت يسرا مسلسلها "خاص جدًا" للمخرجة غادة سليم في أول تجربة إخراج لها، ونجح في تحقيق أعلى عائد إعلاني خلال شهر رمضان على شاشة التليفزيون المصري، رغم كونه تكرارًا لشخصية نمطية قدّمتها النجمة في أكثر من عمل لها، حيث ظهرت بدور الطبيبة التي تتمتع بمواصفات خاصة بينها قوة الشخصية والتسامح والدور القيادي، ثم في العام التالي قدّمت مسلسل "بالشمع الأحمر" وظهرت فيه أيضًا ببالطو الطبيبة، وهو الثامن لها مع "العدل جروب". في عام ثورة 25 يناير 2011، غابت يسرا عن الوجود الدرامي الرمضاني كغيرها من النجمات، ثم رجعت في السنة التالية بمسلسل "شربات لوز"، لكنها ولأول مرة منذ سنوات طوال لم تتعاون مع "العدل جروب"، وتعاونت مع شركة "لايت هاوس" والمخرج خالد مرعي، في أولى تجاربه للدراما التليفزيونية، وجسدت فيه ولأول مرة أيضًا، دور سيدة من منطقة شعبية. النجمة يسرا قبل عام 2011 كانت تعتبر الوجه النسائي البطل الأوحد على الساحة، ثم ظهرت نجمات نجحن في الاستحواذ على نصيب من المشاهدات التي كانت تذهب لمسلسلاتها، لكنها ظلت الاقوى بما لديها من قاعدة جماهيرية كبيرة، وقدمت أعمال أخرى منها؛ "نكدب لو قولنا مابنحبش" (2013)، "سرايا عابدين 1/ 2" (2014 - 2015)، "فوق مستوى الشبهات" (2016) والذي عادت به الى منتجها المفضل العدل جروب لتقدم معهم بعد ذلك مسلسلات، "الحساب يجمع" (2017)،"لدي أقوال أخرى" 2018. ورغم الأمجاد التي حققتها يسرا في عالم الدراما الرمضانية فإنها تغيب هذا العام، دون أن يكون هناك سبب واضح، فهل يكون السر في أن المسيطر على الساحة حاليًا، في الإنتاج وشاشات العرض، أراد أن يُقصي شركة أخرى منافسة، بكل نجومها، دون النظر إلى تاريخهم وتاريخها؟ وهل بذلك كتب نهاية ماركة رمضانية مسجلة، تُدعى يسرا، طالما انتظر الجمهور جديدها لسنوات؟