رأفت الهجان.. الاسم الأكثر ترديدا على لسان الجمهور ويرتبط ذكرُه بالراحل محمود عبد العزيز الذى حارب من أجل تجسيد شخصية الهجان الذى أربك كل حسابات إسرائيل يمر علينا اليوم الذكرى ال37 على وفاة الجاسوس الأشهر في تاريخ المخابرات المصرية، رفعت على سليمان الجمال أو كما عرفه الجمهور ب«رأفت الهجان» الذى كان له دور عظيم فى نصر أكتوبر المجيد 1973، الجاسوس المصري لدى الموساد، الذى أنكرته إسرائيل كعادتها، خاصة أنها ترفض دائمًا الاعتراف بالهزيمة ولكن الضغط الإسرائيلي الذي تعرض له الموساد من الصحافة وقت عرض المسلسل التليفزيوني الذي تناول قصة حياة «رفعت»، جعلها تعترف في النهاية مع إصرارها على أنه كان «جاسوسا مزدوجا» في محاولة لحفظ ماء الوجه أمام إعلامها. وما لا يعرفه البعض أن مسلسل «رأفت الهجان» الذي قام بتمثيله محمود عبد العزيز، كان سببًا فى قطيعة لآخر العمر بينه وبين عادل إمام، نعم، كان الدور الذي غير مجرى تاريخ الفنان محمود عبد العزيز، سببًا في انتهاء صداقة الثنائي الساحر والزعيم. فالجميع يعلم أن عادل إمام كان هو المرشح الأول لتجسيد شخصية وما لا يعرفه البعض أن مسلسل «رأفت الهجان» الذي قام بتمثيله محمود عبد العزيز، كان سببًا فى قطيعة لآخر العمر بينه وبين عادل إمام، نعم، كان الدور الذي غير مجرى تاريخ الفنان محمود عبد العزيز، سببًا في انتهاء صداقة الثنائي الساحر والزعيم. فالجميع يعلم أن عادل إمام كان هو المرشح الأول لتجسيد شخصية «رأفت الهجان»، وربما وقع اختيار المخرج يحيى العلمي على «الزعيم» بعد أن ذاع صيته فى المسلسل المخابراتي «دموع في عيون وقحة» والذي أدى خلاله شخصية (جمعة الشوان)، وبالفعل وافق عادل إمام على «رأفت الهجان» وكان فى عز نجوميته ويجري خلفه المنتجون والمخرجون بسبب شهرته داخل وخارج مصر، وأثناء البروفات التحضيرية للمسلسل وقع خلاف بينه وبين صالح مرسي ويحيى العلمي، بعد اعتراضه على طريقة الفلاش باك وطلب تعديل طريقة سرد الأحداث. وكان فى نفس التوقيت الفنان محمود عبد العزيز في حالة نفسية سيئة، فقد كان يحلم هو بتجسيد شخصية «رأفت الهجان»، وذهب لأداء فريضة العمرة، وكان «الساحر» على علاقة قوية بالأسرة الحاكمة للمملكة العربية السعودية، وحكى عن الدور الذي يطمع في تجسيده ووصل الكلام إلى الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، الذي وعد بأن الدور سيكون له، وكانت الأزمة بين عادل إمام وصناع مسلسل «رأفت الهجان» قد وصلت إلى ذروتها، ورفض طلب «الزعيم» الخاص بطريقة سرد الأحداث، وسحب منه الدور، وذهب إلى محمود عبد العزيز (اقرأ ايضًا| أدوار رفضها فنانون وصنعت نجومية آخرين.. الساحر ترك فرصة لا تتكرر). وهناك رواية أخرى عن دور «رأفت الهجان» تقول بأن الدور في الأساس كان لمحمود عبد العزيز، بسبب ملامحه الشقراء المقاربة من ملامح الجاسوس الحقيقي، وأن عادل إمام هو من حاول سرقة الدور منه، واستغل علاقته وحاول إقناع بعض القيادات بأن جماهيريته ستفيد المسلسل، وقد كان وذهب الدور إليه ولكن بسبب تدخله فى القصة وطريقة الكتابة، رحل الدور عنه لصالح صاحبه الأصلي الساحر. وصنع دور (رأفت الهجان) أسطورة الراحل محمود عبد العزيز، لأن المشاهدين لم يتعاملوا مع العمل كأنه مسلسل وسيمر بل كملحمة، وعرض مسلسل «رأفت الهجان» قصة الجاسوس المصري رفعت على سليمان الجمال، الذي تم زراعته داخل المجتمع الإسرائيلي، وعلى مدى 3 أجزاء عرض تباعًا فى 1988، 1990، 1992، بداية من تدريبه وحتى أصبح أحد أهم العناصر داخل إسرائيل وعلى علاقة قوية برجال الموساد، وحقق المسلسل نجاحًا غير مسبوق، امتد من المحيط إلى الخليج، وتحول «الساحر» إلى رمز للوطنية داخل الوطن العربي، حيث كان أول أجزاء المسلسل الذي عرض في رمضان، وفي توقيت عرضه كانت تخلو الشوارع من المارة. كما كان المسلسل فرصة محمود ياسين الضائعة لصالح يوسف شعبان، حيث كان المرشح الأول لدور «ممتاز»، ولكنه رفض المشاركة بحجة أن الشخصية عادية ولن تضيف له شيئا، ليكون الحظ حليف يوسف شعبان الذي يعد هذا الدور علامة فى تاريخه الفني. تحول كل الفنانين المشاركين بالعمل إلى نجوم لامعين عقب عرض المسلسل، فهناك شخصيات لا يمكن أن ينساها المشاهدون رغم مرور 31 عاما على عرض أول أجزاء المسلسل، على رأسهم الساحر محمود عبد العزيز (رأفت الهجان)، يوسف شعبان فى دور (محسن ممتاز)، محمد وفيق في دور (عزيز الجبالي)، الفنانة يسرا في دور (هيلين ريتشر)، نبيل الحلفاوي في دور (نديم هاشم) وإيمان الطوخي في دور (إيستر بولينسكي). وهناك الكثير من المشاهد المحفورة في ذهن الجمهور، على رأسها انهيار رأفت الهجان بعد علمه بنكسة 67، وموت جمال عبد الناصر وغيرها من المشاهد التي لا تنسى فى حياة الأسطورة رفعت على سليمان الجمال.