* في ذكرى رحيل رأفت الهجان: * كانت الشوارع تخلو من المارة عنذ إذاعة المسلسل وامتد نجاحه في الوطن العربي * مسلسل "رأفت الهجان" تسبب في قطيعة بين الساحر والزعيم امتدت 12 عاما * يحيى العلمي: يسرا كانت تحضر لنا الطعام من منزلها أثناء فترات الراحة * الفنان محمود ياسين كان مرشحا لشخصية "محسن ممتاز" واعتذر * الإعلامي عمرو الليثي عمل مساعد مخرج في المسلسل تحل اليوم، الثلاثاء، ذكرى رحيل أشهر جاسوس عرفه التاريخ، إنه رفعت علي سليمان الجمال، الشهير ب"رأفت الهجان"، فقد رحل في مثل هذا اليوم من عام 1982، وقد تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وقام التليفزيون المصري بإنتاج مسلسل يجسد سيرته الذاتية بعنوان "رأفت الهجان"، فكتبه الراحل صالح مرسي، وأخرجه المخرج يحيى العلمي، وجسد شخصيته الفنان محمود عبد العزيز، وصنعوا جميعا من هذا المسلسل حكاية شعب وملحمة أمة وامتد نجاحه من بلاد الشام إلى المغرب العربي. وفي هذه المناسبة، يرصد "صدى البلد" كواليس مسلسل رأفت الهجان الذي حقق نجاحا كبيرا، فقد كانت الشوارع تخلو من المارة وقت إذاعته لما حققه من انتشار واسع لدى المشاهد المصري والعربي، وفي هذا يقول الفنان الراحل محمد وفيق في أحد حواراته الصحفية: "لقد كانت المخابرات المصرية العامة متعاونة مع فريق العمل كله، فكانت تمدنا بالعديد من المعلومات والأفكار المحورية عن حياة البطل رفعت الجمال، الذي تمت تسميته رأفت الهجان، وعن كل شخصيات القصة، إضافة إلى تأميننا أثناء التصوير، خاصة أثناء التواجد خارج مصر؛ حرصا على سلامة طاقم العمل". وأضاف "وفيق": "أتذكر أثناء مشهد جنازة الهجان، وعندما كان داخل الصندوق، طلب مني أن أقوم بتلقينه الشهادتين باعتباره مواطنا مصريا مسلما، وهو الأمر الذي لم يكن معلنا بالطبع داخل المجتمع الإسرائيلي"، وتابع: "بالفعل دخلت عليه الحجرة التي كان يرقد جثمانه بها، وعندما هممت بقراءة آيات من القرآن الكريم على روحه لم أتمالك نفسي حتى انطلقت مني دموع حقيقية، وكذلك المصور الذي كان مكلفا بتصوير هذا المشهد". وتابع: "الذي لا يعرفه كثيرون أن اللواء عبد العزيز الطودي الذي جسدت أنا شخصيته باسم "عزيز الجبالي"، كان موجودا معنا بصفة مستمرة أثناء تصوير العمل، وساعدني كثيرا على أداء شخصيته"، واستطرد "لقد كان اللواء "الطودي" سعيد جدا بالعمل وكنت حريصا على معرفة رأيه في تجسيدي لدوره". شخصية رأفت الهجان رُشح لها في البداية الفنان محمود عبد العزيز، إلا أنه فوجئ بالأخبار التي تفيد بإسناد الدور للفنان عادل إمام، الأمر الذي أغضب الساحر وأثار حفيظته معترضا على هذا القرار قائلا: "لا يوجد في عائلتي شخص مشبوه يمنعني من القيام بهذا الدور الوطني الذي طالما حلمت به"، وفي نهاية الأمر عاد الدور اليه لتستمر الخلافات والقطيعة بينه وبين الزعيم عادل إمام لمدة 12 عاما، ولم يتصالحا الا في حفل زفاف ابنة الفنانة زهرة العلا. شخصية محسن ممتاز، التي تألق في تجسيدها الفنان يوسف شعبان، كان في الأصل مرشح لها الفنان محمود ياسين، إلا أنه اعتذر عنها؛ لأنها في رأيه شخصية عادية وليس فيها مواقف غنية، وبالتالي ذهب الدور للفنان يوسف شعبان الذي برع في أدائها. تكون طاقم العمل من العديد من الفنانين، فقد شارك في بطولته نخبة كبيرة من أشهر النجوم سواء كانوا من نجوم الزمن الجميل أصحاب الخبرة أو من النجوم الشابة، كما استعان المخرج يحيى العلمي بأكثر من مساعد، ومن بينهم كان الإعلامي عمرو الليثي الذي عمل مساعدا للإخراج في هذا العمل الوطني. وكان الراحل يحيى العلمي، مخرج المسلسل، كشف عن أهم الكواليس فقال: "كانت روح الحب والتفاني والفخر تسود طاقم العمل كله، فقد كان المسلسل مكتوبا بشكل جيد جدا، عكس بطولة الشعب المصري ضد العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي جعل الممثلين مملوءين بالشجن والتصميم على إثبات للعالم كله أن مصر فعلت شيئا غير عادي، وهذه الروح كانت موجودة لدى الجميع ولم تكن هناك أنانية في العمل أو بين الممثلين". وقال "العلمي": "الفنانة يسرا كانت تأتي لنا في فترة الراحة بطعام ساخن من منزلها"، مضيفا: "لقد كنا نبكي عندما ننتهي من تصوير مشهد وانتظار اللقطة التي تليه".