رغم التوترات السياسية والدبلوماسية التي طغت على العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة منذ تولي دونالد ترامب رئاسة البلاد، إلا أن العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين، شهدت تفاهمات خاصة أن البلدين يسعيان إلى نفس المصالح والأهداف. مصادر دبلوماسية كشفت عن توجه وفد من مسؤولين أتراك إلى واشنطن خلال اليومين القادمين لمناقشة الخلاف الدائر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وساءت العلاقات بين البلدين بسبب خلافات بشأن السياسة الخاصة بسوريا، إضافة إلى محاكمة القس الأمريكي أندرو برانسون بتهم بالإرهاب في تركيا. وفرضت واشنطن في الأسبوع الماضي عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية قضية برانسون، إلا أن أردوغان أعلن تجميد الأصول المملوكة لوزيري الداخلية والعدل الأمريكيين في تركيا "إن وجدت"، بحسب "ترك برس". اقرأ أيضًا: صراع بين أبناء الناتو| أمريكا تهدد بوقف توريد الأسلحة لأنقرة.. وتركيا تتوعد صحيفة جمهوريت التركية، توقعت أن يتم خلال لقاء الوفدين إسدال الستار على قضية برانسون، وذلك بعد عرض نتائج مفاوضات تجري حاليًا بين البلدين، على الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترامب، لإعطاء الضوء الأخضر للتنفيذ. فالمساومات التي يتم البحث فيها الآن، يتصدرها أولًا قيام أنقرة بتسليم واشنطن القس المحتجز لديها قبل إصدار الحكم عليه بتهم التجسس والارتباط بمنظمات تصفها ب"الإرهابية". وتكون هذه الخطوة مقابل تسليم واشنطن محمد هاكان أتيلا، نائب المدير التنفيذي لبنك خلق التركي الحكومي، الذي يقضي عقوبة السجن ثلاث سنوات في الولاياتالمتحدة بتهمة الضلوع في انتهاك العقوبات الأمريكية على إيران في الفترة ما بين 2010 و2015، بحسب الصحيفة التركية. "سي إن إن تورك"، أكدت أنه بعد الإعلان عن زيارة الوفد التركي لواشنطن ارتفعت الليرة إلى 5.2625 ليرة مقابل الدولار، بعد هبوط حاد نتيجة العقوبات الأمريكية. اقرأ أيضًا: روسيا تستغل تركيا في سوريا لاستدراج أمريكا وفيما يتعلق بالعلاقات السياسية حول سوريا، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" روب ماننج: إن "الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل مع تركيا على إتمام وتبسيط خارطة الطريق الخاصة بالوضع في مدينة منبج بريف محافظة حلب السورية. وأوضح ماننج أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر تركيا حليفًا قويا، وعلاقاتنا العسكرية معها وثيقة للغاية، وتحترم مخاوف أنقرة الأمنية، مؤكدا مواصلة العمل مع أنقرة لضمان أمن مواطني المدينة السورية والحفاظ على أمنها. وبخصوص تسيير دوريات عسكرية في مدينة "منبج"، أوضح المسئول الأمريكي أن مسألة تسيير الدوريات المشتركة مع تركيا تحتاج إلى فترة زمنية، فهذه الخطوة بحاجة إلى النضوج، لا يمكننا الزج بأمن المنطقة في الخطر، وفقا ل"الوئام" الأردنية. كانت رئاسة الأركان التركية، أعلنت عن بدء الجيشين التركي والأمريكي، تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة "عملية درع الفرات"، ومدينة "منبج" شمالي سوريا، وسيرت الدورية الأولى في ذلك التاريخ. اقرأ أيضًا: «تهديد وارتباك أمني واعتقالات».. الأزمة تشتعل بين تركياوأمريكا صحيفة "العرب" اللندنية، أكدت أن القوات التركية المتمركزة في منطقة عمليات درع الفرات، تقف على بعد مسافة قريبة من قوات أمريكية وفرنسية يجري تعزيزها في مدينة منبج، آخر معاقل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، في منطقة غرب الفرات. اللافت هنا، أن التوتر بين البلدين لم يُعطل التعاون العسكري، وذلك بعد أن أعلن أوزغور دره باشي مساعد المدير العام لمجموعة شركات (Best Grup) التركية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية، بأن أنقرة تعتزم تصدير أنظمة التحكم عن بعد إلى الولاياتالمتحدة الأمريكي، وذلك بعد أن أثبتت نجاحها في العملية العسكرية في عفرين، بحسب "مأرب اليمنية". يمكننا القول، إن العلاقات بين أنقرةوواشنطن لن تصل إلى نهايتها، وإن التعاون سيظل قائمًا مهما بلغت التحديات، وذلك من أجل المصالح الجيوسياسية لكلا البلدين.