يمثل قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، مساء أمس، بفرض عقوبات فردية طالت وزيري الداخلية والعدل في تركيا على خلفية احتجاز "أنقرة" القس الأمريكي أندرو برانسون، موجة جديدة في توتر العلاقات بين "واشنطن" و"أنقرة"، ما يثير التساؤلات حول إمكانية تحول تلك التوترات إلى قطيعة دبلوماسية بين البلدين. لكن الباحث كرم سعيد المتخصص في الشأن التركي استبعد ذلك، وقال، في اتصال ل"الوطن"، إن "العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا لن تتطور إلى حد القطيعة، بسبب قضية القس الأمريكي، برانسون لا يمثل نقطة محورية في العلاقات الأمريكية التركية، العلاقات بين واشنطنوأنقرة تتمحور حول أمور أخرى أكثر أهمية كالأزمة في سوريا والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، بدليل مثلا التنسيق المشترك بينهما في منبج السورية". وأضاف "سعيد": "العلاقات بين واشنطنوأنقرة محورها الموقف الأمريكي من الأكراد، وحتى الموقف من دولن لم يعد له محويته بالنسبة للحكومة التركية، خاصة مع فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية مؤخرا وتحقيق ما أراده بعد التعديلات الدستورية". وتابع: "فضلا عن تركيا تعول على الولاياتالمتحدة في مسألة عضوية الاتحاد الأوروبي، بأن تقنع واشنطن حلقائها الأوروبيين بقبول عضوية تركيا". وقال "سعيد": "في رأيي العلاقات التركية الأمريكية أكبر من أن تتمحور حول قضية برانسون". وفرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مساء أمس، عقوبات فردية طالت وزيري الداخلية والعدل في تركيا على خلفية احتجاز "أنقرة" القس الأمريكي أندرو برانسون بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس احتجزته على إثرها في أكتوبر 2016 في أعقاب حملة شنتها السلطات تلت محاولة الانقلاب منتصف يوليو من العام ذاته. ووجهت "واشنطن" ضربة قاسية إلى تركيا عبر إعلانها، مساء أمس الأول، فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، ردا على استمرار اعتقال القس أندرو برانسون. وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنه جرى مصادرة ممتلكات الوزيرين التركيين وأصولهما. ومنعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا أي مواطن أمريكي من القيام بأعمال معهما. وقالت المتحدثة باسم "البيت الأبيض" ساره ساندرز: "نعتقد أنه كان ضحية معاملة ظالمة وغير مبررة من جانب الحكومة التركية"، معلنة العقوبات بحق المسؤولين التركيين.