يدشن الرئيس عبد الفتاح السيسي، محطات سيمنس الثلاث العملاقة لإنتاج 14400 ميجاوات، بكل من "العاصمة الإدارية الجديدة - البرلس بكفر الشيخ - غياضة ببني سويف"، وقدرة كل محطة مذكورة سلفًا 4800 ميجاوات. وتم الانتهاء من المحطات في غضون ثلاث سنوات فقط، حيث تمكنت شركة سيمنس الألمانية، من الفوز بأكبر عقد منفرد تحصل عليه فى تاريخها للتعاون مع مصر فى يونيو عام 2015 لإنشاء 3 محطات توليد كهرباء، وبعد 18 شهرًا فقط من تاريخ توقيع العقود، تمكنت من تسجيل رقم قياسى عالمى جديد فى تنفيذ مشروعات عملاقة بهذا الحجم فى مثل هذا الجدول الزمنى المضغوط للغاية. 6 مليارات يورو وتقدر التكلفة الإجمالية للمحطات الثلاثة ب6 مليارات يورو، وتم افتتاح المرحلة الأولى من المشروعات بمقدرات متنوعة من المحطات الثلاث في مارس من العام الماضي، وشهد الافتتاح الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال زياة الأخيرة لمصر. وفي السياق ذاته، قال عماد غالي، المدير التنفيذى لشركة سيمنس الألمانية بمصر، إنه بمجرد الانتهاء من تنفيذ المحطات الثلاث العملاقة، فإن كل محطة منها ستصبح أكبر محطة تم بناؤها فى العالم تعتمد على الغاز الطبيعى، وتعمل وفقًا لتكنولوجيا الدورة المركبة. 1,3 مليار دولار سنويًا وتابع غالى: أن المحطات الثلاث ستوفر الطاقة اللازمة لنحو 45 مليون مواطن عند تنفيذها بالكامل، كما أنها ستُمكنّ مصر من توفير نحو 1,3 مليار دولار سنويا نتيجة التوفير فى استهلاك الوقود، إضافة إلى هذا، فإنها بلا شك ستُساهم بشكل حيوى فى توفير إمدادات طاقة تتسم بالاستدامة والاستقرار بما ينعكس إيجابيا على اقتصاد مصر والتى تتمتع بأهمية بالغة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وقال غالى، إن أبعاد ومقومات هذا المشروع العملاق تُعتبر هائلة فى حد ذاتها، حيث يعمل فى مواقع الإنشاءات حوالى 20 ألف عامل خلال فترة تنفيذ المشروع، كما تم استخدام والتعامل مع أكثر من 1,6 مليون طن من الخامات. وحسب المتحدث الرسمي باسم الكهرباء، الدكتور أيمن حمزة، فالمحطات الثلاث ستعتمد على 24 توربينة من توربينات سيمنس الغازية طراز H-Class، التى تم اختيارها لمستويات الإنتاجية والكفاءة العالية، التى تتسم بها، علاوة على توفير 12 من التوربينات البخارية، ونحو 36 من المولّدات، و244 مُبادلا حراريا إلى جانب ثلاثة من محطات المحولات بنظام العزل بالغاز GIS بقدرة 500 كيلو فولت. 1500 ميجاوات من العاصمة الإدارية فقط رؤساء الشركات، التي تقع في نطاقها المحطات الثلاثة تحدثوا ل"التحرير"، وقال المهندس محمد مختار، رئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، إن محطة العاصمة الإدارية، التي تقع في نطاق شركته، دخلت إلى الخدمة بالكامل في 24 من يونيو الماضي، بإجمالي ال12 وحدة إنتاج ما بين 8 غازية، و4 بخارية "تعمل على العادم الناتج عن الوحدات الغازية". نمد شبكة الكهرباء، حسب طلبات التحكم القومي للكهرباء، هذا ما يضيفه مختار ل"التحرير"، لافتًا إلى أن محطة العاصمة الإدارية تمد الشبكة حاليًا، في ظل ارتفاع درجات الحرارة المطرد، ب1500 ميجاوات من إجمالي ال4800 ميجاوات، وعن باقي القدرات للمحطة، فأفاد مختار أنها جاهزة لتلبية الطلب في وقت احتاجت الشبكة لها. وعن قدرات شركة القاهرة الفعلية من محطات الكهرباء كافة، فأوضح مختار، أن الشركة تمتلك 9 آلاف و50 ميجاوات، وجميعهم يعملون بأعلى كفاءة بعد انتهاء أعمال الصيانات الخاصة بهم، وذلك بخلاف ال4800 ميجاوات، قدرات محطة العاصمة الإدارية. مد الشبكة بالكهرباء على حسب احتياج التحكم وقال المهندس محمد العبد، رئيس شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، إنه تم ربط محطة كهرباء البرلس، إحدى محطات سيمنس الثلاث، التي تقع في نظاق شركته، مطلع الشهر الجاري، بدخول ال12 وحدة كافة، منوهًا بأن قدرات الشركة 5760 ميجاوات، بخلاف 4800 ميجاوات من محطة سيمنس أو البرلس كما يسميها. نحن نتولى إدارة المحطة بالكامل، هذا ما أكده العبد ل"التحرير"، كون المحطة تتبع للشركة، مشيرًا إلى أن محطة البرلس والمحطات الأخرى تمد الشبكة بالكهرباء على حسب الاحتياج من قبل التحكم القومي للكهرباء، بينما باقي الوحدات بمثابة احتياطي. أعلى معدل إنتاج عالمي وعن قدرة إنتاج المحطات التابعة لشركة وسط الدلتا، أوضح العبد أن وحدات محطة سيمنس أو البرلس بقدرات تتخطى ال60%، وهو أعلى معدل عالمي، بينما باقي الوحدات المركبة "تعمل بالغاز والعادم الناتج عن احتراق الغاز"، التي تتبع الشركة تعمل بكفاءة 57%. شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، كان لها نصيب من ضم محطة من محطات سينمس الثلاثة العملاقة داخل نطاقها، ويقول المهندس إبراهيم الشحات، رئيس الشركة، إن وحدات محطة سينمس بمحافظة بني سويف بمنطقة غياضة، تم ربطا بكامل قدراتها ب4800 ميجاوات، اليوم. ويضيف الشحات في حديثه ل"التحرير"، أن الشركة تضم قرابة ال10 آلاف ميجاوات من قدرات محطات الإنتاج حاليًا، متضمنة قدرات محطة سيمنس، ومحطات الشركة كل تنتظر أوامر التحكم القومي للكهرباء لزيادة إنتاج الكهرباء في "ثانية". وأراد الشحات، أن يوضح الفرق بين القدرة الأسيمة والكفاءة، فالأولى هي ما تخرجه المحطة من قدراتها حسب الرقم، مهما كانت المحطة قديمة كما هو حال المحطات التابعة للشركة بعد إجراء الصيانة لها، أو محطات جديدة كما هو الحال بمحطة غياضة. قدرات إنتاج المحطات القديمة لا تختلف عن الجديدة وحسب رئيس الوجه القبلي، فمحطة قدرتها 1000 ميجاوات على سبيل المثال، فإنتجاها 1000 ميجاوات، دون أي اختلاف سواء أكانت قديمة أو جديدة، بينما الاختلاف يكمن في كفاءة حرق الوقود، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فالكيلووات من المحطة القديمة يحرق 150 جراما من المازوت، بينما الجديدة، يحرق الكيلووات منها 135 جراما من المازوت. وبعد إضافة محطات سيمنس بعد غد، وحسب المهندس محمود النقيب، نائب رئيس الشركة القابضة للكهرباء، فقدرة الشبكة القومية للكهرباء في ذروة فصل الصيف -يوليو وأغسطس- تقدر ب52 ألف ميجاوات، في حين أن أقصى حمل "كمية الكهرباء الكثيفة التي يحتاج إليها المواطنون لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة"، لن تتخطى 33 ألف ميجاوات، ويكفي أن أقصى حمل على شبكة الكهرباء، أمس السبت، في ظل ارتفاع درجات الحرارة سجل 29400 ميجاوات، حسب نشرة مرفق الكهرباء لحالة الطلب على الشبكة. سداد القرض على 12 سنة ويتم سداد قرض محطات سينمس الثلاث، على مدى 12 سنة، منها فترة سماح 3 سنوات من تاريخ بدء تنفيذ المشروع. "التحرير" تواصلت مع مصدر مسؤول داخل أروقة وزارة الكهرباء، للحديث عن الفائض في الكهرباء بهذا الرقم، وقال "لن نحتاج المحطات قبل 5 سنوات". وعلل المصدر، الذي رفض نشر اسمه، في حديثه ل"التحرير"، عدم اللجوء لتشغيل كل المحطات بقدرات 52 ألف ميجاوات، قبل 5 سنوات من الآن، كون الزيادة السنوية في الاستهلاك من الكهرباء تقدر ب7% فقط، إن لم تكن أقل، لوجود علاقة عكسية بين استهلاك الكهرباء من ناحية المشترك تارة، والأسعار التي تلتهم حصيلته المالية الشهرية كل عام مع كل زيادة مطلع يوليو منذ عام 2014 الماضي. وكشف المصدر، اتخاذ وزارة الكهرباء قرارًا بعدم التعاقد المباشر مجددًا بعد التعاقد مع شركة سينمس لوفرة الطاقة، فضلًا عن عدم إبرام تعاقدات مجددًا حتى عام 2020 المقبل، لا سيما في ظل العقبات التي تواجه مصر لتصدير الفائض لدول الجوار، ومنها السعودية على سبيل المثال لتبادل 3000 ميجاوات وقت الذورة في كلا الدولتين، فضلًا عن تصدير 300 ميجاوات للسودان خلال الأشهر المقبل، وهو رقم زهيد، إذا ما قورن بفائض الإنتاج الهائل. وحسب وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، فالقطاع نجح في سد فجوة العجز، وتحويلها إلى زيادة فى الاحتياطى، كما أنه باستكمال الثلاث محطات بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية، أصبح للقطاع القدرة على الوفاء بأية احتياجات لأية جهة استثمارية من التغذية الكهربائية.