مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، أخذت المعارضة على عاتقها كيفية خوض المعترك السياسي أمام مرشح الحزب الحاكم "رجب طيب أردوغان" الذي ينفرد بالسلطة ويكرس حكمه لقمع كل من الأصوات الرافضة لسياساته. أمس، اختار حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، مرشحًا لمنافسة الرئيس الحالي رجب طيب أرودغان في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تُجرى في يونيو المقبل. وأعلن الحزب التركي المعارض محرم إينجه، علماني التوجهات، مرشحًا له لخوض السباق الرئاسي ضد الرئيس الحالي الذي تولى رئاسة وزراء تركيا منذ عام 2002. ويخطط حزب الشعب الجمهوري للتحالف مع الأحزاب اليمينية للمرة الأولى في تاريخه في مسعى للفوز على الرئيس الحالي الذي ينتقد "إينجه" سياساته بشدة منذ سنوات، حسب "بي بي سي". اقرأ أيضًا: معركة الانتخابات التركية تشتعل.. والمرأة الحديدية تتحدى أردوغان كان السلطان العثماني قد دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة في مسعى لترسيخ أقدامه في المنصب وتعزيز موقفه بمزيد من الصلاحيات. ويعارض السياسيون العلمانيون في تركيا سياسات حزب العدالة والتنمية المحافظ، الذي يحتفظ بأغلبية برلمانية، معتبرين إياه يسعى لأسلمة الدولة، وفقًا ل"فرانس 24". وينتمي المرشح الجديد لحزب الشعب الجمهوري في انتخابات الرئاسة التركية إلى ولاية يالوفا شمال شرقي تركيا، والذي يعد الاختيار الآمن للحزب. وقال إينجه في وقت سابق: إنه "قد يعرض القصر الرئاسي الفاره الذي بناه أردوغان للبيع حال فوزه بالرئاسة"، متهمًا حزب العدالة والتنمية بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. اقرأ أيضًا: أردوغان يعلن إجراء انتخابات مبكرة 24 يونيو المقبل وتابع المرشح الجمهوري بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة بالقول: "سوف أكون إن شاء الله رئيسًا برغبة من الشعب". وفي خطاب قبوله الترشيح في اجتماع الحزب، أظهر إينجه أنه لن يخشى مواجهة أردوغان الذي وصفه "بما يسمى بالزعيم العالمي الذي يحتدم ويستشيط غضبًا كل يوم". ورغم ذلك، لم يسبق للحزب الحصول على نسبة أعلى من 25% من أصوات الناخبين في دولة أغلبية سكانها ينتمون إلى التيار المحافظ، حسب القناة. من هو محرم إينجه؟ ولد محرم إينجه في 4 مايو عام 1964 لعائلة مهاجرة من اليونان استقرت في ولاية لوفا، ويعتبر من المعارضين لزعيم الحزب كمال قليجدار أوغلو، ونافسه على رئاسة الحزب في السابق. اقرأ أيضًا: لماذا عاقب الأتراك أردوغان؟ وخلال فترة حظر الحجاب، كان من العلمانيين القلائل الذين دافعوا عن الحق في ارتداء الحجاب، كما اتهم حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الإسلامية بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016. والانتخابات القادمة والمُزمع إجراؤها في 24 يونيو وستجرى معها الانتخابات البرلمانية في نفس اليوم، ستكون حدثًا هامًا في تاريخ تركيا. فبعد الانتخابات، سيتم تطبيق نظام رئاسي جديد تمت الموافقة عليه باستفتاء في إبريل 2017، وسيمنح بموجبه الرئيس صلاحيات سلطوية. السؤال هنا.. هل ينجح حزب الشعب الجمهوري في اعتلاء السلطة؟ بعد الكشف عن توحيد صفوف "الشعب الجمهوري" مع حزب "اييي" الذي تم تشكيله مؤخرًا وحزب "السعادة" المحافظ إلى جانب الحزب الديموقراطي (يمين وسط)، حسب وسائل إعلام، بات من المرجح أن يحصد مرشح الشعب الجمهوري عددا كبيرا من الأصوات في ظل انخفاض شعبية أردوغان و"حزب العدالة والتنمية"، وهو ما قد يسفر في نهاية الأمر عن فوز "إينجه" على حساب أردوغان.