شهدت المنيا قبل 99 عامًا، مُشاركة أهالي دير مواس في ثورة 1919 بعد نفي الإنجليز سعد باشا زغلول، ليكون هذا اليوم من كل عام 18 مارس، هو العيد القومي للمُحافظة. ومع انطلاق شرارة الثورة خرج أهالي المُحافظة في تظاهرات تهتف ضد الاحتلال الانجليزي، وهاجم أهالي دير مواس، يتزعمهم الدكتور خليل أبو زيد، قطارا يقل جنودا من الإنجليز، وقتلوا عددًا منهم، بعد أن قطعوا شريط السكة الحديد، ليجبروا القطار القادم من أسيوط في طريقه إلى القاهرة على التوقف. يقول رفعت مهني، الأمين العام السابق لجامعة المنيا، حفيد الدكتور خليل أبو زيد، قائد الثورة في دير مواس، إنّ قرار الاحتلال الإنجليزي بنفي الزعيم سعد باشا زغلول، أشعل الغضب في جميع أبناء الشعب المصري، وكان الأهالي ينظمون اجتماعات يومية في منزل عمدة القرية أبو زيد. وتابع مهنى بأنه بعد عودة الدكتور خليل من لندن بعد أن حصل على الدكتوراه في الزراعة، وكان عمره لا يتجاوز ال28 عامًا، استقر الاجتماع على أن يلتقي الدكتور خليل، بالمندوب السامي البريطاني ويطالبه بالعفو عن سعد زغلول، إلا أن المندوب رفض طلبه وعرض عليه منصبا مقابل إخماد الثورة في المنيا، إلا أنه رفض عرضه وعاد إلى دير مواس. وأضاف أحمد أبو زيد، أحد أحفاد مفجر الثورة في دير موس، أنّه عقب عودة الدكتور خليل إلى القرية وإبلاغ الأهالي برد المندوب السامي البريطاني، استمر الأهالي في عقد الاجتماعات داخل منزل عمدة القرية أبو زيد، ومسجد أولاد محمود، واتفقوا على مهاجمة قطار يقل الجنود الإنجليز قادم من محافظة أسيوط يوم 17 من مارس، وتواصلوا مع ناظر محطة أسيوط، ليُحرك القطار يوم 18 بدلًا من 17، وبعد موافقة ناظر محطة القطار، قام الأهالي بقطع شريط السكك الحديدية، والتجمهر أمام القطار، بأعداد كبيرة، قالوا إنها قُدرت بالآلاف. أكمل أحمد بأن الأهالي أجبروا القطار على التوقف، وبعد أن سمع مفتش السجون الإنجليزية "بوب"، مطالب الأهالي التي جاءت على لسان الدكتور خليل أبو زيد، لتحدثه الإنجليزية، والتي تمثلت فى الإفراج عن سعد باشا زغلول، رفض تلك المطالب، وأشهر سلاحه في وجه الأهالي؛ مما دفعهم إلى مهاجمة القطار، وقتل 5 من الضباط، و3 من الجنود. وأضاف جمال أبو زيد، أن الاحتلال الإنجليزي، حاكم الثوار في مُحاكمة عسكرية، قضت بإعدام 16، بينهم جدة الدكتور خليل أبو زيد، والسجن المُشدد والغرامات ل20 آخرين، موضحًا أن أماكن اجتماعات الثوار وانطلاقهم هي «قصر العمدة، ومسجد أولاد محمود»، واللذان أصبحا مكانين تاريخيين، يحرص البعض على زيارتهما. لم تكن دير مواس وحدها التي شهدت حراكًا ثوريا في هذا اليوم ضد الإنجليز، إذ هاجم أهالي أبو قرقاص، جنود الاحتلال، بينما ألقت قوات الاحتلال القبض على العشرات من أهالي مدينة المنيا، خلال اجتماعهم داخل ميدان بالاس، كما قطع أهالي بني مزار، شريط السكك الحديدية، لمنع وصول إمدادات لجنود الاحتلال بدير مواس، كما تظاهر أهالي مغاغة.