تبقى ممارسة الفن مهنة محاطة بالعديد من المتاعب والمحظورات، خاصة في المجتمعات العربية، لارتباطها بالعادات والتقاليد التي لا يجب تجاوزها، فعلى الفنان أن يكون حذرا في تصريحاته وكل ما يصدر عنه، حتى لا يتعرض لهجوم مجتمعي قد يصل إلى منعه من التمثيل أو الغناء في دولته، ومن ثم تتأثر شعبيته، ويصبح "من المغضوب عليهم"، سواء على المستوى الرسمي أو الجماهيري، كما قد يتم منعه لأسباب أخرى كالدخول في معارك مع فنان شهير يتمتع بسطوة واسعة، هناك عدد من الفنانين المصريين وغير المصريين أصدرت نقابة الوسيقين قرارت بمنعهم من الغناء في مصر، وهم: 1- محمد الريفي أحدثهم المطرب المغربي محمد الريفي، حيث أصدرت نقابة الموسيقين، الإثنين الماضي، قرارًا بمنعه من ممارسة الغناء في مصر، وذلك على خلفية تهربه من سداد رسوم النقابة المقررة عليه، جاء نص البيان الذي أصدرته النقابة كالتالي: «تقرر منع التعامل مع المطرب محمد الريفي ووقفه وإخطار جميع الفنادق وإدارة المحلات والمطاعم والأماكن السياحية بهذا القرار لتنفيذه، وذلك لتهربه من سداد الرسوم النسبية المقررة عن عمله فى الحفلات وعدم الحصول على تصاريح النقابة وذلك لحين مثوله للتحقيق بالنقابة العامة». يذكر أن محمد الريفي فائز بلقب «ذا إكس فاكتور» الموسم الأول لبرنامج في النسخة العربية، وأصدر أول عمل له كليب «هيجنني» مع المنتج إيلام جاي. 2- شيرين كانت الفنانة "شيرين" واحدة من أكثر نجوم الوسط الفني إثارة للجدل في الفترة الأخيرة بسبب تصريحاتها الجريئة ومواقفها العفوية، والتي كان آخرها موقفًا مع إحدى المعجبات بحفل لها في لبنان، حيث طلبت منها المعجبة تقديم أغنية "ماشربتش من نيلها"، لتفاجئها شيرين برد غير متوقع قائلة: "بلاش هتجيلك بلهارسيا"، وهو ما تسبب في غضب الكثيرين، حتى أن نقابة المهن الموسيقية أصدرت قرارًا بمنعها من الغناء في مصر وإحالتها للتحقيق في تلك الواقعة، فى نهاية الشهر الماضي، أصدرت محكمة جنح المقطم، برئاسة المستشار عمرو عبد الرحمن، حكمًا بحبس المطربة شيرين عبد الوهاب لمدة 6 أشهر، وكفالة 5000 جنيه بتهمة الإساءة لمصر. ولم تكن تلك المرة الأولى التي تمنع فيها شيرين من الغناء، ففي عهد نقيب الموسيقيين الراحل، حسن أبو السعود، أصدر قرارا بمنعها من الغناء تلبية لشكوى من المنتج نصر محروس، أكد فيها أنها امتنعت عن تسجيل أغنيات اختار هو كلماتها وألحانها. 3- إيمان البحر درويش سبقها الفنان إيمان البحر درويش والذي وصلت الخلافات بينه وبين نقابة المهن الموسيقية، إلى ذروتها بعد إصدار قرار بمنعه من الغناء في حفل كان مقررًا إقامته في نادي النصر الرياضي خلال شهر نوفمبر العام الماضي، نظرا لكونه «مشطوبًا» من سجلات النقابة ولا يسمح له بالغناء، وفى حالة عدم التزامه بالقرار الصادر ضده، ستتم مقاضاته بتهمة مزاولة مهنة بدون ترخيص. رفض إيمان البحر درويش تلك القرارات الصادرة بحقه؛ بداعى أن أحكام النقابة غير شرعية، قائلًا: «إن مجلس النقابة الحالي مخالف للدستور والقانون، وهناك حكم قضائي ببطلان الانتخابات وهذه الأحكام واجبة النفاذ»، موضحًا «أن كل القرارات التي صدرت من الفنان هاني شاكر، سواء ضده أو أي فنان آخر في حكم العدم، لأن حكم المحكمة ألغى الانتخابات وأصبح مجلس نقابة الموسيقيين مُنحلا لمخالفته القانون، ولكن وزير الثقافة لم يحترم أحكام القضاء ويتدخل لحل المجلس». تعود خلفية الأحداث إلى الأزمات التي وقعت فى عهد الفنان إيمان البحر درويش، والذي شغل منصب رئيس نقابة المهن الموسيقية، عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، ولكن منذ توليه دبت الخلافات داخل النقابة والمشكلات بينه وبين الأعضاء الذين كانوا يؤكدون فى كل حديث لهم أنه يعطل مصالحهم. وفى عام 2012، صدر قرار من مجلس إدارة نقابة الموسيقيين برئاسة الدكتور رضا رجب، القائم بأعمال النقيب، برفع اسم إيمان البحر درويش من جداول قيد العاملين بالنقابة وتحويله إلى جداول المنتسبين للنقابة، وبعد ذلك سحبت النقابة الثقة من «درويش» وتم انتخاب المطرب الشعبي مصطفى كامل خلفًا له، وشهدت فترة توليه خلافات ومحاكم بين النقابة وإيمان البحر درويش على مدى الأربعة أعوام، وظلت الأزمات تلاحق نقابة الموسيقيين حتى تم انتخاب الفنان هاني شاكر لمنصب نقيب الموسيقيين لعام 2015. 4- «أحمد سعد» وفى شهر نوفمبر العام الماضي، اتخذت نقابة الموسيقيين إجراءً ضد المطرب أحمد سعد، بوقفه عن الغناء في مصر، وعدم منحه التصاريح اللازمة لإحياء الحفلات، لحين المثول أمام النقابة لإنهاء التحقيق معها، وجاء القرار بناء على شكوى تقدم بها أحد المتعهدين ضد «سعد» لتعاقده معه لحضور إحدى المناسبات، ولكنه تخلف عن الحضور مما تسبب في العديد من الأضرار، أما الواقعة الثانية فكانت شكوى مقدمة من أحد المنتجين، والذي تعاقد معه أيضًا على المشاركة في أحد العروض المسرحية، ولكنه لم يحضر لبروفات العمل، مما تسبب في عدم اكتماله. 5- مشروع ليلى فيما أثار حفل فرقة "مشروع ليلى" الذي أقيم في سبتمبر العام الماضي ب"كايروفيستيفال" جدلًا كبيرًا حيث تم خلاله رفع أعلام المثليين جنسيا، وبسبب ذلك قررت نقابة الموسيقيين منع الفرقة من الغناء في مصر، حيث قال الدكتور رضا رجب، وكيل نقابة المهن الموسيقية، في مداخلة هاتفية وقتها خلال برنامج "الشارع المصري"، على قناة "العاصمة"، «إنه تم وقف الحفلات المقبلة ل"مشروع ليلى" بعد رفع علم المثليين خلال حفلهم في القاهرة، مؤكدًا أن النقابة ليست جهة قمع، ولكن مثل تلك الحفلات لن تُقام في البلاد مرة أخرى». 6- أصالة ورطت التصريحات الجريئة المطربة السورية أصالة نصري، إذ أصدر نقيب الموسيقيين منير الوسيمي، في عام 2010، قرارا بمنعها من الغناء في مصر، بسبب هجومها على الملحن حلمي بكر والفنانة شيرين عبد الوهاب في مقابلات تليفزيونية، إلى جانب عدم حضورها إلى النقابة بعد توجيه إنذارين لها، وعندما رفضت الحضور كان قرار المنع من الغناء نهائيا في مصر حاضرًا. 7- رولا سعد بقرار من النقيب منير الوسيمي عام 2010، تم منع المطربة اللبنانية رولا سعد من الغناء في مصر، بسبب غنائها أغنية زميلتها المطربة هيفاء وهبي "إيه ده.. إيه ده"، على الرغم من إبلاغها بأن الأغنية مسجّلة باسم الأخيرة في الشهر العقاري، وفق ما ذكرت مجلة "سيدتي". 8- حمدي باتشان خلال لقائه التليفزيوني مع برنامج "تحت الكوبري"، تقديم طوني خليفة، أوضح المطرب حمدي باتشان أن سر ابتعاده عن الساحة الفنية في مصر وسفره إلى الخارج يرجع للحرب التي تعرض لها من جانب الرقابة على المصنفات الفنية، ونقابة المهن الموسيقية التي افتعلت الأسباب حتى أوقفته عن الغناء في مصر، وطالبت المنتجين بمقاطعته لكونه يروج للغة هابطة، بعد أغنية "الأساتوك". 9- كارول سماحة بسبب فستانها وتقديمها "وصلة رقص" قرر نقيب الموسيقيين وقتها منير الوسيمي منع المطربة اللبنانية كارول سماحة من الغناء في مصر، في سابقة غريبة من نوعها. 10- سما المصري خلال فترة ولايته كنقيب للموسيقيين، أصدر الفنان مصطفى كامل قرارا بمنع الراقصة سما المصري من الغناء نهائيا، وأكد في تقرير أن أغنيات سما تخدش الحياء العام. 11- مصطفى حجاج في مارس 2016 أصدرت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة الفنان هاني شاكر، قرارا بعدم تجديد تصريح الغناء للمطرب مصطفى حجاج، صاحب أغنية "يا بتاع النعناع"، لعدم تقديمه شهادة إتمام الخدمة العسكرية، رغم حمله كارنيه النقابة منذ عام 2012.